في رسالة سابقة قلت لك إني سأعرض لك نصائح ستغير حياتك. و كانت الاولى مع العدو outlook و كيف انه و الايميل عموما يتسببان لك بضياع وقتك. و انهم يغتصبون يومك و يدمروا خططك.
وكانت الثانية عن الوقت. و كيف يمكنك زيادة الساعات و الفاعلية في يومك من خلال مفتاح النوم. فكمية النوم، توقيته و جودته تفتح لك آفاق جديدة في حياتك.
ثم ذكرت لك بعض النصائح بخصوص الموضوعين.
اما اليوم، فساقدم لك الرسالة الثالثة التي ستغير حياتك. هي خاصة بالموظف اكثر من غيره. لكن بتحوير بسيط يمكنك ان تستفيد منها حتى لو لم تكن تعمل.
قد تكون هذه النصيحة هي القطعة المفقودة من ال puzzle. فانت تعمل، تجتهد، تنتج و تتميز في عملك لكن "مكانك سر". بل و لعلك تمتلك واسطة مش بطالة. لكن مع هذا فلعلك تحت تهديد و ضغط مزعج. ينغص عليك حياتك و يجعلك في تعاسة و كأبة.
اريدك الان ان تتوقف عن البكاء و ان تمسح دموعك بعد ان جعلتك تصعب عليك نفسك. لانه مقارنة بالنصائح السابقة هذه اسهلهم .لن تحتاج منك سوى ان تغير المنظور او perspective الخاص بك.
هذه النصيحة هي ان تحصل على رضا عمك. و لا اعني هنا اخوا الوالد! بل اعني رئيسك
"انا يا باشا لست مثلك. انا مالي عم، انا عندي رئيس في العمل زي زيه، هو موظف و انا موظف، كلنا بنشتغل عند ملاك الشركة او الحكومة"
اذا كنت اجبت بهذه الاجابة او مثلها فقد تكون مخطئ بنسبة ٩٩،٩٪. و ذلك لانه هناك احتمال ٩٩،٩٪ انه لا توجد شركة تمكنك من ان يكون هذا وضعك.
حتى تعتبر نفسك انت و عمك (آسف، قصدي انت و رئيسك) سواسية من هذه الناحية، يجب ان يكون المكان الذي تعمل به يدار بنظام في غاية التطور. نظام فيه قوة و مصداقية من ناحية ادارة الموارد البشرية بشكل متناهي. نظام ينظر في العمل الذي تقدمة بشكل كامل شامل و يقيمة تقييم في منتهى الدقة. هذا التقييم يكون بعيد تماما عن العواطف و الاحاسيس. و من هنا تأتي صعوبة ان لا يكون لك عم. لان ٩٩،٩٪ من الشركات و الجهات لا تمتلك نظام كهذا. ولا حتى قريبا منه. فهي عندما تريد تقيمك تلجاء لرأي رئسيك فيك بشكل كبير. لكن رايه عاطفي (او رضاه عنك). و يدخل الرضا من هذا المدخل في المعادلة.
ليس بالضرورة ان يكون عمك هو رئيسك المباشر. في بعض الشركات (غالبا المؤسسات المتوسطة) يكون المدير العام هو عم الكل. فبالرغم من ان ال Organizational chart يقول ان مديرك هو مدير عام المبيعات مثلا. لكن تعاملك مع المدير العام هو بشكل دائم و مباشر. في هذه الحالة المدير العام هو عمك و عمه.
ماذا يريد منك عمك؟
هل يريد منك ان تبذل جهد كبير؟ مؤكد ان اي رئيس يستأنس ان يرى موظفين ادارته منهمكين في العمل و غارقين فيه. فهي علامة تعطيه شئ من الطمأنينة ان يرى موظفه مجتهدا امامه. بل و لعل هذا ما تسمعه منه فهو دائما يقول عبارات مثل "ابغاك تشد حيلك" و
"lets give this project 110% of effort "
و غيرها من جمل التشجيع. لكن ليس جهدك اهم ما يريده منك رئسيك. لانه من الممكن ان تقوم بجهد كبير لكنه لا يساهم في تحقيق اهم اهداف المؤسسة. عندها قد يتحول كل جهدك لاصفار على الشمال. و تلغيه جملة نكران مثل "كل اللي انت عملته كان على الفاضي"
هل يريد منك ان تكون ذكيا و "مفتح"؟ الذكاء ينبئ المدير و المنشأة ان لك مستقبل باهر. لكن الرئيس قد يخاف من مرؤسه الذكي. فهو يشكل خطر على عرشه. حتى لو كان المدير يمتلك ثقة عاليه بالنفس فان الذكاء و اظهارك الدائم له قد يجعله يفقد الثقة فيك. لان الذكاء يرتبط كثيرا بالدهاء و الخداع عند صاحبه.
ماذا يريد منك عمك؟ عمك يريد منك شئ رئيسي. غالبا لن يقوله او يعترف به. بل و لعله لا يعرفه. عمك يريدك ان تريحه.
العمل مشاكل. احيانا طارئة صغيرة و احيانا استراتيجية كبيرة. في النهاية كلها مشاكل (problems, issues, challenges,..) لن يريح عمك و يجعلك تحصل على رضاه شئ اكثر من سعيك لحل مشاكلة.
عمك:يا سعيد. المالية يقولوا ان تقريرنا ناقص. بالله حللي هذا الموضوع الله يخليك. انا طفشت و ماني فاضي لهم.
انت: ابشر يا ابو نورة، خلاص انسى الموضوع.
ان سماع رئيسك لهذه الكلمات (لو كان يثق فيك) يسعد قلبه اكثر من سماعه لهيفاء وهبي وهي تقول له "شو مهضوم انت يا ابو نورة". ولو اكملت القصة بانك بالفعل حللت الموضوع و اخبرته مثلا بعد يومين "حلينا موضوع التقرير مع المالية، اليوم العصر يجيك موافقتهم عليه" فانت هنا قد ابدعت. هو غالبا حتى لا يريد ان يعرف كيف حللت الموضوع. انشالله لو انك حللت الموضوع بوضع سم في اكل مدير المالية. المهم انك حللت له مشكله.
اما لو كنت من النوع الذي يقول "اعفيني يا ابو نورة هادولي الماليه. جننوني انا كمان. ما يعجبهم شئ. ما تشوفهم انت احسن؟" و عندما يجبرك ابو نورة ان تمسك بالموضوع، تاتيه بدلا من ان تكون حللت الموضوع بانك اخبرته عن مشكلتين جديدتين. اصبحت الان ثلاثة مشاكل. و عقل ابو نورة الاواعي ربطها بصورة حضرتك.
قد يكون اكثر ما يفيدك هو ان تكون حلال للمشاكل التي تزعج مديرك بدلا من المثير لها.
لعلك الان تقول "بس انا رئيسي شخص غريب. هو ليس من البشر. لا يعجبه العجب. ارضائه مستحيل وهو عقبة في طريق كل اهدافي و طموحاتي المشروعة، عملت كل شئ حتى غلبت" اذا كنت بالفعل استنزفت كل ما يمكن فعلة (وهناك الكثير الذي يمكن فعله على فكرة) فعندها فكر بان تنتقل من تحته لقسم او مكان اخر. كما انه يمكنك ان تستخدم ما تبقى من السم الذي وضعته في اكل مدير المالية.
ملاحظة اخيرة: هذه النصيحة تفيدك بالخصوص لو كنت سيدة. فقد لاحظت ان النساء يفتقدون لهذه المهارة بشكل كبير(سواء كان لها رئيس او رئيسة، عم او عمة). بعضهن يخفن من التهمة بالدلع و اخضاع القول لو كان لها رئيس رجل. او انهن حساسين من ناحية ان الرجل ينظر للسيدة في العمل على انها ضعيفة. فيتحولن لوحش مزعج ليس عملي او ايجابي للكل بمافيهم مدير الادارة. و بعضهن يتفرغن للغيرة (لامؤاخذة شغل النسوان) لو كان لها رئيسة. خصوصا لو كان العمل ليس اكل عيش و لكن لاثبات الذات و التسلية في المقام الاول.
عموما. والكلام للرجال و النساء. الموضوع ليس نفاق او استغلال او لعب خبيث. وليس بيع مبادئ و اخلاق. احيانا نحب الدراما و تكبير الامور. الموضوع ببساطة هو ان تحدد هموم مديرك الادارية الرئيسية ثم ان تجعل هدفك ان تزيحها له. و مبروك ال bounce او الترقية مقدما. January ومافيه من تقييم اداء على الابواب.