اذن لنكمل....
كانت النتائج مذهلة عند مقارنة معلومات هؤلاء التوائم. لانه و ببساطة، وكانك لم تفرق بينهم. حصلوا في اغلب الحالات على نفس الدرجات في المدرسة ويحبون نفس المواد، كانت لهم نفس الميول، نفس العادات، و نفس الصفات (انطوائ، مشاغب، هادئ،...)، حتى نفس الهوايات (كرة السلة، عزف الموسيقى،...).
تخيل الفرق في التنشئة بين ام جاهلة مدمنه مخدرات فقيره، وبين اسرة مستقرة مثقفة. تخيل الفرق في البيئة و المحيط. الجينات كانت اقوى من كل ذلك.
لا تستهينوا بالجينات. أختارت مجلة People ولادة ابنة Angelina Jolie/ brad Pitt "اهم حدث في ٢٠٠٦". و هناك حرب باردة بين المانيا و امريكا على تجنيس بنات Andre Agassi/ Steffi Graf. و ذلك لانه عندما يتزوج اشخاص موهوبين و جذابين، باشخاص موهوبين و جذابين، ترتفع احتماليه تمييز المواليد. نحن المسلمون نعرف اهمية الجينات اكثر من غيرنا. فهناك قصة سيدنا عمر مع بائعة اللبن، و كيف ان حفيدها كان عمر بن عبد العزيز. وقصته رضي الله عنه مع عبدالله بن الزبير عندما كان طفلا، و لم يخف و يجري مثل باقي الصبيان. اما سيدنا ابو بكر الصديق كان نسابا. و لا اعتقد انه كان سيشغل نفسه بذلك العلم ان لم يكن ذا فائدة و معنى.
طيب، ماذا عن ان ضغط الاقران و المجتمع تأثيره اكبر من تربية الآباء. اعني بذلك، ان تاثير الاخوة و الاصدقاء على الطفل و اكتسابه للذكاء اكبر من تاثير الام و الاب. واسعه شويه؟ اليك الدليل.
اذا نظرت في العوائل التي فيها أكثر من ولد ذكر. تجد ان غالبا، و ليس دائما، يكون الاول هادئ و "مروّق". الثاني مشاغب و صاحب كاريزما. و الثالث................. نعم، الاذكى او الأكثر نجاحا (كما في مسلسل Malcolm in the Middle).
هذا التوزيع ليس من رأسي. بل ذكره في محاضرة الدكتور ابراهم الخليفي (صاحب برنامج رائع في قناة الشارقة على فكرة). و فسره كما يلي: "الاول نشاء بدون ضغط او منافسة و كان هو النجم الاوحد للعائلة. اذا مشى اول خطوة او تكلم انقلبت الدنيا. الثاني، فتح عينيه على الدنيا و جد امامه اخوه الاكبر يسد الطريق عليه. وكانه شاحنة امامه تمشي ببطئ في شارع ضيق. حاول ان يسبقه، فقرر ان "يطلع على الرصيف" بان يخالف و يشاغب ليلفت الانتباه. اما الثالث، فيرى امامه معركة يستحيل ان يفوز فيها بالطرق التقليدية. فالمنافسه على الفوز بقلب والديه و اهتمام المجتمع شديدة و قد وصل لها متأخرا جدا. فالاول الاول. و الثاني خطف الاضواء بالمشاغبة. فلا يجد امامه حل الا الدهاء و الذكاء. فيفكر و يبدع وسائل مختلفة و ذكيه ليحصل على الاهتمام. يدرس و يقراء. كذلك، يتحالف بدهاء احيانا مع الثانى لاسقاط الاول، و هكذا."
انظر في المثال: الجينات متشابهة و الابوين نفسهم (اخوان). الاختلاف الوحيد هو ترتيب الولاده، الذي فرض ضغوطات اجتماعيه و نفسية مختلفه. فاختلفت الشخصيات و الامكانيات. كون ان " الثالث" هو في الغالب الانجح او الاذكى او الاميز او الادهى، مؤشر قوى و دليل لدور ضغط الاقران و المحيط في الذكاء.
لا تستهونوا بضغط الاقران و المجتمع. فكم من شاب رباه ابويه تربيه دينية مركزة، ثم دمر زميل جديد كل ذلك في شهر. و كم من فتاه في الاول المتوسط، من عائله كل من فيها بعيد تماما عن الدين، قررت الحجاب و الالتزام فقط لانها معجبه و متاثرة بمدرستها في المدرسة.
عودة للسؤال الذي بعدنا عنه كثيرا: كيف يكون اولادك اذكياء؟ بأن تذهبي و تتزوجي احمد زويل؟ تركز فقط علي ولدك الثالث؟ الاجابه المقترحة في الرسالة القادمة.