moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الأحد، 9 أغسطس 2009

لماذا اطفال و مراهقي هذا الجيل لا يعرفون شئ؟

اعتذر على العنوان القاسي. لكن الا تتفق معي انه أصبح من النادر أن تقابل طفل أو ولد و تحس أنه واسع الادراك؟ المعلومات العامة و الثقافه لدى هذا الجيل تختفي و تخف بسرعة. آفاق الاهتمامات تنحصر في مسائل أبسط و الافق اصبح أضيق. فإذا سألته عن أي شئ في غير الموضعين أو الثلاثة التي يحب ترتسم على وجهه "تبليمة" لا تقدر بثمن. و بعد ثانيتين او ثلاث من السؤال يقول لك: "هه!"
 
"لكن اطفال هذا الجيل أذكى بكثير ممن قبلهم، انظر كيف يلتهمون التكنولوجيا التهامًا" معرفة طرق لتعدية firewallأو سرعة الطباعة ليست ذكاء. وبالرغم من ان الذكاء بالنسبة للبشرية يظل صندوق أسود. لكن تقييم مقدار معرفة المعلومات العامة و الثقافه لدى الاجيال هو المقياس العام المتوفر.
 
تريد أن تختبر الموضوع؟ اسأل ابناء هذا الجيل عن اسماء رؤساء دول عربيه (مصر، ليبيا، عمان،اليمن...) رؤساء (ماشاء الله) لهم فترة طويلة في الحكم. ستكتشف أن نسبة من سيخطئ أو لا يعرف كبيرة. أنا و أولاد فصلي قبل خمسة عشر سنة كان لا يمكن تقريبا لأحد منا أن لا يعرف معلومة كهذه. اختر ماشئت من الاختبارات: تاريخ, الحياة البرية, جغرافيا, كبار الصحابة, السياسة. ستكتشف انه "أبيض يا ورد" جرب حتى مواضيع مثل: موديلات السيارات و اسمائها, حتى جميلات السينما او الرياضة. ستجده غالبا "ابيض يا ورد".
 
على فكرة، هل أنت فاهم تمامًا ما اعنيه؟ أنا لا اقصد الذكاء و الدراسة. أنا اقصد المعرفة.
 
فالمعلومات العامة عند أبي واغلب الآباء هي أوسع مما اعرف أنا و أغلب من في سنّي. و سيتكرر نفس الشئ معنا و مع جيل ابناءنا. احتمال معرفه والدك و ابناء جيله لمن هو 
يوليوس قيصر او عاصمة بوليفيا او اسم رواية ل تشارلز ديكنز* اعلى بكثير من احتمالية معرفتك أنت او احد ابناء جيلك بذلك. و هي نسبة أعلى بكثير من تلك التي سيحققها ابناء جيل الأطفال الحالي عندما يكبرون.
 
"بم تفيد هذه المعلومات العامة إلاإذا كنت تنوي الاشتراك بمن سيربح المليون؟". طبعا تفيد. و هي مؤشر قوي لدراية و علم الشخص.
 
اذن لم هذا هو الحال (هذا لو كنت اقتنعت)؟ لم أصبح من النادر أن تقابل طفل أو ولد و تحس أنه لماح وواسع الادراك؟ 
أحد الأسباب قد يكون في تخصص الاطفال والمراهقين فيما يحبون فقط.
 
أنا في سنوات المتوسطة (12-15 سنه) كان أهم شئ في بالنسبة لي متابعة ومشاهدة كرة القدم. ولأني عشت هذه الفترة في بداية التسعينيات الميلادية فقد كانت المادة الرياضية المتوفرة محدودة. فإجمالي ما كان متوفر لي بجانب المباريات المنقولة على الهواء مرة او مرتين في الاسبوع كانت عبارة عن ملخص الدوري الايطالي الأسبوعي كل ليلة سبت. و الانجليزي كل ظهر خميس. وملخص كرة السلة الامريكية كل ظهر جمعة. بالاضافة للصفحات الرياضية في صحيفة والدي و الأخبار الرياضية في نشرة التاسعة. أي أن مراقبة كل شاردة وواردة كانت تستهلك مني ما معدله أقل من ساعة في اليوم. لذا كان لابد من ملئ الفراغ. فدخلت هنا امور اخرى على خط الاهتمام. فاصبحت اتابع كل الرياضات. واتجول في الجريدة احياناً بما يتعدى صفحات الرياضة, و اشاهد مختلف برامج التلفزيون. والافلام و المسلسلات الاجنبية و العربية. و برامج مسابقات. وكنت العب video games وأعمل في الاجازات. بل ومن الملل احيانا كنت اقرأ. فيتوسع الادراك.
 
اليوم, من هو بعمر 14 سنة وهو مثلي يعشق الكرة فلن يجد وقتاً لأي اهتمام آخر. فاليوم هو يتابع اكثر من 30 قناة رياضية متخصصة. و أيام السبت و الأحد و منذ عودته من المدرسة في الظهر و حتى الواحدة صباحاً يتابع أهم مباريات الدوريات الاوربية الكبرى. نفس الشئ يتحقق مساء كل ثلاثاء و اربعاء وخميس بدوري الأبطال و الكؤوس. اضف لذلك الدوري المحلي و البرامج المتخصصة. بالاضافة للمباريات المسجلة.
 
الأهم من ذلك الانترنت. الانترنت يساعد الشخص في أن يختص في اهتمامه و يضيق الافق عليها. يمكن لهذا المراهق ان يتفرغ فقط لمتابعة كرة القدم. بل الدوري الايطالي. بل فريق ميلان. بل يمكنه أن يتخصص في اهتمامه و يضيق الأفق على لاعب.
 
لذا فهو ولمدة قد تصل لسنتين او ثلاثة لا يدخل عقله من المحتويات الثقافية او الترفيهية سوى شئ واحد. يتخصص فيه بشكل كبير لدرجة يمكن ان تعتبرة خبيرا فيهاو "متخصص". فيضيق الافق في سن صغيرة و لايتوسع الادراك. فلا يعرف ابسط قوانين كرة اليد، ولا الافلام و المسلسلات، ولا تمر عليه معلومات برامج المسابقات. و طبعا لا يقراء.
 
عليك ان تحاول منع ضيق الافق هذا. و اسمح لي ان اقدم لك بعض ما يمكن فعله:
  1. قم بتوسعة مدارك اولادك والاطفال من حولك. لو اخذنا موضوع الهواية مثلا: إذا كان يلعب كوره احرص على ان يجرب التنس، السله، السباحة، الجري. و اذا كانت تحب الكمبيوتر احرص على ان تجرب الرسم، القراءة، الرياضة، التمثيل،..... إذا لزم الأمر ان تجبرهم (على التجربة و ليس استمرار الممارسة) فأفعل. و يمكنك تحقيق ذلك باستخدام العصا و الجزره (او الترغيب و الترهيب).

  2. كلما يسألك سؤال حاول أن تجعله يجد الاجابة بنفسه. فاذا سال "ماما فين بوليفيا؟" فلا تعطيه الاجابة و لكن اطلبي منه ان يبحث عن الجواب في القاموس. او في Google او wikipedia

*الاجابات: قائد روماني هو السبب في تحويل روما من جمهورية الى امبراطورية, مدينة لاباز, اهم الاعمال هي أوليفر تويست، أنشودة عيد الميلاد، حكاية مدينتين، ديفد كوبرفيلد، آمال كبرى

هناك 9 تعليقات:

asma Qadah يقول...

ذكَرت أمور واقعية..
المعرفة أو الثقافة هذه الأيام على الرغم من أنها متعددة الوسائل و الأساليب لكنها سطحية غالباً.
أيام المراهقة كنت أقرأ كتب عن الأندلس و التاريخ باعتبار ان الكتب هي المصدر الوحيد في تلك الفترة، وكنا نقرأ ونناقش بحب للمعرفة و حتى ما أحد يقول علينا "مانفهم شي" :P بالإضافة إلى الجوّ العائلي من أب يقرأ طوال اليوم وزوج أخت متخصص في التاريخ
بس أولاد دا الزمان ما يهمتموا غالباً بالمعارف العامة و الكتب اللي يهتموا بيها غالباً روايات "رومانسية" أو نكت سمجة :| أحاول قدر الإمكان تطوير المعرفة في أولادي لكن المشكلة الأكبر اهتمامهم بالتلفزيون و مشاهدة الصور بدل قراءتها

ابو ياسر يقول...

والله يا ياسر جيت على الجرح..! دائما اشعر بالأسى وأنا اشاهد ابني (وهو الان بعمر 12 سنة) لديه ضيق افق ومعرفة محدودة جدا بما يسمى "ثقافة عامة".. وأحيانا اناقش هذا الأمر مع الأقارب والأصدقاء. وماذكرته صحيح.. أضف الى ذلك ان هذا الجيل "مشـتت" ولديه منافذ تسلية كثيرة.. ليس أقلها الـ Play Station الذي أسر قلوب الكبار قبل الصغار..!ومع ذلك فاهتمامات الطفل بالاضافة الى تأثرها بظروف ومحيط معين.. تكون ايضا نابعة وبشكل كبير من ذات الأنسان بشيء من الموهبة واتقاد الذهن أو الفكر المتسائل دائما. أذكر عندما كنت في الصف الرابع او الخامس ابتدائي (في منتصف السبعينات.. الميلادية طبعا) سألنا المدرس "مين فيكم يعرف وزير الخارجية السعودي؟".. واحد من الطلاب رفع يده وهو متحمس.. وقف وجاوب:"أنور السادات"..!! رد المدرس "اقعد جاتك خيبة!!".. رفعت يدي وجاوبت: "سعود الفيصل"..وقال المدرس الجملة الشهيرة"شاطر.. صفقو له".. وأضاف لبقية الطلاب "بالله ماتستحو ؟!! واحد ماهو سعودي ويعرف وزير خارجيتكم أحسن منكم؟!!"

ياسر بكر يقول...

شكرا اسماء, ويعطيكي العافية. هو بالفعل تحدي صعب.

شكرا ابو ياسر, كلامك صح كثرة الملهيات و جودتها ايضا ضيقت الافق. واضافتك لعامل الرغبة الداخلية للمعادلة امر مهم.

mardini يقول...

البلاي ستيشن وانا اخوك
والدجريده البنك....اقصد جرايد الكوره وستار اكاديمي والفيس بوك
وغيره وغيره وانت تعرف
وانا غندي في بيتي الحالات دي

غير معرف يقول...

قبل فترة قريبة،أعلنت احدى قريباتي وعمرها12 سنة انه: "مو حلو الواحد يكون مثقف!" ردة الفعل من الجميع كانت: "هه؟"
حسب رأيها، فهي تعتقد انها اذا عرفت جواب كل سؤال يطرح عليها فالجميع سيعتقد انها "دودة كتب" وأنها "not cool" وانها لاتشاركهم اهتماماتهم!

اكثر ما اعجبني في الموضوع ان من ردت عليها هي في مثل سنها."مافي احلى من انك تعرفي تجاوبي كل الأسئلة!" ووكانت وجهة نظرها ان الانسان المثقف والذي يمتلك قدرا جيدا من المعلومات العامة يحوز ثقة من حوله، ويكبر في اعينهم، كما انه ينفع نفسه مغيره وتبنى آراءه على اسس قوية...

لماذا هذا الاختلاف بين الفتاتين التين كانتا تتشاركان نفس الاهتمامات قبل عام مضى؟
الأولى، تعيش في بيئة اهتمامها لايتعدى الافلام والمسلسلات والصديقات..وكانت نظرتهم لأي اهتمامات اخرى انها "مملة".

الثانية، تعيش في بيئة اهتماماتها كثيرة، من الرياضة إلى الكتب ومابينهما..ولها الحرية بان تهتم بما تريد وإن كانت أفلام أوفكانت بيئة مشجعة بالنسبة لها..وماشاء الله

Afnan يقول...

--عذرا، تم ارسال الرد السابق قبل اكتماله..

النقطة التي كنت اريد إكمالها: أن ايا من الفتاتين لم تريدا ان تشعرا انهما دخيلتان على بيئتهما فاضطرا للتأقلم معها..

فإن كان النقاش الدائر على طاولة الطعام يوميا يتناول موضوعات مختلفة، فإن الصغار سيسألون، وكما أشرت فإن الجواب الأفضل سيكون "ask google"
وشكرا

غير معرف يقول...

أعجبني الموضوع .. واعتقد انه اضافة مهمة وجزء لا يتجزأ من موضوعك الاخر " كيف يكون اولادك اذكياء"

انتشار وسائل التسلية والترفيه في كل وقت ومكان وبدون قيود مثل البلاي ستيشن هي من اكبر الاسباب لقلة المعرفة وضيق الافق ,,, وايضا لا ننسى طول فترة مشاهدة التلفزيون زادت عن السابق مما يمنع فرصة كسب الوقت لما هو مفيد

ياسر بكر يقول...

شكرا يا مارديني وانا اخوك

شكرا افنان, قصة رائعة لتجسيد اثر الاقران والمحيط وضغط المجتمع

شكرا لمن ربط بين هذه المقالة و "كيف يكون ابنائك اذكياء" بالفعل لم الحظ ذلك.

Unknown يقول...

بالفعل كل جيل سار اتفه من اللي قبلو
حتكلم عن جيلي على الاقل كنا نقرا روايات مصرية للجيب وروايات لاجاثا كريستي و مارك توين و الكسندر دوماس واحسان عبدالقدوس غيرهم
كان عندنا حب لقراءة اي شي يوقع في يدنا
ومع دا كلمو كنا نتفرج افلام كرتون ونلعب كورة الين ملابسنا تتقطع
حتى افلام الكرتون حقتنا كنا نستفيد منها على المستوى المعرفي
حاليا اشوف الاطفال واهتمامتهم احزن
بنات اختي الصغار اعمارهم من 10 الى 14 كل اهتمامتهم ميرنا وخليل ايش خيسوو وستار اكاديمي من فاز
ولا فايس بوك ومين رد عليها ومين علق على صورتي
اللي احب اوصلو انو القراءة من اهم الحاجات اللي تزيد المعرفة لدى الناس فياريت نعود اولادنا وبناتنا على القراءة وحبها من صغرهم