moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

السبت، 18 يوليو 2009

لم مجلة ليالينا ناجحة؟ و لم قد يتنهي هذا النجاح قريبا؟

مجلة ليالينا هي مجلة اجتماعية منتشرة في مجموعة من مدن الدول العربية. وهي تتخصص في عرض صور من مناسبات محلية (افراح، حفلات،افتتاح مطاعم و مقاهي...). و المناسبات هي مناسبات عادية جدا وليست لمشاهير. حتى صور واسماء الضيوف فهي لاشخاص من عموم الحضور.
 
لا تعتقد انها مجلة ناجحة؟ عندها تكون تعارض الارقام.
 
فبالرغم من انك يستحيل ان تجد من يعترف بانه يتابع هذه المجلة, الا انها تطبع و توزع في المملكة ما بين 60 الى 70 الف نسخة كل شهر. اما على مستوى العالم العربي فهي توزع اضعاف هذا الرقم في تسع دول عربية مختلفة. ارقام محترمة جدا تنافس اهم مجلات العالم العربي.
 
ماهو اكثر دلالة على النجاح هو الدخل الذي اتوقع انهم يحققوه. ففي المملكة فقط، سعر البيع هو 20 ريال للمجلة و الاشتراك سنوي هو بحوالي 250 ريال. لذا و بناء على مصادر المعلومات لدي (و هي ارقام المجلة المعلنه) فان المجلة تحقق دخلا سنويا من المبيعات و الاشتراكات قد يصل لحوالي 14 مليون ريال.
 
هناك مصدر دخل اخر. صفحات المجلة ال250 فيها 50 صفحة اعلان. في المملكة فقط، يدفع المعلن حوالي 20 الف ريال على الاعلان. قم بعمل الحسابات لتكتشف ان ايراد الاعلانات هو 12 مليون ريال.
 
اذن المجلة تحقق ايرادا سنويا قد يكون قدرة 26 مليون ريال وذلك فقط في السعودية.
 
لتتوقع ربح المجلة عليك ان تخصم التكاليف اولا. التكاليف الادارية، الراس مالية، الطباعة، التوزيع و التسويق ستكون منخفضة نسبياعليهم. فالمجلة تنتمي لمؤسسة اعلامية عملاقة تمتلك كل هذه الامكانيات. اما تكاليف التحرير فليس فيها شراء لتقارير او ابحاث او استقطاب لكتّاب مرموقين او اي شئ من هذا القبيل. كل مافي الموضوع هو فريق من المصورين الذين تقتصر مهارتهم على ضغط زر الكميرا و سؤال من اخذوا صورته عن اسمه.
 
اذن, لم هذه المجلة ناجحة بهذا الشكل؟
 
" الموضوع ومافيه هو حب البصبصة". لا اعتقد, و الا لم اكثر الاجزاء شعبية في المجلة هي صور من افراح الرجال. و لو كان الغرض هو "البصبصة" فالمجلات الفنية هي اكثر اشباعا لهذه الرغبات.
 
"لاننا اصبحنا اناس سطحيين و فضوليين للغاية". اقتربت من الاجابة. لكن ليس بالضرورة ان يكون الموضوع سلبي للدرجة التي تجسدها هذه الجملة.
 
سر نجاح هذه المجلة هو في قاعدة اعلامية في غاية الاهمية. و هي حقيقة ان الناس يعشقون الاسماء و الوجوه.
 
بأدلة واضحة و متكرره، عندما تقوم القنوات الاعلامية (مطبوعات، تلفزيون، مواقع انترنت) بعرض أسماء و صور للناس فهي تشد الانتباه. و لو كان العرض هذا هو لاناس من مجتمعك و محيطك عندها يكون الامر لا يقاوم. حتى لو كان هؤلاء اشخاص عاديين جدا و يقومون بشئ عادي او حتى ممل.
 
ان نجاح هذه المجلة هو في اشباع هذه الحاجة عن الناس. فلسبب ما، تصفح صور أناس عاديين قد حضروا فرح أناس عاديين آخرين هو امر في غاية الامتاع. و تصفح صور رواد المطعم الفلاني خلال عطلة الاسبوع الماضي هو امر مسلي للغاية.
 
"السبب غير مقنع. اكيد في سر غير هذا". ابدا, هذا هو كل مافي الامر. فحب مشاهدة و متابعة الناس العاديين وهم يقومون بامور عادية هو السبب. فكر في برامج الواقع التي يشاهدها البلايين في العالم. فهي برامج لاشخاص عاديين يحاولون الغناء او فقدان الوزن. او انهم يتسكعون في بيت مغلق لاشهر.

فكر في facebook. لم يمتلك هذه الشعبية؟ هناك مواقع تعد مصادر اخبار او تسلية او معلومات افضل منه بكثير. بل انه ليس افضل طريقة للتعرف على الناس. حتى انه وسيلة سيئة لتبادل المعلومات و الايميل و الشات يظلو افضل منه في ذلك بكثير. كل ما ينفرد به facebookهو انه يساعدك ان تعرف "كيف هو شكل فلان؟" و " ياترى ماذا يفعل و يحب هذه الايام؟".
 
برامج الواقع، facebook، ليالينا، و مختلف الادلة الاخرى تؤكد انه عندما تعرض وجوه و اسماء فانت رابح.
 
"حسبي الله و نعم الوكيل. هل وصل بنا الانحدار لهذه الدرجة؟". يمكنك التحسر و الانزعاج. لكن الافضل هو الاستفادة من هذه الحقيقة. فلو كنت تعمل في اي مجال و لك احتكاك مباشر او غير مباشر بالاعلام او التسويق فلا تنسى هذه الحقيقة. بل حتى لو اردت ان تروج لفكرة ما. فان هذه القاعدة و استخدامها هي من افضل الوسائل لجذب الاهتمام و تحقيق و جهه نظرك.
 
لم قد ينتهي نجاح ليالينا قريبا؟ السبب هو ان المجلة كما الاحظ عندما اتصفحها منتظرا دوري لدى الحلاق انه تزداد فيها شيأ فشيأ نسبة المقابلات و المقالات. وهذا يعد انتحارا. حيث ان هذه المقالات لو استمر زحفها و طغت على اصل المجلة فتفقد ما ميزها في الاصل.

الأحد، 12 يوليو 2009

اسبانيا و قمة الروقان

لعلك كنت من المرتاحين بعد انقطاع لأكثر من شهر عن هذه الرسائل. أو انها غير مهمة بالنسبة لك لدرجة أنك لم تلاحظ ان المقالات الاسبوعية قد انقطعت. على كل حال فسأعود لازعاجك الآن.

كما اني كنت في اجازة رائعة مع اسرتي في اسبانيا. اقليم "الأندلسية" تحديداً. توقعت قبل زيارة الجامع الكبير في قرطبة و قصر الحمراء في غرناطة وكل تلك الآثار ان يأتيني احساس بالحزن و الحسرة من تحويل المساجد و القصور لكنائس و متاحف. لكن الاحاسيس التي طغت كانت احاسيس التفكر و التخيل. احاسيس الحزن و الحسرة كانت تأتيني في الطريق. فالرحلة من ملقة لقرطبة ثم لغرناطة ثم العودة لملقة يقطع فيها الشخص 1000كم وهو يقود السيارة. الغالبية الكاسحة من هذه الكيلومترات تقضيها على طرق سريعة تخترق اودية و مزارع من شجر الزيتون. منظر رائع. تاتيني الحسرة لأني طوال الوقت افكر و اقول "المفرض فلسطين تكون بهذا الشكل".

اثناء التجول في اقليم الاندلسية كان يأتيني ما يشبه ال"flash back" للعصور الذهبية. فعند التجول في القرى و المعالم كنت اتخيل سكان الاندلس في تلك البيوت و الاماكن. كم كانو اناس "رايقين و مروقين على الاخر":

القرى ذات التاريخ الأندلسي الاسلامي تسمى بالقرى البيضاء. وذلك لأنهم كانو يطلون بيوتهم بالجير الابيض على الاقل مرة في السنة ليعكس حرارة الشمس. و لأن الجير طارد للقوارض و الحشرات. كما ان مداخل القرى وواجهات البيوت كلها على الجنوب لتستقبل هواء البحر الابيض. يمر الهواء في ممرات القرية التي تضيق كلما تتوغل فيها. ذلك حتى ينحسر فيها الهواء و يمر بسرعه. لذا تكون في وسط القرية و محاط من أربع جهات بالجدران لكن يأتيك الهواء البارد من الفتحات.

النوافير في كل مكان. في الشوارع و البيوت. وأصواتها و مناظرها بالفعل مرضية للعين و الاذن و النفس. واستخدامهم للفسيفساء أمر جميل جداً. بيوت بيضاء. نوافير. بلاط ازرق يزيّن الحوائط و النوافذ. قمة الروقان.

احدى المواقع داخل أسوار قصر الحمراء هو قصر صغير في حديقة جانبية. كان يستخدم لقضاء شهر العسل وكمنتجع. يسمونه "الجينينات". قمة الروقان

في الحقيقة هناك ماهو انسب في التسمية من "الروقان". لعله "اعمار الارض". فقد كان رواد تلك العصور الذهبية مهتمين بكل ماهو على الكرة الارضية. دين، علوم، بناء، فكر، ثقافة. اعمار للارض.

عندما تتجول في قرطبة تجد تمثال ابن رشد. يجسده وهو يجلس يفكر وفي يده كراسته. محاط بشجر زيتون . وحوله اسوار قرطبة او "القصبة الذهبية". عندها تعرف أن اعمار الارض هو تحدى المسلمين.

تحدي المسلمين ليس سهل. فتحدي أن تعيش من أجل الله و من أجل اعمار الارض هو اصعب من تحدي الموت من اجل الله. اكتب الرسالة وأنا اشاهد قناة العربية و فيها قاضي يحكم بالاعدام على ٦ شباب بتهمة الارهاب في اليمن. هو يقرأ الأحكام و هم يهللون و يكبرون فرحا بها. كمسلم، "حياتك" تؤلف نظريات فيزياء على صوت خرير نافورة و ظل شجرة برتقال قد تكون افضل من "مماتك" وانت تفجر مبنى. طبعا مع مراعاة النوايا في كل شيء.