moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الاثنين، 18 مايو 2009

انا عالمي. ماذا عنك؟

اذا كنت لازلت تعيش في القرن العشرين و تعتمد على الجرائد و الاخبار في التلفزيون لمعرفة مايحدث في العالم. فانت اكيد من المشغولين بانفلونزا الخنازير. 
 
عندما اسمع سؤال "هل سجلت حالة انفلونزا الخنازيرفي المملكة؟" اجاوب في نفسي "هل هناك فرق لو سجلت حاله في البلد او لا؟". 
 
انا اعتبر نفسي شخص او مواطن عالمي. ديانتي الاسلام, و عرقي عربي, و جنسيتي سعودية. لكني ارى نفسي عالمي. على فكرة حتى انت. و الامر ليس اختياري.
 
وانا افكر في هذا الموضوع في السيارة و مشغل الراديو على قناةNPR سألت نفسي "كيف استطيع ان اوضح مبدأ اننا كلنا في العالم اصبحنا متصلين ببعض؟". فاذا بالمذيع يقول "نريد ان نخبركم بقصة توضح لكم كيف اننا كلنا متصلين ببعض". احسست انني وقتها في فيلم Truman show. القصة هي عن ثلاثة: مزارع فول صويا في امريكا، ربة منزل في طوكيو و عروسة او زوجة جديدة في امريكا.
 
ربة المنزل اليابانية اكتشفت ان افضل توفو (مكون اساسي في المطبخ الياباني و يحضر من فول الصويا) هو النوع الامريكي. ولكن في اخر الزيارات للسوبرماركت و جدت أنه اختفى من السوق. فأضطرت ان تشتري نوع اغلى واقل جودة.
 
صاحب مزرعة صويا في ولايات الوسط الامريكية اكتشف قبل سنوات امكانية التصدير لليابان. عندها اصبح اغلب انتاجه يصدر لهناك و ازدهرت اعماله. ولكن مع حلول الازمة بداية العام حصل شئ تسبب بشلل اعماله. لا توجد حاويات او كونتينارات شحن فارغة يمكنه ان يصدر عليها! حركة الملاحة التجارية بين امريكا و اليابان تعتمد على ان تأتي البواخرالى امريكا محملة بكونتينرات الصادرات اليابانية ثم تعود محملة بالصادرات الامريكية. و هكذا. فعندما حل التباطئ الاقتصادي لم يعد هناك كونتينرات فارغة. لان الكونتينرات لازالت متكدسة في المستودعات الامريكية و لازالت مليئة بالكميرات و الالكترونيات اليابانية حيث انه لا احد يرغب بالشراء. اصبحت الكونتينرات الفارغة نادرة جدا. و تكدس فول الصويا عند المزارع.
 
العروسة الجديدة كلفها زوجها بفرش بيتهم الجديد في ولاية اريزونا. لكنها خائفة. مع اخبار الازمة الاقتصادية واحتمال اغلاق الشركات و التسريح من العمل في اي لحظة لها و لزوجها قررت ان تخفف التكاليف و تأخر فرش البيت. بإستثناء السرير و بعض الاساسيات لم تجرؤ ان تشتري باقي الاساسيات و الكماليات المطلوبة.
 
اذن، لأن العروسة لم تشتري مستلزمات البيت فهي ساهمت في تكدس البضائع في المحلات. مما صعب تفريغ الكونتيرنات. مما اوقف تصدير فول الصويا لليابان. مما جعل السيدة اليابانية لا تجد التوفو المفضل.
 
تخيل، السيدة اليابانية لم تجد التوفو على رف سوبرماركت في طوكيو لان عروسة في اريزونا لم تفرش بيتها.
 
هذا يشبهه ايضا حملة قناة العربية العام الماضي "ان تعرف اكثر". وقصة سبب عدم و جود دجاج في المطعم.
 
طالما انه يجري عليك ما يجري على غيرك. و تتاثر بكل ما يحدث في العالم فانت عالمي. نحن نتشارك في هذا الكوكب بنفس البيئة. الماء و الارض والهواء متصل ببعضه. ونشترك في نفس الاقتصاد. فاي ركود في اي مكان سيؤثر عليك اما بالايجاب او بالسلب عليك. و نشترك في نفس الثقافة. فاي شئ يكتب او يصور فسيصلني او سيصلني اثره.
 
مواطنتك العالمية تجري على كل شئ بيئي، اقتصادي، ثقافي، سياسي وغيره.
 
للرسالة هدف. وهدفي من وراء الرسالة هو ان احضرك ذهنيا للسؤال التالي. و السؤال هو: بما انك عالمي, هل انت ستتقوقع في كل شؤونك البيئية والاقتصادية و الثقافية و السياسية؟ اي هل ستوهم نفسك ان الخطوط المنقطة في خرائط الجغرافيا موجدة فعلا؟ وان حدودك هي حدودها؟
اعتذر، فالسؤال هو عام و مفتوح. لكن احيانا من الجيد استخدام هذه الاسئلة. فهي تساعدك ان تفهمه بحسب حالتك. سواء كنت متردد في خطوة اقتصادية او ثقافية او اجتماعية. و محتار بين حل فيه تقوقع واخر منفتح.
 
قد تشعر وانت تقراء الرسالة بأحد هذين الاحساسين. الاول ان هذا الكلام لا يتماشى و مبادئ الوطنية. وهذا فهم خاطئ للرسالة. احاسيس الانتماء و الولاء للرب و الوطن و الاسرة موضوع آخرغير موضوع الرسالة.
 
الاحساس الآخر ان التقوقع قد يكون فكرة جيدة. وقد تستمد هذا الاحساس من فهم معين لاحاديث اخر الزمان ووصايا الرسول بان يصل بك الحال ان تتمسك بجذع الشجرة. وهذا ايضا فهم خاطئ للرسالة. فالرسالة ليست خاصة بالاحكام الشرعية. ليس هناك لعب في الدين و نصوصه.
 
عودة لانفلونزا الخنازير: ما اعنيه بقول "هل هناك فرق لو سجلت حاله في البلد او لا؟" هو حجم الانفتاح الموجود في العالم. قم بزيارة اي مطار دولي و شاهد الآلآف الذين يأتون و يغادرون. سترى ان معالجة او السيطرة على الوباء على نطاق محلى مستحيل. الطريقة الوحيدة هي ان يكون ذلك على مستوى....... نعم..... عالمي.
 
لا يهمنى لو انتشر مرض في زحل او عطارد. لكن يهمنى انتشار مرض في المكسيك بنفس الدرجة لو كان انتشر في بلدي. فالعالم مفتوح.

هناك 10 تعليقات:

ياسر بكر يقول...

شكرا للغير معرف. الرسالة عن الاختيارات الشخصية و ليست الاختيارات الدولية. ففي كوبا و الصين قد تجد اشخاص متقوقعين و اخرين منفتحين. و العكس بالعكس في الدول شديدةالانفتاح.

غير معرف يقول...

بجد رسالتك جميلة ياياسر بس الكل دلوقتى بيفكر فى نفسه فقط فالكل يحاول أن يعرض المشكلة بقدر ماستصل إليه فقط ولايفكر فيها على المستوى العالمى ولكن يعرضها على نفسه فقط وده عكس دينا خالص

ياسر بكر يقول...

شكرا لك.

و بالفعل الدين لا يدعوا للانانية التي نراها احيانا.

غير معرف يقول...

حقيقة أفتخر بكوني أحد قراء هذه المدونة الرائعة .. أنا اتفق معك كليا فيما اشرت اليه وأزيد بأن الهدي الرباني والسنة النبوية وأيضا الوطنية الصحيحة تعني المشاركة في إعمار وإثراء هذا الكون بتوحيد الله عزوجل أولا ومن ثم بالمشاركة مع الاخرين أيا كان لونهم أو جنسهم أودينهم في إعمار الارض وإثراء الحياة الانسانية بالعلم والمعرفةوالرقي والتحضر ... (( ديننا يدعوا الى المشاركة وعدم التقوقع )) .. أخوكم : احمد تركستاني

غير معرف يقول...

ودا يحملنا عبأ اكبر..لأن افكارنا والتي نتمحور فيها حول الاسلام لابد ان ترقى الى مستوى العالمية
حين افتى شيخ انه يجب على المرور ان يوقف حركة السيارات في وقت الصلاة في العاصمة هنا..فوجأ باهمال طلبه(رغم منصبه)،وفوجأ بالسيارات تعبر من كل مكان حوله
لقد كانت الفتوى متجاوزة
لنرى الآن..اي شيء آخر غير السيارات حيتجاوز فهمنا الضيق للإسلام
انا اشوف اللي عنده الفهم دا يتوكل على الله ويبدأ ينضج افكاره،وما يهمه احد
لأن التغيير العالمي لن يترك فرصة للمتلكأين

ياسر بكر يقول...

شكرا احمد و الفخر كلة لنا. الربط جميل بين عدم التقوقع و التوافق الديني.

وشكرا لك يا طارق. ودعوتك للمبادر في محلها.

غير معرف يقول...

أوهمونا بالأزمة الإقتصادية لكي نتوقف عن الشراء لتتكدس عندهم البضائع و تزيد الخسائر ليصبح لدينا (أزمة إقتصادية)، أما لو لم نقم بالرد على موضوع الأزمة و لم نتخذ أي إجراء لهذا الموضوع (طبعاً) الوضع حيكون طبيعي و لا أزمة و لا يحزنون.

أوهمونا بمرض جنون البقر.
أوهمونا بمرض السارس.
أوهمونا بإنفلونزا الطيور.
أوهمونا لإنفلونزا الخنازير.

فماذا بعد؟

بكره تسمع انفلونزا الضفاضع، فقط ليجعلو الناس ترتعب و تخاف و يشغلو الناس بأمور تافهة غير موجودة أصلاً.

نحن نسمع أن 4 توفوا بسبب الإنفلونزا و لكن لم نرى و برأيي لن نرى هذا الشيء لأنه غير موجود.

أحمد يقول...

انت رهيب موب كل مواضيعك تهمني واكملها بس اسلوبك جميل وتفكيرك يعكس شخصيتك الهادفه.

ارفع لك يدي المجبسه :D

rania_kyaty@hotmail.com يقول...

ببساطة

أنت انسان تفكر كويس

بحثك عن ما نحتاج و نفتقد التفكير به أحيانا أجده لديك أستاذ ياسر

أشكرك على ما تكتب حقيقتاً

ياسر بكر يقول...

شكرا لصاحب التعليق الخاص بالاوهام. و لعلك تعرضت لموضوع الدراما التي تقوم بها الاخبار.

شكرا احمد و سلامة اليد المجبسه يا رجل.

شكرا رانيا و انشالله نكون دائما عند حسن الظن