moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

المشكلة التي ورطكم فيها برنامج خواطر

هذه المشكلة مرتبطة بالسفير الياباني. حيث أنه لو قرر هذا الرجل أن يترجم خواطر و يرسله لحكومته و الوزراء اليابانين فلعله سيفعل ذلك وسيرفق معه الرسالة التالية: "... لقد حقق لدولتناهذا البرنامج مالم نكن نستطيع فعله بمئات الملايين و عشرات السنين. فهو خاطب وخلال شهر شريحة ضخمة من ال300 مليون عربي أو يزيد. أظهر خلاله دولتنا و شعبنا بمظهر يجعلنا جميعا في غاية الفخر. وقد قمنا باستطلاع رأي سريع وجدنا أن شعبية دولتنا بين العرب قد قفزت لمراكز المقدمة. و أصبحت اليوم مطمع عربي للتبادل التجاري و العلمي و الثقافي. بالرغم من أن اليابان لم تكد تذكر من الاوائل في هذه الاستطلاعات قبل شهر".

عندها، قد تختار اليابان أن تقدم الشكر و العرفان بطريقتين: الأولى من خلال تكريم كل من خلف هذا البرنامج في حفل فاخر في طوكيو. أما الطريقة الثانية فهي التي ستكون فيها المشكلة الكبيرة.

الطريقة الثانية هي ان تقوم قناه يابانية قيادية بانتاج عمل مماثل من باب رد الجميل. عمل يظهر لليابانيين بلدنا كما ظهرت لنا بلادهم. فاجتمع المنتجين و المبدعين ليحددوا موضوع البرنامج. وهنا احتاروا. عن ماذا يتحدثون؟ ماالذي يمكن ان يعرضوه ويكون:

  1. ذو مصداقية و موضوعية.
  2. مبهر للمشاهد الياباني.
  3. يمدح و يرفع قدر بلادنا.
احتاروا كثيراً. بحثوا في الصناعة، التعليم، الاخلاق، فلم يجدوا ما يمكن انتاج برنامج حوله. و اخيراً وجدوا الموضوع. انه الدين!

اتضح لهم أن بلادنا هي أكثر دول العالم التزامًا بالدين. ومظاهر ذلك في كل مكان. عندها ارسلوا طاقم العمل وحصلو على التصاريح اللازمة و التسهيلات و بدأ التصوير.

في احدى الحلقات لعلهم عرضوا موضوع الصلاة. وكيف أن المصلين يقفون في صف متقن بدون تدريب مسبق أو اتفاق. "استوو" هو كل ما يحتاج أن يقوله الامام. اخذوا تسجيلًا للحرم المكي في أشد لحظات الزحام. ثم كيف أنه و بمجرد إقامة الصلاة يتحول 2 مليون بني أدم لقطع في دوائر متقنة حول الكعبة. ويتمكن هؤلاء ال2 مليون وهم لا يتحدثون نفس اللغة من أن ينفذوا حركات متناسقة لم يرها المذيع في أي ابوريت او حفل افتتاح لألعاب أولمبية.

في حلقة أخرى تعرضوا لموضوع الآذان. وقف المذيع في وسط أحد أحياء الرياض أو جدة. ثم اخبر المشاهدين أنه و بعد لحظات سيقطع السكون عشرات المساجد بما يعرف بآذان المغرب. وبالفعل و بفارق ثواني لا تتعدى الخمسة دوى صوت الآذان من مختلف المساجد.

ثم كانت حلقة رمضان. وكيف أن الناس حول الموائد لا يأكل أي منهم قبل سماع الآذان. يسألهم لم تلتزمون لا تأكلون قبل الوقت فيستغرب الناس السؤال كما استغرب اليابانين من الشقيري عندما يسألهم عن أسباب انضباطهم.

كما أنه سأل التجار عن احساسهم تجاه اغلاق المحلات أثناء الصلاة. و أنهم بذلك يخسرون حوالي ساعة و نصف الى ساعتين من ساعات العمل التي لا يحققون فيها بيعاً و دخلاً لكنهم يدفعون فيها رواتب العمال. كم تفاجأ المذيع عندما كان رد أغلب التجار له هو أنهم لا يمانعون ذلك. بل قال بعضهم أنه حتى لو سمح القانون بالبيع فسيستمروا بمنع البيع وقت الصلاة امتثالاً للأمر الديني.

وهكذا يمر البرنامج على مجموعة من الظواهر التي تدلل بالصورة و ليس بالكلام درجة الالتزام الديني.


إن برنامجاً كهذا سيجعلنا نشعر بدون شك بالإحباط. لانه سواء قامت اليابان بما ذكرته أعلاه أو لا فنحن اليوم قد أخذنا هذا الدين الاسلامي و طبقناه على مفهوم ضيق من العبادات والمظاهر. حارمين انفسنا من كامل فوائده وانعكاساتها على حياتنا. وهذه جريمة لا تغتفر.


أشعر اننا اليوم لا نقطف ثمرة هذا الدين. لا نحقق مقاصده وحكمه. نتعامل معه بعلمانية. فنوفر لعباداته جواً منضبطاً دقيقاً. و لكن لا ينعكس ذلك على حياتنا.

و أشعر أن تعاملنا مع الدين سطحي جداً. فمثلا نصلي 5 فروض في اليوم و يطلب منا في كل منها الانضباط و النظام و لا نفهم ما يريد أن يعلمنا الله!

لذا, فالمشكلة التي ورطكم خواطر فيها هي أنه سيكون هناك مجموعة رسائل من وقت لآخر حول موضوع الدين. فشعبية خواطر اظهرت لي أن هناك فضول حول هذه الأمور. لذا فسأطبق قاعدة "مع الخيل يا شقراء" و سأتبع هذه الموجة. وجرى فقط التنبيه حتى لا يستغرب بعضكم أو يعتقدأنه في المدونه الخطأ. لن تكون رسالات نصح أو معلومات شرعية و لكنها تحليلية تتعرض لأمور كالافتاء وشرشف الصلاة و الدعوة لغير المسلمن من زوايا قد لا تتوقعها. و سيكون عنوان هذه الرسائل هو "ممكن ترجعلي ديني؟"

لا تنسى ان تسجل عنوانك البريدي. فهناك رسائل و عروض فقط لمن يزودونا بمعلوماتهم. فقط سجل الاسم و الايميل في المنطقة المخصصة فوق على اليسار. ويمكنك الغاء الاشتراك بكل سهولة ان لم يناسبك الامر.