بقشان، بن لادن، بن محفوظ، بغلف، باسمح... عند ذكر هذه العوائل الحضرمية (و غير هذه المذكورة هناك الكثير و الكثير) لا يسعك إلا التأمل في القوة الاقتصادية التي يمتلكوها.
قصص كفاحهم و عصاميتهم معروفة. وآآآه كم نحب سردها و تحفيز بعضنا بكيف تحولوا من فقراء معدمين الى بليونيريات عالميين. فهناك قصة سالم بن محفوظ رحمه الله. هاجر طفلاً من حضرموت لا يمتلك شئ. عمل كصبي لبيت الكعكي. وبشطارته و نباهته أصبح يشرف على بعض أعمال التجارة و الصرافة عندهم. ثم شاركهم في مؤسسة مالية اسمها "بنك بن محفوظ الكعكي" تحولت فيما بعد للبنك الأهلي التجاري. و عند ظهور البترول و الطفرة في المملكة تحول البنك الأهلى لمنشأة سعودية عملاقة تعد أحد أهم بنوك العالم و أكبر بنوك الشرق الاوسط.
- الهجره للحجاز والعمل كصبيان: الظروف جعلت أفواج من الحضارم يهاجروا في بداية القرن الماضي للحجاز ويعمل الأطفال منهم "صبيان" في بيوت أعيان وأشراف مكة و جدة. ثم اصبح المميز المجتهد الامين من هؤلاء الصبيان يقف على أموال و تجارة "أعمامه" الحجز مجنبينهم الوقوف في السوق والتعامل مع الناس. لذا, هؤلاء الشباب وهم في سن صغير تعلموا فنون التجارة وكأنهم في اعتى جامعات إدارة الأعمال. وعلى مدى السنين توسع إدراكهم و شكلوا فهماً عملياً للسوق وفنونه كالمحاسبة و الجرد والتفاوض و التسعير. بل وحتى ما يمكن اعتباره بدايات التسويق و الفكر الاستراتيجي. واستمروا لسنوات في هذه "الجامعة" حتى اصبحوا أساتذة التجارة و اسيادها.
- تاريخ الميلاد: أغلب الحضارم الذين صنعوا امبراطوريات كان من المفيد من أن يكونوا من مواليد بداية القرن العشرين (1900 الى 1920). لأن هذا يعني أنهم قد وصلوا لسن الشباب و بدأو في الاشراف على تجارة أعمامهم في الثلاثينيات و الأربعينيات الميلادية. وعندما حلت الخمسينيات الميلادية و بدأ خير البترول كان قد أتم الواحد منهم 10-20 سنه من التدريب و أخذ خبرات هائلة في التجارة. بل وكانوا عندها في ختام عقودهم الثلاثين والأربعين من العمر وهو سن ممتاز لبداية بناء الأمبراطوريات.
- الحزب الشيوعي الاشتراكي في حضرموت: بدأت امبراطوريات هؤلاء الحضارم في التوسع. لكن ما أن حلت الستينيات الميلادية حتى وقعوا في فخ محرج: لم يعد لديهم عمالة تلبي احتياجاتهم للتوسع. فالحضارم (و الى وقت قريب) لم يوظفوا إلا حضارم. وهي فلسفة ترى أن أفراد المؤسسة هم أسرة كبيرة رب العمل فيها كالوالد و ليس المدير.
في ذلك الوقت تحديداً ظهر الحزب الشيوعي الاشتراكي في حضرموت. وكانت أوقات صعبة حيث أنه تزامن مع ذلك فقراً أشد مما كان. والأكثر سوءاً هو الاضطهاد الفكري حيث أن مبادئ هذا الحزب لم يرتاح لها الكثير من الحضارم. يصف د. عبدالله بن محفوظ الكندي (عضو غرفة جدة) تلك الفترة بأنه كان يفر الحضارم مهاجرين للمملكة. فأنشأ كبار التجار في جيزان ما يشبه المعسكرات التأهيليه التي تستقبلهم و ترتب تفويجهم لجدة و مكة حتى يباشروا أعمالهم في محلات و مواقع بناء مؤسسات الحضارم الكبرى. أفلح هذا العمل في استقطاب ما يزيد عن 120 ألف حضرمي في زمن قياسي. ضخوا كلهم لهذه المؤسسات.
الاسم | تاريخ الميلاد | الاصل في الحجاز | النشاة | الحالة التعليمية | الانجاز |
الشيخ: احمد سعيد بقشان | 1910-1920 | جيل أول طفل مهاجر من حضرموت | صبي لاعيان الحجاز | أمّي | امبراطورية تجارية |
الشيبة: سالم بن محفوظ | 1910 | جيل أول طفل مهاجر من حضرموت | صبي لاعيان الحجاز | أمّي | امبراطورية تجارية الاهلي التجاري |
المعلم: محمد بن لادن | 1908 | جيل أول طفل مهاجر من حضرموت | صبي لاعيان الحجاز/ حمّال | أمّي | امبراطورية تجارية مقاولات |
الشيخ: احمد بغلف | لم اجد التاريخ | جيل أول طفل مهاجر من حضرموت | صبي لاعيان الحجاز/ حمّال | أمّي | امبراطورية تجارية مقاولات وبضائع |
نكرر ختاماً أن هذه الظروف لا تنتقص من كفاحهم شئ. فهذه الظروف مر ويمر بها آلاف من الناس. ولكن التغلب عليها (أو استغلالها كما اظهرت الرسالة) كانت يتطلب شخصيات عظيمة.