moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

السبت، 8 نوفمبر 2008

لماذا لا ينبغي ان تخجل من نفسك لو شجعت أوباما؟

"توقف الآن عن القراءة لو كنت ممن يؤمنون يقيناً و ليس لديك شك في نظرية المؤامرة الكاملة. المؤامرة بان كل ما يحدث من الغرب بدون استثناء هدفه تدميرنا. لأنك لن تستفيد من القراءة سوى فوران دمك على سذاجتي و غفلتي. أما لو كنت مثلي تؤمن بنظرية المؤامرة ولكن لا تفسر بها كل شئ أو كنت لا تؤمن بها اصلا فاستمر في القراءة و اسف على المقاطعة"
 
الاسبوع الماضي فاز ابو حسين بالانتخابات الامريكية. كان تفاعل العالم مع هذه الانتخابات كبير. و التعاطف عالمياً كان مع باراك بشكل كاسح بحسب كل التقارير.
 
لعلك كنت من هؤلاء. و لعلك اليوم بعد انخفاض اليوفوريا و انتهاء الدراما تشعر بشئ من الاستغراب أن كيف اثرت فيك هذه الانتخابات بهذا الشكل. خصوصاً و أنه ليس لك علاقة بها. فلن تستفيد من اعفاء الضرائب و لا نظام التامين الطبي الذي ينادي به.
 
ربما الأمر تعدى الاستغراب من نفسك. بل و وصل لدرجة انك خجلان. تقول "من ٢٠٠١ و انا اشعر بالضيق الشديد تجاه امريكا بسبب السياسات الخارجية التي فيها ظلم رهيب. و اليوم، لمجرد انهم عرضو لنا شخصية جذابة صاحبة كاريزما نسيت كل شئ و تفاعلت مع الموضوع و كأن آوباما من بقية اهلي!!"
 
بل لعلك ندمان. ندمان لأنه قد يأتي لبلدك ضيق أو مشكلة لا سمح الله من وراء هذا الرجل. عندها ستنظر فيك زوجتك و انتم تختبؤن تحت الطاولة من ضرب الصواريخ و ستقول لك باستهزاء "هوه ده آوباما اللي حطيت صوره في الscreen saver يا فالح!"
 
إذا كنت ممن تفاعل و تعاطف مع أبو حسين الاسبوع الماضي و قد تراودك بعض أفكار الندم و الكسوف من النفس اليوم فلا تحزن. ساقدم لك مخرج قد يساعدك على تقبل نفسك. و الدفاع عنها امام الاخرين.
 
تحدث الكثيرين عن معنى فوز آوباما. كان هناك مقالة رائعة للشيخ عايض القرني في جريدة الشرق الاوسط عنوانها "الرجل الاسود في البيت الابيض". جسدت الكثير من الاحاسيس. وكيف انتصر الامريكان على اشد عنصرياتهم شدة. العنصرية ضد السود. وضعنا الاسبوع الماضي زعلنا (او الكره) لامريكا جانبا. ووقفنا لنشيد و نحسد العدل و الحرية التي وصلوا لها.
 
أما نحن العرب. فسينتهي شهر العسل مع اوباما سريعا. و مع أول فعل لا يعجبنا منه أما لشئ قاله لاسرائيل أو شئ لم يقله لفلسطين. أما لقرار اتخذه في العراق أو لم يتخذه في افغانستان. أول ما سيزعجنا اوباما سننهال عليه. و للأسف، سنفعل ذلك بجهل. فستسمع محلل أو خبير في احد القنوات يسبه و سيقول جملة منتنة مثل "ان هذا الكيني الاسود قد نسي نفسه و....".
 
انا كنت متعاطف جدا مع آوباما و الانتخابات عموما. مع ان اغلب القضايا التي تهمني يتفوق فيها ماكين:
 
١. كمسلم و عربي. اهم قضية بالنسبة لي هي فلسطين. و اوباما و الديمقراطين اكثر تعاطفا و دعما لاسرائل من ماكين. بل ان سارة بيلاند انجيلية تؤمن بنزول الاله المسيح في اخر الزمان و قتله لليهود و رفعه و نصره للصليب (تعالى الله علوا كبيرا).
٢. و انا كمسلم بشكل عام، اجد اوباما لبرالي يساري متحرر. وهو داعم كبير لقضايا خطيرة بالنسبة لي على اخلاقيات كوكب الارض ( gay marriage مثلا).
٣. ايضا، اوباما يريد خروج سريع من العراق قد يجعل هذه الدولة الحبيبة تتورط في حرب طائفية و انقسام. ويريد ان يشد الخناق على افغانستان و يضرب باكستان. في المقابل يريد يجلس على طاولة الحوار بدون شروط مع ايران.
٤. كسعودي، الديمقراطيين اقل حبا للبترول و اقل تعاطفا و تفهما للدول المنتجة له.
 
لكن هناك سبب واحد قهر كل هذه الاسباب و جعلني اتفاعل بشكل كبير مع اوباما. هذا السبب هو ما اقترح عليك تبنيه لتبرر تعاطفك مع اوباما. وهو ان الامل قد فاز او hope won. الامل بماذا؟ بالتغيير او Change.
 
لقد ذكرنا هذا الحدث بفوائد التحلي بقيم التفائل وحسن الظن و الخيرية الدائمة في امر المؤمن "عجبا لأمر المؤمن أن امره كله خير".
 
اذا لم يبعث فيك الأمل فوز ابن رجل مسلم بقيادة أعظم قوى العالم. لعله أذن و اقيم في اذنيه عند و لادته. اذا لم تبعث فيك الامل هذه الاشارة أن امريكا لازال فيها خير. وانهم بعد أن ضلوا الطريق في السنوات الثماني الماضية اختاروا رئيس اهم ما يعد به هو مد يد العون و التحاور لتقريب الوجهات. اذا لم يبعث فيك الامل كل هذا فانت قد تكون متشائم لدرجة غير مقبوله.
 
ارجوا أن تراقب اللغة. اقول الامل و التفائل و ليس التصديق و التسليم. التصديق لمجرد سماع بعض الخطب سذاجة لا تغتفر. المطلوب فقط ان يكون عندك امل.
 
إن ما يعنية تعاطفك مع اوباما (إذا كنت قد تعاطفت معه) إنك ايجابي. تقييم كل الحلول و تنظر للاحتمالات. في المقابل أنت كيّس فطن. و لا تقع ضحية لشغل الثلاث ورقات.
 
لماذا لا ينبغي أن تخجل من نفسك لو شجعت أوباما؟ لأنه مع هذا الرجل يأتي ما نتمناه كلنا. ياتي احتمال الامل بالتغير. Hope و change كانتا اهم كلمتين عند هذا الرجل. صدقها ٥٣٪ من الناخبين و ٩٠٪ من سكان الارض. سكان الارض لم يتعاطفوا مع امريكا و لكن مع الامل.
 
انتهت الرسالة.....
 
 
سياسة امريكا الخارجية لا يتحكم فيها لا رئيس و لا غيره. هي سياسة دولة. و بغض النظر عن من في البيت الابيض ستظل امريكا تفعل كل مافي وسعها لمتابعة سياستها الخارجية المحفورة في الصخر. من هذه السياسات مثلا حماية الوطن من أي تهديد لافرادة، ثرواتة أو اساسياته، دعم مطلق لإسرائيل، مساعدة الدول في العالم التي تسعى للديمقراطية أو تستنجد بها للاغاثة. كل ما يفعله الرئيس هو أن السياسة تتأثر بشخصيته. فلو كان أرعن ستجد فيها تسرع. و لو كان متردد ستجد فيها خوف.
 
و من ناحية أخرى، امريكا تحتاج لأن تقاد بالمميزين من ابنائها. خلال ال٢٨ سنة الماضية و أكثر، من ريغان لبوش، اختارت امريكا رئيسها باستخدام عامل واحد: وهو أن يختارو المرشح الذي يشبههم و يرتاحون له. يسمونها من يمكنهم ان يشربو معه البيرة و يتحدثون في كل شئ من امور الحياة البسيطة. اي انه يجب ان يكون شخص عادي و بسيط.
 
ابو حسين ليس عادي. ابوه كيني، و رباه زوج أمه الاندونوسي في اندونيسيا، ثم عاش في هاواي و هي أبعد الولايات هوية عن امريكا. اوباما ذكي جدا. اكادمياً يعد استثنائي. هو أخر شخص يتخيله الامريكي العادي يجلس بجانبه و يشرب معه البيرة. بل هو لا يحب البيرة أصلا. فهو "أليط" على شرب هذا المشروب الشعبي. دودة كتب. يناقش امور فلسفية و راقية.
 
آمريكا سيارة فورميلا ١ و من يقودها يجب ان يكون قادر على ذلك.
 
"يا مجنون!! افهم من كلامك أنك تريد مصلحة امريكا و نحن ندعي عليها طوال الوقت" أنا لاريد مصلحة امريكا لكن حالنا كعرب أو مسلمين متأخر. لو انهارت امريكا اليوم نحن غير جاهزين لقيادة العالم. ولن يبقى العالم بدون قيادة. لذا لعله من الأفضل ان تستمر امريكا لما بقي فيها من عدل بسيط وإن زاد ظلمهم, و خلق قليل و إن زاد انحلالهم, و دين ضعيف و إن زاد الحادهم. هم قد يكونوا أفضل من باقي العالم بالمقارنة. فأوروبا في سبات عميق. غارقة في إلحاد و فصل كامل للدين عن الحياة. و الصين تظهر تجبر كبير و ظلم لاخواننا عشرات ملايين المسلمين الصينين في أقاليم الشرق . و كذلك ما يفعلوه في النساك التبتين.
 
الرسول صلى الله علية و سلم بنى جسور سواء كان مع النجاشي أو مقابلة و فد نجران المسيحي أو المعاهدات مع يهود المدينة. بعضها احترم و بعضها نقض. و كما تفاعل الصحابة حول الرسول صلى الله عليه و سلم عندما جاءهم خبر عاجل من خلال الوحي بأن الروم قد غلبت. و أنه بعد هزيمتهم ببضع سنوات سيعودو ليغلبوا. اليوم لا نمتلك مصاد بمصداقية سيدنا جبريل في توصيل الاخبار (مع فارق التشبيه) لكن هذا لا يمنع ان نتطلع و نحلل.

الاثنين، 3 نوفمبر 2008

لماذا تعصب على اولادك عندما يخطؤن؟

لماذا تعصب على أولادك عندما يخطؤن؟ و لمن ليس لها أولاد، لماذا كان (أو لعله لازال) ابويك يعصبون عليك عندما تخطئ؟
 
قد تقول " أنا أو أي شخص اخر اعصب عندما يحدث شئ يستفزني ويستدعي التعصيب. سواء بدر هذا الشئ من أولادي أو من أي أحد آخر"
 
قد تعصب من الناس في المواقف التي يكون فيها ضرر عليك أو على محيطك. مثلا, سائق ليموزين يسقط عليك أو على من حولك.أو بائع يتطاول على زوجتك أو سيدة في مقام والدتك. أهلاوي أو إتحادي يستفزك بعد الفوز.
 
أما مع أولادك فالوضع مختلف. أنت قد تعصب على أولادك على أي شئ خطأ يفعلوه. سواء ضرك ام لا. أنت قد تعصب حتى عندما يحدث منهم شئ لا يؤثر فيك أو يمسك بشكل مباشر. و السؤال هو لماذا؟
 
لو أن و لد صغير عمره ٥ سنوات كان يأكل فشار و اسقط الكيس على الأرض، و كنت تشاهد الموقف، هل ستعصب؟ غالبا لا (إلا إذا كنت عامل النظافة في المكان). قد تحزن على الولد أو على النعمة المهدرة، لكن لن تعصب على هذا الخطأ. طيب، لو كان هذا الولد ولدك؟ نعم ستعصب. سواء قلت له "يوووه" صغيرة أو صرخت في وجهه "يا غبي!" مع صفعة على الظهر، كل هذا يعني إنك عصبت.
 
لعلك فهمت قصدي الآن. و انني اعني التعصيب في مواقف يخطئ فيها ابنك او بنتك ولا تؤثر فيك او تضرك شخصيا. ففي قصة الفشار أنت لن تشتري له بدلا منه واحد جديد و هو اصلا لم يطلب. و لن تنظفه انت أو أنه قد نظفه بالفعل. لكنك مع ذلك تعصب.
 
قد تقول "لكن هذا منطقي، لأنني انزعجت من منطلق اهماله. ان أي شئ خطأ يفعله ابني يؤثر علي. لأنه ابني انا. و ما يخطئ في فعله يقع علي من اثاره"
 
في الجملة السابقة هناك كلمة سامة. كلمة فيها حل سؤال الرسالة. هذه الكلمة هي "أنا". أنا هي رمز الغرور, و رمز الكبرالحارم من الجنه, و رمز الملكية وحب التملك اللذان اهلكا فرعون و قارون. "أنا" هي الكلمه التي قامت الحروب لأجلها.
 
"أنا" تعني في عقلك اللاواعي "أنا, وفلوسي, وجاهي, وسيارتي،.....و اولادي" فعندما يخطئ ابني، هو لا يسئ لنفسه فحسب، بل يسئ  لي انا. و هنا يحدث التعصيب. لأن ابنك يهز كيانك و "الآنا" الخاصة بك.
 
وصلت الآن لمنتصف كتاب a new earth. الكتاب الذي قلب الدنيا و ترتجف Oprah و يحجرج صوتها كل ما تذكره من قدر ما أثر فيها. موضوع الكتاب في جمله هو أن تعرف أن أكبر اعدائك هو your Ego أو غرورك. و أنه من يقف في طريق استفاقتك لتعرف و تصل لاهداف حياتك.
 
دعني اذكر لك (بترجمتي الركيكه) فقرة من الكتاب
 
"لو تحولت الدوافع الخفية عند الآباء، التي تعمل بشكل لاواعي للتاثير على الابناء، لو تحولت لأفكار و أقوال مسموعة, فلعلها ستتضمن بعض الافكار التاليه " اريدك يا ابني أن تحقق مالم احققه أنا, أريدك أن تكون مهمًاٍ في أعين العالم, حتى أصبح أنا ايضاً مهم في أعين العالم. لا تخذلني. لقد ضحيت كثيرا لأجلك. عدم رضاي عنك مقصده ان تشعر بالسوء و عدم الراحة حتى تفعل في الاخير ما أريد. وكما تعرف فأنا أدرى بمصلحتك منك.أنا أحبك. و سأستمر أحبك إذا بقيت تعمل ما أعرف أنا أنه الافضل لك" عندما تنطق بهذه الاحاسيس سرعان ما تستوعب سخافتها. و الغرور و الكبر المختفي فيها".
 
اذن لماذا تعصب على اولادك عندما يخطئون؟ لأنهم عندما يخطئون أي أخطاء فهم يهزون your Ego أو غرورك الذي جعلك تعتقدأن اولادك ملكك ومن ضمن تركيبك. فأنت في عقلك اللاواعي لست "أنت" لوحدك. "أنت" تتكون من: أنت، فلوسك, جاهك, سيارتك،.....و اولادك. "أنا ولدي يسقط منه كيس الفشار! ليش! أنه ولدي أنا، لذا فهو ليس غبي أو عبيط. فلماذا لا ينتبه بدلاً من أن يجعلني أشعر بالفشل أو يحرجني أمام الناس" خذ نظرية كيس الفشار هذه و طبقها على نطاق اوسع (دراسته, عمله, زواجه).
 
مبدئ هو أن أولادي ليسو ملكي. فالعبد ملك سيده. و انا و اولادي عبيد يملكنا نفس الرب (او السيد). بل، نحن في تنافس لنكسب ود ربنا كما يتنافس اي عبيد للفوز بجناب سيدهم (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). وأن أولادي ليسوا أنا. فهم شئ وأنا شئ.
 
اعطانا الله الاولاد لنرعاهم, نحميهم و لنقدم لهم بعض النصائح و التوجيه (او ما يعرف بالتربية) أثناء الطفولة و المراهقة المبكرة. مقابل ذلك نحصل على قطعه من الجنة. من يشك في أن الاولاد جنة الارض فليشم فروة رأس اطفاله اليوم. فبين رائحة العرق من كثرة اللعب و الحلاوة التي فركها بيده في شعره فهناك رائحة الجنه. أحد يعصب من الجنة يا مجنون! (لا تنطبق هذه التجربه على من كبر ابنائه. فلن يشم غير الجل و السجاير)
 
دعني أعطيك نصيحة عملية تساعدك على التخلص أو تخفيف عصبيتك على اولادك. و هي نصيحة الكتاب في التخلص من the Ego او الغرور و "الانا" بشكل عام. هذه النصيحة هي the awakening او الاستيقاظ. ابتداء من الآن, في كل مرة تعصب فيها على ولدك استشعر ان ال Ego او الغرور هو من أدى لذلك. وانك عصبت بسبب خوفك على الانا الخاصة بك و التي ربطتها باولادك. 
 
هذا كل ماعليك فعله في البداية. إن الاستيقاظ او الوعي هو أهم عوامل التغير. و مع الوقت سينخفض تاثير غرورك و آنانيتك على ردود افعالك لأنك استيقظت و كشفته.
 
نصيحة لمن لديه ابوين تنطبق عليهم هذه الرسالة. الحذر ثم الحذر ان تواجههم بهذا الكلام. ستتسبب بحرب نووية أنت الخسران فيها. الكلام الذي تقرأه هذا بقدر ماهو صحيح هو كلام وقح. فيه اتهام ان ابويك انانيين. لكن في المقابل، في كل مرة يتعاملون معك فيها و ترى أن الEgo  الخاص بهم يتحدث في مواضع مثل "أبغاك ترفع راسي في الوظيفة الجديدة" "تربيتك لاحفادي ممتازة"لا تفضحيني مع اهل زوجك" "يعطيك العافية, بيضت بوجهي و طلعت الاول". في كل مرة يظهر لك الego أو الانا الخاصة بهم اشعر بالشفقة و الرحمة نحوهم. فهم قد ربطوا قيمتهم بك. ولعل هذا يجب أن يسعدك لأن فيه تقديراً لك و تكريماً لشأنك. أما أنت (الشخص الذين ربطوا قيمتهم به ويأملون فيه كثيراً) فقد تحيا حياتك و لايحتاج أي منهم أي شئ منك طوال عمرهم. وحتى يوم القيامة لو جاءك أحدهم يطلب منك حسنه تنقصه ليدخل الجنه فلن تعطيه. و ذلك حسب الحديث الثابت المشهور.
 
لكن حتى تكون شفقتك على أبويك شفقة عملية إربطها بالدعاء لهم. فبالاضافة للفائدة لهم سيحطم هذا التواضع لله الذي تمارسه the Ego inside you
اذا لم تزودنا بالايميل الخاص بك فافعل ذلك الان. فهناك رسائل و عروض فقط لمن يزودونا بمعلوماتهم. فقط سجل الاسم و الايميل في المنطقة المخصصة هنا على اليسار.

الأحد، 2 نوفمبر 2008

لماذا لا نتبرع و نتصدق كما ينبغي؟

في احدى حلقات خواطر تم احتساب زكاة العالم العربي بأنها حوالى 100بليون دولار. وأنا أعتقد أنها أكثر بكثير. لكن لو افترضنا أن من ال300 مليون عربي هناك 30 مليون تحت خط الفقر (وهي مبالغة) فهذا يعني أن الزكاة قادرة أن تؤمن راتب سنوي قدره 3,333 دولار لكل فقير. و هو ما يكفي لإخراجه من تحت خط الفقر بمراحل.
 
هذه الزكاة المفروضة فمابالك بالتبرع و الصدقات.
 
بدلا من أن اجيبك على السؤال، لماذا لا نتبرع و نتصدق كما ينبغي؟، ساخبرك بقصتين لا علاقة لهم ببعض. عمرك شفت تشتيت اكثر من كدة؟
 
الأولى: أحد أقاربي التجار سمع الخطيب بعد احدى جمع رمضان يهيب بالمصلين أن يتبرعوا لصالح مائدة افطار الصائم بالمسجد. فميزانيتها نفدت. ووجه بتقديم المبالغ لأحد شخصين هما من أعيان الحي و اهل الخير في لجنة المسجد. ذهب لهم قريبي وسأل عن المبلغ عله يستطيع أن يغطيه بمفرده. رفضوا ان يخبروه و قالوا له أن لا يخاف، فالتبرع هو لصندوق المسجد. ولو زاد تبرعه عن حاجة المائدة فلن يذهب المبلغ الا لمصادر خيرية. هذا بالتحديد ما كان يخشاه قريبي. فهذا المسجد يقوم في العيد بعمل زينة و توزيع الحلويات بشكل كبير جدا و مفرط و ذلك من فائض مبالغ الصندوق. وهي مصارف لتبرعه لا يريدها, وهذا حقه. هو فقط يريد ان يتبرع لصالح افطار الصائم. اخبرهم بذلك و لكن بطريقة دبلوماسية و مكررا عليهم ان يعرف فقط مبلغ عجز افطار الصائم. فقالا له "لااااااا. اللي يعطينا ما يتشرط علينا!". فتركهم و ذهب.
 
القصة الثانية: أحد الكتب التي اقرأ فيها هذه الايام (والقراءة من أكثر من كتاب في نفس الوقت هي احد الخدع التي تعلمتها لزيادة القراءة و تجنب الملل) هو كتاب اسمه Giving للرئيس الامريكي السابق Bill clinton . بعد انتهاء Clinton من الرئاسة تفرغ لمؤسسته الخيرية 100%. ولا يفعل شئ سواها إلا عندما يطلب منه مساندة الحزب الديمقراطي أو زوجته في مشوارها السياسي. الكتاب رائع و يلهم الانسان. يتحدث عن العطاء بالمال, الوقت, الجهد, المهارة أو الحرفة, المعرفة و حتى الصفح و مساعدة من يحتاج لدفعة للامام. الكتاب مليئ بالقصص و يندر فيه التنظير. فهناك قصة مثلا عن فتاة أمريكية في المتوسطة من عائلة يهودية. تأثرت بأحداث دارفور. تريد أن تنشق الأرض و تبلعك عندما يقول Clinton في الكتاب "ازمة دارفور كبيرة. وما يجعل الوضع اسوأ أن جيران هذا الاقليم من المسلمين الاغنياء لا يفعلون شئ لصالح هذه القضية الانسانية التي تمس اخوانهم المسلمين. فقامت الفتاه بمشروع خبز و بيع كعك في الحي و المدرسة. تحقق منه كل اسبوع 300 دولار ترسلها لجمعيات الاغاثة المختلفة العاملة هناك."
 
يتحدث الكتاب عن جمعية Bill and Melinda Gates Foundation اللتي تبرعت بحوالي40بليون بنهاية 2007. و عن Oprahs Angel Network التي انشأتها Oprah . وعن الجمعية المشهورة The Robin Hood Foundation في مدينة New York و المعنية بقضايا الفقر و التعليم في هذه المدينة. ويذكر الكتاب كيف ان مجلس ادارة هذه الجمعية (و هم من مشاهير امريكا في الأعمال و التمثيل)و ان Oprah يتكفلون بكل التكاليف الادارية و التشغيلية لجمعياتهم. و ذلك حتى يطمئن المتبرع انه حتى لو تبرع ب 10 دولارات فلن تذهب الا للغرض الذي حدده و ليس لدفع ايجارفرع مكتب الجمعية او تذاكر سفر (او حلاوة و زينه العيد). يحكي Clinton أنه كان يمشي في الشارع مرة ضمن حملة لمساعدة منكوبي كاترينا. فخرجت جرسونة من أحد المطاعم تجري نحوه. اعطته 50 دولار و قالت "لقد عزمت التبرع منذ اسبوع و لم اجد الفرصة لأقوم بذلك مع العمل و الاولاد" عندها استنتج ان أهم ما يدعم التبرع و العمل الخيري هو تسهيله لمن لديه الرغبة. و ان استخدام الانترنت في التبرع هو الحل.
 
أكثر ما اعجبني من الافكار هو موقع اسمه www.kiva.org

هذا موقع للتسليف او الاقراض الشخصي لصالح أصحاب أفكار المشاريع من الفقراء في العالم. عندما تزور هذا الموقع ستجده يعرض لك اشخاص حقيقين يعانون من الفقر و يحتاجون لرأس مال حتى يبدأوا مشروعهم. ستجد صورهم, معلوماتهم، قصصهم, بلدهم و مشروعهم. مبلغ التبرع محدد ب25 دولار كحد أدنى. بعد أن تتبرع ستحصل على نشرة دورية كل فترة تخبرك عن تطور مشروع الشخص الذي اقرضته.
 
دخلت الموقع و بحثت عن شخص لاقرضه. و جدت حالات كثيرة. ركزت على المسلمين فوجدت سائق تاكسي في طاجكستان يريد أن يشتري سيارة ليعمل عليها. صاحب مخبز في افغانستان. صاحبة بيت تريد أن تحول غرفتين لكي تؤجرها و تسكن في الثالثة في الباكستان. احترت كثيرا. و أخيرا قررت ان أقرض سيدة اسمها عاشورا جمعه من زنجبار. عندها ثلاثه اولاد. مشروعها هو بيع وجبات. كل صباح تطبخ وجبات ثم تبيعها. ميزانية مشروعها 250 دولار وتتوقع ان يحقق لها ولاسرتها 120دولار شهريا. تعد بسداد القرض خلال 10 اشهر. سلفتها 50 دولار. وسلفها قبل اسبوع شاب من هولندا 25 دولار. عندما ذهبت لصفحه الدفع استاذنني الموقع ان يضيف 5 دولار تبرع للرسوم الادارية و التشغيلية للجمعية والموقع (او الحلاوة و زينة العيد) و ذلك لأن مبلغ التسليف الذي تحدده يذهب بالكامل لمن سلفته له. لم اوافق على اضافة ال5 دولار واتممت العملية.شكرني الموقع واخبرني انه سيصلني تقرير عن المشروع و تطوره خلال الشهر القادم.
 
لعل لديك اسئلة كثيرة عن هذه المؤسسة. قم بزياره الموقع  www.kiva.org لتعرف المزيد عن فكرتهم العبقرية. بدأ هذا الموقع قبل أقل من ثلاثة سنوات على يد زوجين امريكيين. حضرا محاضره للعالم الامريكي المسلم لحاصل على جائزة نوبل الدكتور محمود يونس و كان يتحدث عن مبادئ البنك Grameen Bank الذي ابتكره و كيف أنه يكافح الفقر. استخدما هذا المبدأ الاقتصادي التكافلي و قامو بإنشاء الموقع.
 
تم من خلال الموقع تسليف ما اجماليه 47 مليون دولار جمعت من 350ألف متبرع و ساهمت هذه المبالغ في اقامة 66ألف مشروع تجاري. و الأن استعد للرقم الذي سيجعلك تقع من الكرسي..........98.7% من القروض تم سدادها من الفقراء الذين تم تسليفهم و ذلك بعد أن وقف مشروعهم على رجليه. على فكرة, هناك علماء يقولوا أن أجر القرض في الاسلام أكبر من الصدقة.
 
الم أقل لك أن القصتين لا علاقة لهما ببعض!
 
لا اعتقد ان الاتي هو جواب شافي لسؤال الرسالة. و انا اعتقد انك تقدر ان تجيب لو سألت نفسك السؤال. لكن حتى تنجح المؤسسات الخيرية في بلادنا نجاحات كما سبق ذكره في الرسالة, عليها ان تستوعب انها في منافسة. فهي تتنافس على ال100 ريال التي في جيبك مع الSolano stake من chillies و DVD لفيلم ben steller الاخير. الحديث عن اجر الاخرة لن يكفي (على الاقل بالطرق المستهلكة). يجب ان يقدموا للمتبرع شئ ينافس لذة الستيك و متعة الفيلم او اي شئ اخر يسعى لنفس ال100ريال.

انتبه هنا من الشيطان. لا ترفض التبرع في الايام القادمة على ضوء هذه الرسالة من منطلق "مارح ادفعلكم الين ما تشدوا حيلكم". لكن العكس. تبرع بوقتك لتساعد الجمعيات بمهاراتك. صمم لهم حملتهم القادمة لو كان لديك مهارات تسويق و تصميم. تبرع ان تزور مع المندوب بعض التجار و المحسنين لتعرض عليهم مشاريع الجمعية لو كنت تعمل في مجال المبيعات و تعتبر بياع كلام شاطر. او حسن لهم غرفة استقبال المتبرعين لو كنت تاجر بويه او صاحب محل مفروشات.