moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

السبت، 8 نوفمبر 2008

لماذا لا ينبغي ان تخجل من نفسك لو شجعت أوباما؟

"توقف الآن عن القراءة لو كنت ممن يؤمنون يقيناً و ليس لديك شك في نظرية المؤامرة الكاملة. المؤامرة بان كل ما يحدث من الغرب بدون استثناء هدفه تدميرنا. لأنك لن تستفيد من القراءة سوى فوران دمك على سذاجتي و غفلتي. أما لو كنت مثلي تؤمن بنظرية المؤامرة ولكن لا تفسر بها كل شئ أو كنت لا تؤمن بها اصلا فاستمر في القراءة و اسف على المقاطعة"
 
الاسبوع الماضي فاز ابو حسين بالانتخابات الامريكية. كان تفاعل العالم مع هذه الانتخابات كبير. و التعاطف عالمياً كان مع باراك بشكل كاسح بحسب كل التقارير.
 
لعلك كنت من هؤلاء. و لعلك اليوم بعد انخفاض اليوفوريا و انتهاء الدراما تشعر بشئ من الاستغراب أن كيف اثرت فيك هذه الانتخابات بهذا الشكل. خصوصاً و أنه ليس لك علاقة بها. فلن تستفيد من اعفاء الضرائب و لا نظام التامين الطبي الذي ينادي به.
 
ربما الأمر تعدى الاستغراب من نفسك. بل و وصل لدرجة انك خجلان. تقول "من ٢٠٠١ و انا اشعر بالضيق الشديد تجاه امريكا بسبب السياسات الخارجية التي فيها ظلم رهيب. و اليوم، لمجرد انهم عرضو لنا شخصية جذابة صاحبة كاريزما نسيت كل شئ و تفاعلت مع الموضوع و كأن آوباما من بقية اهلي!!"
 
بل لعلك ندمان. ندمان لأنه قد يأتي لبلدك ضيق أو مشكلة لا سمح الله من وراء هذا الرجل. عندها ستنظر فيك زوجتك و انتم تختبؤن تحت الطاولة من ضرب الصواريخ و ستقول لك باستهزاء "هوه ده آوباما اللي حطيت صوره في الscreen saver يا فالح!"
 
إذا كنت ممن تفاعل و تعاطف مع أبو حسين الاسبوع الماضي و قد تراودك بعض أفكار الندم و الكسوف من النفس اليوم فلا تحزن. ساقدم لك مخرج قد يساعدك على تقبل نفسك. و الدفاع عنها امام الاخرين.
 
تحدث الكثيرين عن معنى فوز آوباما. كان هناك مقالة رائعة للشيخ عايض القرني في جريدة الشرق الاوسط عنوانها "الرجل الاسود في البيت الابيض". جسدت الكثير من الاحاسيس. وكيف انتصر الامريكان على اشد عنصرياتهم شدة. العنصرية ضد السود. وضعنا الاسبوع الماضي زعلنا (او الكره) لامريكا جانبا. ووقفنا لنشيد و نحسد العدل و الحرية التي وصلوا لها.
 
أما نحن العرب. فسينتهي شهر العسل مع اوباما سريعا. و مع أول فعل لا يعجبنا منه أما لشئ قاله لاسرائيل أو شئ لم يقله لفلسطين. أما لقرار اتخذه في العراق أو لم يتخذه في افغانستان. أول ما سيزعجنا اوباما سننهال عليه. و للأسف، سنفعل ذلك بجهل. فستسمع محلل أو خبير في احد القنوات يسبه و سيقول جملة منتنة مثل "ان هذا الكيني الاسود قد نسي نفسه و....".
 
انا كنت متعاطف جدا مع آوباما و الانتخابات عموما. مع ان اغلب القضايا التي تهمني يتفوق فيها ماكين:
 
١. كمسلم و عربي. اهم قضية بالنسبة لي هي فلسطين. و اوباما و الديمقراطين اكثر تعاطفا و دعما لاسرائل من ماكين. بل ان سارة بيلاند انجيلية تؤمن بنزول الاله المسيح في اخر الزمان و قتله لليهود و رفعه و نصره للصليب (تعالى الله علوا كبيرا).
٢. و انا كمسلم بشكل عام، اجد اوباما لبرالي يساري متحرر. وهو داعم كبير لقضايا خطيرة بالنسبة لي على اخلاقيات كوكب الارض ( gay marriage مثلا).
٣. ايضا، اوباما يريد خروج سريع من العراق قد يجعل هذه الدولة الحبيبة تتورط في حرب طائفية و انقسام. ويريد ان يشد الخناق على افغانستان و يضرب باكستان. في المقابل يريد يجلس على طاولة الحوار بدون شروط مع ايران.
٤. كسعودي، الديمقراطيين اقل حبا للبترول و اقل تعاطفا و تفهما للدول المنتجة له.
 
لكن هناك سبب واحد قهر كل هذه الاسباب و جعلني اتفاعل بشكل كبير مع اوباما. هذا السبب هو ما اقترح عليك تبنيه لتبرر تعاطفك مع اوباما. وهو ان الامل قد فاز او hope won. الامل بماذا؟ بالتغيير او Change.
 
لقد ذكرنا هذا الحدث بفوائد التحلي بقيم التفائل وحسن الظن و الخيرية الدائمة في امر المؤمن "عجبا لأمر المؤمن أن امره كله خير".
 
اذا لم يبعث فيك الأمل فوز ابن رجل مسلم بقيادة أعظم قوى العالم. لعله أذن و اقيم في اذنيه عند و لادته. اذا لم تبعث فيك الامل هذه الاشارة أن امريكا لازال فيها خير. وانهم بعد أن ضلوا الطريق في السنوات الثماني الماضية اختاروا رئيس اهم ما يعد به هو مد يد العون و التحاور لتقريب الوجهات. اذا لم يبعث فيك الامل كل هذا فانت قد تكون متشائم لدرجة غير مقبوله.
 
ارجوا أن تراقب اللغة. اقول الامل و التفائل و ليس التصديق و التسليم. التصديق لمجرد سماع بعض الخطب سذاجة لا تغتفر. المطلوب فقط ان يكون عندك امل.
 
إن ما يعنية تعاطفك مع اوباما (إذا كنت قد تعاطفت معه) إنك ايجابي. تقييم كل الحلول و تنظر للاحتمالات. في المقابل أنت كيّس فطن. و لا تقع ضحية لشغل الثلاث ورقات.
 
لماذا لا ينبغي أن تخجل من نفسك لو شجعت أوباما؟ لأنه مع هذا الرجل يأتي ما نتمناه كلنا. ياتي احتمال الامل بالتغير. Hope و change كانتا اهم كلمتين عند هذا الرجل. صدقها ٥٣٪ من الناخبين و ٩٠٪ من سكان الارض. سكان الارض لم يتعاطفوا مع امريكا و لكن مع الامل.
 
انتهت الرسالة.....
 
 
سياسة امريكا الخارجية لا يتحكم فيها لا رئيس و لا غيره. هي سياسة دولة. و بغض النظر عن من في البيت الابيض ستظل امريكا تفعل كل مافي وسعها لمتابعة سياستها الخارجية المحفورة في الصخر. من هذه السياسات مثلا حماية الوطن من أي تهديد لافرادة، ثرواتة أو اساسياته، دعم مطلق لإسرائيل، مساعدة الدول في العالم التي تسعى للديمقراطية أو تستنجد بها للاغاثة. كل ما يفعله الرئيس هو أن السياسة تتأثر بشخصيته. فلو كان أرعن ستجد فيها تسرع. و لو كان متردد ستجد فيها خوف.
 
و من ناحية أخرى، امريكا تحتاج لأن تقاد بالمميزين من ابنائها. خلال ال٢٨ سنة الماضية و أكثر، من ريغان لبوش، اختارت امريكا رئيسها باستخدام عامل واحد: وهو أن يختارو المرشح الذي يشبههم و يرتاحون له. يسمونها من يمكنهم ان يشربو معه البيرة و يتحدثون في كل شئ من امور الحياة البسيطة. اي انه يجب ان يكون شخص عادي و بسيط.
 
ابو حسين ليس عادي. ابوه كيني، و رباه زوج أمه الاندونوسي في اندونيسيا، ثم عاش في هاواي و هي أبعد الولايات هوية عن امريكا. اوباما ذكي جدا. اكادمياً يعد استثنائي. هو أخر شخص يتخيله الامريكي العادي يجلس بجانبه و يشرب معه البيرة. بل هو لا يحب البيرة أصلا. فهو "أليط" على شرب هذا المشروب الشعبي. دودة كتب. يناقش امور فلسفية و راقية.
 
آمريكا سيارة فورميلا ١ و من يقودها يجب ان يكون قادر على ذلك.
 
"يا مجنون!! افهم من كلامك أنك تريد مصلحة امريكا و نحن ندعي عليها طوال الوقت" أنا لاريد مصلحة امريكا لكن حالنا كعرب أو مسلمين متأخر. لو انهارت امريكا اليوم نحن غير جاهزين لقيادة العالم. ولن يبقى العالم بدون قيادة. لذا لعله من الأفضل ان تستمر امريكا لما بقي فيها من عدل بسيط وإن زاد ظلمهم, و خلق قليل و إن زاد انحلالهم, و دين ضعيف و إن زاد الحادهم. هم قد يكونوا أفضل من باقي العالم بالمقارنة. فأوروبا في سبات عميق. غارقة في إلحاد و فصل كامل للدين عن الحياة. و الصين تظهر تجبر كبير و ظلم لاخواننا عشرات ملايين المسلمين الصينين في أقاليم الشرق . و كذلك ما يفعلوه في النساك التبتين.
 
الرسول صلى الله علية و سلم بنى جسور سواء كان مع النجاشي أو مقابلة و فد نجران المسيحي أو المعاهدات مع يهود المدينة. بعضها احترم و بعضها نقض. و كما تفاعل الصحابة حول الرسول صلى الله عليه و سلم عندما جاءهم خبر عاجل من خلال الوحي بأن الروم قد غلبت. و أنه بعد هزيمتهم ببضع سنوات سيعودو ليغلبوا. اليوم لا نمتلك مصاد بمصداقية سيدنا جبريل في توصيل الاخبار (مع فارق التشبيه) لكن هذا لا يمنع ان نتطلع و نحلل.

هناك 5 تعليقات:

Norah M Al Kasabi يقول...

I loved how you analyzed the issue ... very effective mashallah .. I have to say .. I am a huge supporter of "Change" and "Hope". And that was the main reason why I supported Obama. However, I want to know your opinion on his new Chief of Staff. Do you think he will be any threat to the " Hope" and "Change" is the Middle East?.

جاسم الغامدي يقول...

أنا عن نفسي تعاطفت معه لدرجة جعلت مني أبتسم طويلا بعد فوزه. لكن هذا لم يمنعني من أن أحذر من المبالغة في الفرحة. لطالما شعرت أن هناك شبهة وراء جلب هذا الرجل بالذات ليقود امريكا. ربما أصبح الآن من السهل على امريكا قمع المسلمين دون صعوبة.

لن تجد أحدا يقول "هذا أنتم أيها الصليبيون". الأن امريكا تستطيع أن ترفع معيار ظلمها للمسلمين حول العالم بحجة "أهو رئيسنا أبوه مسلم، لا وأصولة اسلامية ١٠٠٪ ولا نشوف أحد بعد كذا يقول انتو تكرهوا المسلمين.."

أما لماذا تعاطفت انا معه.. فالحقيقه أن هذا يحدث معي دائما في أي جولة يتنافس فيها فريقين. أنا لا أشجع أي نادي ولو حصل وتابعت مباراة بين الاتحاد والاهلي فأني اتعاطف مباشرة مع الفريق الاكثر شعبية في الجلسة التي حولي. هذا ما حدث مع اوباما.

موضوعك رائع ياسر وتحليلك سليم

اشكرك

ياسر بكر يقول...

شكرا نوره. رام اسرائل امانيوويل هو صهيوني متعصب يؤمن باسرائل الكبرى (ينبع لبيروت، سينا لدجله). المشكلة ان الحكومة قد تتشكل من يهود متعصبين اخرين. يبدو ان مسؤل علاقات الشرق الاوسط سيكون احد اكبر الصهيونين على الاطلاق

شكرا جاسم. نظريتك مثيرة للاهتمام بخصوص التشجيع :)

"الأن امريكا تستطيع أن ترفع معيار ظلمها للمسلمين حول العالم بحجة :أهو رئيسنا أبوه مسلم" اسمحلي اعطيك درجة الدكتوراه في نظرية المؤامرة :) لكن هناك منطق فيما تقول

ابو سلمان يقول...

شخصيا كنت متحمس جدا لفوز (بوش الابن) وكثير من المسليم في امريكا كانو يرون في (بوش الابن)الامل في تغير السياسه الخارجية لأمريكا بعد (كلنتن)
حيث عانة دول مسلمة من التدخل الأمريكي وابرزها في (البوسنه)
ثم اصيب العالم الاسلامي بخيبت امل من وراء (بوش الابن) واصبحوا يتمنون رجوع (كلنتن)
اما الآن ، فأصبحة لدي قناعة قوية بأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية لان تتغير بتغير الرئيس

ياسر بكر يقول...

شكرا يا عبدالله. قراءة العربي المكسر الذي كتبت به كانت مسلية.

اعتقد انك قصدت في الجملة الاخيرة ان السياسة لا تتغير بتغير الرئيس. واذا كان هذا قصدك فانا اتفق معك.