moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الأحد، 19 أكتوبر 2008

لماذا نحن عنصريين

هل انت, كفرد, تتعامل مع الأخرين بشكل مختلف بحسب اللون أو الجنس أو الجنسية أو الاصل و الفصل و المستوى الاجتماعي؟
 
كلمة "رفيق" أو "صديق" مثلا، أرى إنها ترادف في اثرها كلمة "nigger" في الثقافة الامريكية. لكلمة "رفيق" أو "صديق" مدلول لمخزون رهيب من الطاقة العنصرية الموجودة داخلنا. حتى لو استخدمناها بكل براءة. حتى لو استخدمناها لأنها أسرع طريقة لشد انتباه من عليه ملامح شبه القارة الهندية. لا يمنع كل هذا أنها كلمات اثقلت باحساس أن صاحبها تافه، غبي، من أسفل القوم و أقلهم شأن. أنه "رفيق هندي".
 
أحد الأشخاص اللذين اعرفهم سمي ابنه "رفيق". ثم قابلت الولد بعد سنوات وهو في في الابتدائي و قلت له" كيف حالك يارفيق؟" فلم يرد. عندها همس أحدهم في أذني ان اسم الولد لم يعد رفيق و قد تغير قبل سنة و ذلك بسبب الاستهزاء عليه.
 
اسم "محمد" يسير اليوم على نفس خطى "رفيق" و "صديق". لو ناديت سعودي "يا محمد!" قد ينزعج و يقول لك "أنا اسمي مو محمد. ايش، شايفني هندي؟". مصيبة لو أصبحت محمد إهانة.
 
و تدل على عنصريتنا، أنا وأنت، استخدامنا لكلمات أخرى لها مخزونها العنصري. كلمات مثل "بدوي" أو "حجازي" أو "اجنبي" و غيرها. وتدل عليها تصرفات نفعلها أحيانا. مثلا، لو ذهبت لبيت أحد ووجدت الحارس أو السائق عند باب البيت فقد لا تصافحه. لكن لو كان هناك ولد صاحب البيت و عمره ١٤ سنه فستصافحه و تسلم عليه.
 
هذه الرسالة ليست لتشجعك أن تترك العنصرية أو أن تنصحك بفعل ذلك. إن هدف هذه الرسائل التي ارسلها لك كل اسبوع ليس الاصلاح الاجتماعي. بل هي دعوة للتفكير و التحليل. تفسير الظاهرة و تدريب المخ. مثلا، رسالة سعر البيبسي في المطاعم او البضائع في الدانوب لم تكن لاكشف لك هؤلاء التجار "المجرمين". لا، و سيحزنني ان كان هذا ما أستفدته. بل كانت تلك الرسائل دعوة لك لتحليل الظواهر بدلا من ان تمر عليك بدون ان تستفيد.
 
تذكر سؤال الرسالة: لماذا نحن عنصريين؟ نحن نمتلك أغرب عنصرية. بل إنها مضحكة. لماذا؟لاننا لا نعترف أصلا أننا عنصريين. نحتمي سريعا خلف ديننا و الأحاديث.
 
مثال. "ياخالة سعاد، ليش تقولي كده للخدامة؟ حرام، لا فرق بين عربي على اعجمي الا بالتقوى. و بعدين مبروكة مسلمة" فترد "طبعا يا ولدي و كمان ماشاء الله ما تأخر صلاتها ابدا........... لكن ما يصير خدامه اندونوسية تجلس معانا على الطاولة في المطعم".
 
عندما تتهم أحد الاشخاص أن ماقاله أو فعله هو تصرف عنصري ينكر بشدة. و يستغرب وقاحتك في أن تتهمه بهذا الفعل الجاهلي "الحرام". ثم في نفس الجملة يعترف على نفسه بالعنصرية. كما فعلت الخالة سعاد.
 
إنه امر غريب جدا أننا عنصريين. لأنه ليس لدينا اي أسباب تفسر أو تبرر أي تصرفات أو احاسيس عنصرية قد نمتلكها. انظر في العالم. بعض اليهود قد يفسرون عنصريتهم من منطلق فكرة أنهم شعب الله المختار. و بعض الامريكان قد يفسرون عنصريتهم ضد السود انها بسبب تخلف السود فكريا و إجتماعيا. و النازيين يفسرون عنصريتهم ضد الاعراق غير البيضاء الخالصة أنها بسبب عدم كمال هذه الاعراق غير النقية. و هكذا، يفسر و يبرر كل عنصري عنصريته باسباب دينية او اجتماعية او فيسولوجية مختلفة. و كلها فاسدة. اما نحن فلا يوجد في الاسلام، وهو مرجعنا الاساسي او الوحيد، اي تقبل او تبرير للعنصرية.
 
مشكلتنا اننا لا نعترف اصلا بالعنصرية و ممارستها. و لا يمكنك ان تصلح ما لا تعترف به.
 
ماهي علامة الشخص عصبي المزاج مثلا؟ احدى العلامات هي انك لو سألت شديد العصبية "هل انت عصبي" انكر ذلك بعصبية! ولعل في ذلك قمة الاعتراف بعصبيته و سرعة غضبه. هذا مايحدث معنا في العنصرية. ننكرها بسرعة لدرجة اننا لا يمكننا ان نناقشها او نعالجها. غريب هذا التشابة بين العنصرية و العصبية. خصوصا وأن أحد أسماء العنصرية هو العصبية.

هناك 11 تعليقًا:

غير معرف يقول...

الصراحة انت معاك حق نحنا ليش عنصريين؟
الناس كلها بتتعامل بدي الطريقةبين بعضهم لكن لما يتحطوا في موقف التعامل مع هذه الشخصيات حيتعلموا كيف التعامل معهم أنا بدوري بأشتغل مع أكثر من موظف أجنبي وأعتبر نفسي وحدة منهم آكل وأشرب وأضحك معهم ولا في لحظة جاني إحساس إنهم مختلفين عننا. أنا أتوقع ان الشعب كله عنصري من غير ما يحس! أو يفهم!

جاسم الغامدي يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ياسر بكر يقول...

jassim ارسل تعليق يقول فيه...

أذكر في إحدى سفرات العمل للخليج كنت في رفقتة زميل لي بالعمل. كانت المدينة التي زرناها وهي خليجيه, كانت تعج بالهنود. ذهبنا لزيارة مركز معين فطلب منا رجل الأمن وهو هندي بكتابة الاسم والدور الذي نرغب زيارته في المبنى. بكل براءة أخذت القلم وأمسكت الدفتر لأكتب ماطلب مني فإذا بزميلي ينبح في وجه الهندي المسكين ويقول (ليش؟) فأجابه هذا نطام المركز حاول إقناعي زميلي بأن أترك هذا الهراء على حد تعبيره لكني أصررت على تنفيذ الأوامر. فجأه أخرج زميلي سيجارة وولاعة وهم أن يشعلها في مدخل المركز ففز رجل الأمن ومنعه من ذلك وقال تريد التدخين إذهب للخارج. عندها طفح كيل زميلي السعودي العنصري وقام بمخاطبة رجل الأمن الهندي الذي لايتكلم العربيه باللهجة العاميه ويقول (إنت أمثالك عندنا مالهم قيمه لكن هنا أعطوكم قدر)

نحن نمارس العنصريه للأسف بشكل جنوني ويصنع لنا أعداء في كل حدب وصوب. نعتقد أننا الأفضل ونصر على الخطأ لأنه ليس لأحد الحق في إعطائنا الأوامر خصوصا إذا كان هندي.

عزيزي ياسر,

يجب أن نبدأ بنبذ العنصرية بننا نحن كسعوديين (حضري وبدوي).
حتى بين أبناء القبائل تجد العنصرية (جنوبي وشمالي).

في الوقت الراهن، حين دخولك لدائرة حكومية لإجراء معاملة ما. في أغلب الأحيان بطاقة الهوية الوطنية هي المسعف بعد الله إذا ماكان إسم قبيلتك هو نفس أسم قبيلة الموظف المختص. فستجده متفانياً في خدمتك والإبتسامة تملأ محياه وإلم تكن بينكما معرفه مسبقه. وقد تكون كذلك هي العائق في تأخير معاملتك إذا صادف وأن تولى أمرك موظف من قبيلة تكن لقبيلتك العداء.

الذي أقوله، يجب أن نسأل أنفسنا أولاً من نحب ولماذا؟ ومن نكره ولماذا؟!؟

غير معرف يقول...

شكرا صديق

Unknown يقول...

شكراً استاذ ياسر لطرحك مثل هذا الموضوع. وكما ذكرت أنت أن كافة الشعوب تبرر عنصريتها بمبررات دينية وغيرها لكن ماهو مبررنا نحن بما أن الاسلام يقف ضد العنصرية و الكبر والتكبر؟

غير معرف يقول...

مرحبا ياسر ..


العنصرية "البغيضة" موجودة في أغلب بلدان العالم إن لم يكن كلها ولكن بدرجات مختلفة (وهذا ليس تبريرا لوجودها عندنا) ..
ولا أظن أننا فريدين في هذا بل أتوقع أن هناك دولا غربية تفوقنا في العنصرية بمراحل.


دمت بود.

نــظــم

ياسر بكر يقول...

شكرا للجميع

التعليقات كلها ممتازة. تفيد و تكمل الموضوع المطروح. شكرا للجميع.

غير معرف يقول...

الموضوع جداً حيوي ومهم زي ماتعودنا من ياسر.. وزي ماقالت lojains ممكن احنا فينا درجة من العنصرية من غير مانحس.. كيف؟ طيب.. اذا جاك خطيب لأختك او لبنتك وكان مناسب جدا من كل ناحية بس بنغالي.. او حتى سعودي بس بشرته لونها أسود.. هل توافق؟ اذا كانت الاجابة بلا.. فلازم نراجع نفسنا..!!

ياسر بكر يقول...

شكرا للجميع

احسست بان هذا موضوع مهم من قدر التفاعل عليه. اعتقد ان التناقش في الموضوع مهم.

اذا اتفقت مع الرسالة فان عدم تحدثنا في موضوع العنصرية هو ما يسببها.

تناقش مع من تعرف في الموضوع.

افكار lojains و جاسم ممتازه. و تستئل ابو ياسر و wishis في محله

غير معرف يقول...

سلام عليكم
ياسر ما شاء الله عليك
بصراحه اسلوبك وفكرك جدا ممتاز
الى الامام........
(:

ياسر بكر يقول...

شكرا يا فايز