moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الاثنين، 24 أغسطس 2009

سر بطل العالم في حوادث السيارات

المملكة تحتل المركز الأول عالمياً في معدل حوادث السيارات. نصف مليون حادث مروري في العام الماضي! ويموت في المملكة كل يوم 17 شخص من جراء الحوادث المرورية. أي شخص كل ساعة و ربع.
 
عندما تكون أرقامك مميزة بهذا الشكل فلابد من وجود سر. السرعة، عدم احترام القوانين و قطع الاشارة كلها أسباب تقليدية. لا تبرر انجازاً بهذا الحجم. نحن بطل العالم الذي لا يشق له غبار في حوادث السيارات. لا بد من سر.
 
عندما تريد أن تحلل أي ظاهرة غير عادية و تكشف سرها يلزمك أن تحدد الظروف الخاصة. ثم تحلل كلاً منها على حدى و بذلك تصل للحل.
 
فلو أردت أن تحلل ظاهرة لها علاقة بحوادث السيارات في بريطانيا مثلاً فإنك تبحث عن ما هو يعد من الخصوصيات في بريطانيا. كالقيادة على الجانب الأيسر من الطريق. ولو قمت بنفس الشئ في هولندا لبحثت حول ظاهرة انتشار الدراجات في الشوارع. وهكذا.
 
إذن، ماهي الخصوصيات في بلدنا و التي لا توجد (أو نادرة) في الدول الاخرى؟ بعد التفكير وصلت لثلاثة:
 
1. تطور شبكات الطرق و جودة السيارات: هذا من أهم ما يميزنا عن باقي منافسينا. فبسبب وفرة مشتقات النفط تجدنا نمتلك شبكات طرق هي من الأفضل في العالم. لدينا شوارع تستمد اسمها من عرضها (الثلاثين و الأربعين و الستين و السبيعن). نعم، قد يكون هناك مطبات تعكر صفونا و تزعج ظهرنا. لكن شبكات الطرق لدينا و بدون شك ممتازة. و رخص الكهرباء يجعل الاضاءة الليلية وفيرة. هي أول ما يلاحظه أي زائر للمملكة من أمريكا أو أوروبا عندما يقارنها ببلاده. وعدم و جود ضرائب في المملكة على السيارات يجعلك تجد أن أغلب المركبات هي حديثة الصنع. مما يعني أنها بجودة عالية على مستوى الفرامل والاستجابة. في حين ان امريكا "اللي هيه امريكا" شوارعها كلها فور توروس و هوندا سيفيك من صنع التسعينيات.
 
لا يمكن أن تكون هذه الخاصية هي سبب الحوادث و الوفيات. فهذا ضد المنطق. و الدليل على ذلك (وإن كان الأمر لا يحتاج لدليل) إن نسبة الحوادث المؤدية للاصابات هي أعلى في المناطق الشمالية و الجنوبية منها في المنطقة الوسطى و الغربية و الشرقية. وهي مناطق بطرق أضيق واضاءة اقل. كما أنك تجد هناك سيارات قديمة لدرجة أنها قد شهدت بعض الغزوات الاسلامية.
 
2. غياب الخمر: في أغلب دول العالم يكون أول سؤال تسأله إذا عرفت أن أحداً حصل له حادث هو : "هل كان يشرب؟". الأمر يختلف لدينا. فشارب الخمر عند منافسيننا على هذا اللقب لا يتخفى و يتوارى. فهو لا يخالف القانون. أما لدينا فشارب الخمر هو إما في عشة أو في دهاليز شقة. وخروجه للشارع بهذه الصورة مخاطرة. ناهيك عن أن يقود سيارة و يمر بتفتيش.
 
لا يمكن لهذه الخاصية أيضاً أن تكون السبب. لأن انخفاض نسبة قادة السيارات تحت تاثير المسكر في المملكة هو بالتاكيد مما يساهم في خفض نسبة الحوادث.
 
3. قيادة المرأة: لعله مر عليك فيديو المذيع عمر اديب (اخو عماد الدين أديب) وهو يستهزئ بقيادة النساء للسيارات. عارضاً لقطات لحوادث غريبة و مضحكة كان وراءها امرأة. أو أنك شاهدت ايميلاً حول هذه المسالة. خلاصة القول هي أن الرأي العام العالمي هو أن النساء سيئين في قيادة السيارة و يتسببن في الحوادث أكثر من الرجال.
 
وبغض النظر عن أن كانت النظرية دقيقة أم لا فإن عدم قيادة المرأة في المملكة يفترض أن كان له أي اثر فهو أن يجعلنا أقل من غيرنا في الحوادث.
 
الأمر محير. فالأسباب أعلاه (وسع الشوارع و غياب الخمر وعدم قيادة المرأة) لو كان لها أي أثر فيجب أن تجعلنا الأول عالمياً في الأمان و ليس في الحوادث. هي كلها من مسببات قلة الحوادث.
 
أعتقد أن السبب والذي يعد من خصوصيتنا التي بحثنا عنها في كل مكان قد كانت تحت انوفنا. حيث أن ما قد حللناه سوية أعلاه اثبت لنا أن كل مافي الموضوع هو خصوصية خاصة بنا جداً: عدم احترام القوانين . نعم، الأسباب التقليدية، السرعة، عدم اتباع تعليمات القيادة، قطع الاشارة والتي استبعدناها في البداية.
 
لدينا ضعف انضباط في القيادة و نحن ندفع الثمن غالياً. فبدلا ًمن أن يدفع الثمن المخالف ندفعه كلنا بوقتنا و اموالنا و ارواحنا. كل هذا حتى لا نزعجه بمخالفة او ندربك يومه بزيارة قسم شرطة.
 
أرى جهداً كبيراً في محاولة تحقيق احترام قوانين القيادة من خلال الاقناع أو التوعية. وهو جهد طيب بل وفيه نفع لكنه لا يخرج عن كونه لف و دوران حول الموضوع و المشكلة الأساسية. لكني أتمنى اليوم الذي أرى فيه عقوبات مناسبة (حجماً و جدية و تفعيلاً) لمخالفات المرور. كسحب الرخص مثلا.ً لتجد الموظف الكبير يقوم السائق أو الجار بتوصيله للشركة خلال اشهر الحرمان من الرخصة.
 
كما أتمنى أن أرى في يوم رجل محترم وقد تم تعليقه من اذنيه وهو بملابسه الداخلية في أحد المياديين العامة و فوقه لوحة مكتوب عليها "هذا الباشا اعطى ابنه في الثاني المتوسط مفاتيح السيارة وقال له روح اتمشى لوحدك".
 
لا تنسى ان تسجل عنوانك البريدي. فهناك رسائل و عروض فقط لمن يزودونا بمعلوماتهم. فقط سجل الاسم و الايميل في المنطقة المخصصة فوق على اليسار. ويمكنك الغاء الاشتراك بكل سهولة ان لم يناسبك الامر.

هناك 12 تعليقًا:

وسيم عازب يقول...

بالفعل أستاذ ياسر
خلاص الحملات التوعية ما عاد صارت تنفع أبدا....دحين مافي حل غير إنك تدعس على وجه المخالف الين ما تحترم الناس نفسها

مصعب هاشم يقول...

أخي ياسر

أولا كل عام وأنت بخير
أتفق معك تماما أن عدم احترام القوانين هو السبب الاساسي ولكن لماذا لانحترم القوانين؟ اعتقد أن هناك عدة أسباب:
1- الجهل بالقوانين:ليس هناك قوانين واضحة وعقوبات محددة ولا وسائل كافية لتوضيح وتوعية الشعب بهذه القوانين ابتداءا من اللوحات المرورية وانتهاء بتدريس هذه القوانين في المدارس. أنت لاتستطيع حتى أن تجد Manual بكل القوانين وعقوباتها ومالك و ماعليك
2- مدارس تعليم واختبار القيادة عبارة عن نكتة سخيفة حيث تعطى الرخصة بناء على "تلبيقة" السيارة وعلى مدى أهمية فلان اللي جيت عن طريقه
3- كما ذكرت في مقالك عدم وجود العقاب الرادع وان حصل لايتم اعلانه بشكل كافي وهنا أذكر قصة حصلت أيام الاتحاد السوفييتي حيث كان المارة يقطعون الشارع من أي مكان ولايلتزمون بالمكان المخصص للمشاة.أصدرت الحكومة تهديدا ووعيدا ولكن لا فائدة. عندها أصدرت الحكومة قرار يسمح لرجل الشرطة ضرب المخالف بالنار اذا ضبطه يخالف قانون قطع الشارع. لم يأخذ الموضوع اكثر من طلقة واحدة فقط على احد المخالفين تم نشرها في الصحف أجبرت الجميع بشكل سحري على الالتزام بالقانون؟ طبعا انا لاادعو لاجراء مماثل ولكن مالمانع أن يجلد المفحطون في مكان العام وتنشر صورهم في الصحف؟
4- الداء المستعصي (الواسطة): بمجرد معرفة ولد خالتك لعم زميله الضابط فلان فإن العقوبات تختفي بشكل سحري طبعا ناهيك عن الاسماء الكبيرة والعوائل المهمة. كما قال عيه الصلاة والسلام موضحا "أذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد"

اللهم احفظنا واهلينا من التهور والسرعة والاستهتار... آمين
مصعب

Rakan يقول...

شكرا ياسر على المواضيع الجادة دائما.... دائما نلاحظ ان نفس السعوديين الذين لايحترمون انظمة المرور داخل البلاد يقومون باحترام كل القوانين وهم خارج البلاد.. فالقضية ليست قلة وعي فقط ولا عدم وجود انظمة وقوانين مرورية... وانما جزء كبير من المشكلة هم رجال المرور انفسهم.. ما ينقصنا هو Enforcement of the Law
أو تطبيق النظام من رجال المرور انفسهم على قائدي السيارات. فمن يذهب الى اي ميدان/دوار في جدة يجد رجل مرور على الجوال والناس لا تبالي بالنظام وكل واحد يعطي لنفسه الاحقية في المرور والباشا رجل المرور على الجوال... او انه عامل نفسه مة شايف. زكثيرا ما تجد مخالفات مرورية بسيطة امام عينيك وامام سيارة مرور.. ولكن لا حياة لمن تنادي. باختصار "من أمن العقوبة أساء الأدب"
قد يقول قائل ات الغرب متحضرون ومتبعون للنظام بدون رقيب.. هذا ليس صحيحا مائة في المائة.. فهم متحضرون فعلا في اتلاع النظام ولكنهم ايضا يعرفون ان هناك رجل مرور سيحاسبهم على اي خطأ... والله أعلم

ياسر بكر يقول...

شكرا وسيم. الحملات جزء ووحدها لن تنفع كما قلت.

شكرا مصعب, سالت سؤال اهم و اتفق تماما مع اسبابك الاربعة. شكرا

شكرا يا راكان. تشيصك دقيق جدا في الدعوة لتطبيق النظام. بالفعل هي اهم حلقة مفقودة.

Abby يقول...

اتفق معاك يا اخ ياسر

ولا تنسى ان التربية لها دور كبير, ايش فيها لو ربيت عيالك على احترام القوانين والانضباط وعدم الاستهتار بمصالح الناس
يسير حتى لو ابنك امن عقاب الحكومة بسبب واسطتك ولا تساهل الانظمة مع المخالفين الضمير يمنعه من انه يعرض حياة اي شخص او الممتلكات الخاصة للخطر
نفسي لو يطبق كنشاط مدرسي زيارة لقسم الحوادث باي مستشفى عام ويشوفوا المراهقين بانواع العاهات والاصابات حتى الحمام اكرمكم الله مايقدروا يروحوا ،يسمعوا قصصهم ويتأكدوا انه المصاب دا كان يفكر زيهم قبل الحادث انه حريف ويعرف يسوق وشومخار زمانه ومافي مكروه ممكن يحصله
لو السجن والجلد والغرامة حتفلت منها بواسطة جزاء ربنا على استهتارك بارواح وممتلكات الناس لا حسبك ولا نسبك ولا جاهك حيخليك تفلت منه

وطبعا الانظمة المرورية لازم تكون اشد من كدا
انا سمعت انه ممنوع استخدام الجوال اثناء القيادة بس لحد الان كل ما اركب مع احد من اهلي ولا السواقين يهرجوا بالجوال ومافي احد يحوشهم وكمان لا حزام امان ولا يحزنون

معليش كترت عليك

كل عام وانت بخير

علوش يقول...

السلام عليكم

كل عام وانتم بخير

اتفق معك جزئياً في تحميل سائق المركبة المسئولية , لكن المسئول الأكبر رجل المرور ..

المرور لدينا اصبح مصلحة ضرائب , لا هم له إلا الاستحصال فقط ..

اعطيك مثالاً بسيطاً : في مدينة كالطائف هناك شوارع يمنع فيها الدوران حتى وإن كانت الاشارة خضراء , وعلى يسارك تجد رجل المرور يتأهب وهو يراك تستخدم الانوار التنبيهية للانعطاف يساراً اثناء انتظارك في الاشارة , وما أن تصبح خضراء وتنعطف حتى يلحقك ويخبرك بأنك كنت ستهلك ارواحاً ’ بالرغم من أن هذا الشهم كان يراقبك طيلة الفترة ولم يكلف نفسه بتنبيهك بخطأ الدوران .. كل همه القسيمة

باختصار المرور عندنا بوك قسائم مقابل االاعفاء من الاستلام القادم

وعاش راسك يا وطن !

ياسر بكر يقول...

شكرا يا Abby وبالفعل الانظمة المرورية تحتاج تكون اشد.و التربية على احترام القوانين اساسية. طبعا زيارة المستشفيات وكل ما يسعى للتاثير بالعاطفة و العقل جيد. لكن تكاد تكون بدون فائدة عندما تكون هي اساس الحملة.

شكرا يا علوش. و انت بخير و سعادة ايضا انشالله. الرسالة لم تكن حول تحديد المسؤول. الرسالة كانت حول تحليل سر ارتفاع نسبة حوادث السيارات. وانا معك ان مقياس تقييم العسكري يجب ان يكون اوسع من مجرد عدد القسائم.

محمد الشيخ يقول...

الحقيقة عثرت على مدونتك بالصدفة خلال احد عمليات البحث التي اقوم بها..
وقد شدتني المواضيع وشدني اسلوب وصفك للامور.. بحيث انني انتهيت من قراءة المدونة خلال ايام معدودة..
اشكرك واتمنى لك دوام التوفيق..
لو تكتب عن السبب في قيامنا بكتابة الايميلات باللغة الانجليزية في العمل بينما كل الموظفين لغتهم الام هي العربية..

همسة يقول...

أخ ياسر الموضوع رائع و مؤسف أن تجد هذا العدد من الحوادث في بلد تتوفر فيه كل سبل الراحة، و لكن اعتقد انك أغفلت سببا مهما جدا يساهم في كثرة الحوادث: السائقين الوافدين من دول نامية.هؤلاء السائقين هم من أكثر ما " يميز" المملكة عن غيرها و هم في أغلب الأحيان غير قادرين على قيادة دراجة هوائية فما بالك بسيارة لكزس!!

meek يقول...

كلامك عين العقل أستاذ ياسر ...

والله ان عدم احترام القوانين هو أول وأكبر سبب لارتفاع نسبة وأعداد الحوادث في بلدنا ...

المضحك ان نفس السعوديين اذا كانوا في دول اخرى تجدهم أحرص من يطبق قوانين السير ... لماذا هذا الحرص على التقيد بالقوانين في البلاد الاخرى ؟؟؟ أترك لكم الاجابة.

m.abdulmuttaleb@yahoo.com يقول...

يا ياسر باشا
أختلف معك السبب يا عزيزي ليس عدم احترام القوانين فقط بل هو تهور الشباب وعدم الوعي وجزء ثالث هو عدم احترام القوانين

لأن اللي ما يحترم القانون كان يمديه يروح الشغل متأخر (وهذا مو حال أغلبية الموظفين بالتأكيد) وكان يمديه يسرق أو يختلس مثلا

لا تنس أن اليسار المادي الذي أتاح لصغار السن قيادة سيارات في مجتمع يمنح نظرة خاصة للشاب الذي يقود سيارته بحرفنة وخمسات وستات وتفحيطات، هذا من البلاوي في رأيي

فيا إما الشاب يشتري السيارة من عمله عشان يعرف قيمتها
ويا إما التوعية تزيد

سایت فندک يقول...

وهو بملابسه الداخلية في أحد المياديين العامة و فوقه لوحة مكتو