مجلة ليالينا هي مجلة اجتماعية منتشرة في مجموعة من مدن الدول العربية. وهي تتخصص في عرض صور من مناسبات محلية (افراح، حفلات،افتتاح مطاعم و مقاهي...). و المناسبات هي مناسبات عادية جدا وليست لمشاهير. حتى صور واسماء الضيوف فهي لاشخاص من عموم الحضور.
لا تعتقد انها مجلة ناجحة؟ عندها تكون تعارض الارقام.
فبالرغم من انك يستحيل ان تجد من يعترف بانه يتابع هذه المجلة, الا انها تطبع و توزع في المملكة ما بين 60 الى 70 الف نسخة كل شهر. اما على مستوى العالم العربي فهي توزع اضعاف هذا الرقم في تسع دول عربية مختلفة. ارقام محترمة جدا تنافس اهم مجلات العالم العربي.
ماهو اكثر دلالة على النجاح هو الدخل الذي اتوقع انهم يحققوه. ففي المملكة فقط، سعر البيع هو 20 ريال للمجلة و الاشتراك سنوي هو بحوالي 250 ريال. لذا و بناء على مصادر المعلومات لدي (و هي ارقام المجلة المعلنه) فان المجلة تحقق دخلا سنويا من المبيعات و الاشتراكات قد يصل لحوالي 14 مليون ريال.
هناك مصدر دخل اخر. صفحات المجلة ال250 فيها 50 صفحة اعلان. في المملكة فقط، يدفع المعلن حوالي 20 الف ريال على الاعلان. قم بعمل الحسابات لتكتشف ان ايراد الاعلانات هو 12 مليون ريال.
اذن المجلة تحقق ايرادا سنويا قد يكون قدرة 26 مليون ريال وذلك فقط في السعودية.
لتتوقع ربح المجلة عليك ان تخصم التكاليف اولا. التكاليف الادارية، الراس مالية، الطباعة، التوزيع و التسويق ستكون منخفضة نسبياعليهم. فالمجلة تنتمي لمؤسسة اعلامية عملاقة تمتلك كل هذه الامكانيات. اما تكاليف التحرير فليس فيها شراء لتقارير او ابحاث او استقطاب لكتّاب مرموقين او اي شئ من هذا القبيل. كل مافي الموضوع هو فريق من المصورين الذين تقتصر مهارتهم على ضغط زر الكميرا و سؤال من اخذوا صورته عن اسمه.
اذن, لم هذه المجلة ناجحة بهذا الشكل؟
" الموضوع ومافيه هو حب البصبصة". لا اعتقد, و الا لم اكثر الاجزاء شعبية في المجلة هي صور من افراح الرجال. و لو كان الغرض هو "البصبصة" فالمجلات الفنية هي اكثر اشباعا لهذه الرغبات.
"لاننا اصبحنا اناس سطحيين و فضوليين للغاية". اقتربت من الاجابة. لكن ليس بالضرورة ان يكون الموضوع سلبي للدرجة التي تجسدها هذه الجملة.
سر نجاح هذه المجلة هو في قاعدة اعلامية في غاية الاهمية. و هي حقيقة ان الناس يعشقون الاسماء و الوجوه.
بأدلة واضحة و متكرره، عندما تقوم القنوات الاعلامية (مطبوعات، تلفزيون، مواقع انترنت) بعرض أسماء و صور للناس فهي تشد الانتباه. و لو كان العرض هذا هو لاناس من مجتمعك و محيطك عندها يكون الامر لا يقاوم. حتى لو كان هؤلاء اشخاص عاديين جدا و يقومون بشئ عادي او حتى ممل.
ان نجاح هذه المجلة هو في اشباع هذه الحاجة عن الناس. فلسبب ما، تصفح صور أناس عاديين قد حضروا فرح أناس عاديين آخرين هو امر في غاية الامتاع. و تصفح صور رواد المطعم الفلاني خلال عطلة الاسبوع الماضي هو امر مسلي للغاية.
"السبب غير مقنع. اكيد في سر غير هذا". ابدا, هذا هو كل مافي الامر. فحب مشاهدة و متابعة الناس العاديين وهم يقومون بامور عادية هو السبب. فكر في برامج الواقع التي يشاهدها البلايين في العالم. فهي برامج لاشخاص عاديين يحاولون الغناء او فقدان الوزن. او انهم يتسكعون في بيت مغلق لاشهر.
فكر في facebook. لم يمتلك هذه الشعبية؟ هناك مواقع تعد مصادر اخبار او تسلية او معلومات افضل منه بكثير. بل انه ليس افضل طريقة للتعرف على الناس. حتى انه وسيلة سيئة لتبادل المعلومات و الايميل و الشات يظلو افضل منه في ذلك بكثير. كل ما ينفرد به facebookهو انه يساعدك ان تعرف "كيف هو شكل فلان؟" و " ياترى ماذا يفعل و يحب هذه الايام؟".
برامج الواقع، facebook، ليالينا، و مختلف الادلة الاخرى تؤكد انه عندما تعرض وجوه و اسماء فانت رابح.
"حسبي الله و نعم الوكيل. هل وصل بنا الانحدار لهذه الدرجة؟". يمكنك التحسر و الانزعاج. لكن الافضل هو الاستفادة من هذه الحقيقة. فلو كنت تعمل في اي مجال و لك احتكاك مباشر او غير مباشر بالاعلام او التسويق فلا تنسى هذه الحقيقة. بل حتى لو اردت ان تروج لفكرة ما. فان هذه القاعدة و استخدامها هي من افضل الوسائل لجذب الاهتمام و تحقيق و جهه نظرك.
لم قد ينتهي نجاح ليالينا قريبا؟ السبب هو ان المجلة كما الاحظ عندما اتصفحها منتظرا دوري لدى الحلاق انه تزداد فيها شيأ فشيأ نسبة المقابلات و المقالات. وهذا يعد انتحارا. حيث ان هذه المقالات لو استمر زحفها و طغت على اصل المجلة فتفقد ما ميزها في الاصل.