moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الاثنين، 23 فبراير 2009

تخفيضات تصل الى 70 %

"سواني سبعين" " تخفيضات الحكير الكبرى" "50% على كل شئ في محلات الشايع"
 everything must go! yearly clearness"
وغيرها من الجمل هو ما نجده على زجاج المحلات. ما هو السبب؟
 
مالذي يتبادر لذهنك عند رؤية هذه اللوحات او الاعلانات؟ هل تفكر "شوف هادولي الحرامية كم كانوا يربحوا قبل 70%" او "احسن و ياريت يفلسوا" او "ياساتر! شكله في ازمة اقتصادية في البلد" او "ياحبيبي هادولي كلهم نصابين. يرفعو سعر القطعة وبعدين يقولوا 70%" او "ياحرام, مسكين هذا التاجر. ورط في بضاعة واضطر يحفض عشان يعيش".
 
في كثير من الأحيان قد تكون احدى هذه الجمل في محلها. لكن ليست هذه الأسباب الاساسية. لانها كلها تحوم حول احتمال جشع التاجر، أزمة الاقتصاد، او سوء تخطيط كميات الشراء. وهذه اسباب خاصة. في حين ان التخفيضات التي نتحدث عنها تحدث بشكل عام و منتظم. يعني، أنه مؤكد أن ترى الحملة كل سنة تحديداً قبيل نزول التشكيلات الجديدة. كل سنه، في نفس الوقت، و لنفس الفتره وبتغيير بسيط.
 
كما إن نظرية شراء التاجر أكثر من حاجة السوق في بعض الاصناف ثم تورطه فيها كل سنة. أو طمعه، بأن يسعر بجنون فلا يبيع ثم يتورط في البضاعة كل سنة، هي كلها اسباب غير اسباب غير منطقية. على الاقل تفسر حالة او اثنين ولكن لا تفسر الظاهرة.
 
لنبتعد عن المثال قليلاً. تخيل لو استطاع البائع في البقالة أن يحدد سعر قنينة الماء بحسب الزبون! فلو دخل عليه زبون عطشان يموت عطشاً باعه القنينة ب 1000 ريال. ولو دخل آخر عطشان جداً والمحلات كلها مغلقة للصلاة باعه ب50. وآخر غني لا تهمه الأموال ب3 ريال. ثم الزبون العادي غير المستعجل بريال. وأخيرا, من لا يريد ماء أصلا بل دخل من أجل مالبورو أبيض وبطاقة سوا أن يغريه بأن يبيعه الماء ب0,85 هلله. عندها ستربح البقالة بجنون. صح؟ لكن لا تمتلك البقالات اجهزة لقراءة عقل الزبون. لذا لا يمكنها ان تقوم بهذا.
 
نرجع الآن لتاجرالملابس. مدير المشتريات بعد سنوات من الخبرة يعرف أن استيعاب السوق لهذه التنورة الرمادية المزركشة هو بيع 200 تنورة بسعر 220 ريال للواحدة (و تكلفه التنورة الواحدة 120 ريال مثلاً). ال200 ستباع بسهولة خلال 9 اشهر. لكنه لا يطلب200 . بل يطلب 500 قطعة!
 
يطلب 500 اولا لان التنورة تصبح ارخص و تكلفتها عليه 105 ريال بدلا من 120 . ثم يخطط تصريفها كالآتي


وصلنا للمهم. وهو حل الرسالة. لان مبيعاته في السيناريوالاول ( ببيع 200 قطعة) هي 44,000 ريال وربحه 20,000 ريال. أما مبيعاته في الثاني ( ببيع 500قطعة) هي 75,000 وربحه 23,070 ريال. ايهم افضل؟ طبعا الثاني. (اتمنى ان لا اكون اخطأت في الحساب) 
 
كما أنه حقق انتشار أوسع لمنتجه بالسوق يبيعه ب500 بدلاً من 200 "واو يابسمه!! تنورتك من فين؟ مرررره حلوة." فتجيبها "من
مانجو"
 
في الفترة الأولى (وهي عندما تعرض التنورة من غير اي تخفيض) تشتري التنانير ب220 ريال 150 بنت إما معجبة جداً بالتنورة وتحتاجها ضروري لبداية وظيفة جديد او سفر. أو بنت غنية جدا بالنسبة لمبلغ بسيط مثل 220 ريال (تذكر الزبون الذي يموت عطشاً ويشتري الماء ب1000 ريال)
 
في الفترة الثانية وعند تخفيض 25٪ تشتري 150بنت وهن اما معجبات إلى حد ما بالتنورة أو أغنياء إلى حد ما ويبحثن عن تنورة رمادي ظريفة (الرجل الذي اشترى الماء باكثر من ريال)
 
في الفترة الثالثة وعند تخفيض 55% تشتري 170 بنت. وهن متصيدات الفرص اللاتي يظلين طوال السنة لا يشترين شئ حتى ياتي موسم التخفيضات الكبرى (من يشتري الماء فقط بريال)
 
و في الفترة الأخيرة تنتقل التنانير الثلاثين الباقية لمركز او قسم ال clearness او التخفيضات النهائية. وهنا تجد السيدات الغاية في الذكاء وتجار الجملة. و اخريات يكاد يتفجر دولاب ملابسها من التنانير لكن لا يمكنها ان لا تشتري تنورة ب33 ريال وكان سعرها فوق ال200.
 
إذن, لم تقوم المحلات بعمل 70٪ ؟ حتى يتمكنوا من "تشريح" السوق. وليدفع كل زبون ليس ما تستحقة السلعة، ولكن مايمتلكه من مال، ودرجة احتياجه للسلعة (بين من يموت عطشا و من يشتري "طفاصة" بسبب السعر المغري) .
 
فاكر أول ما نزل الجوال؟ كان ب 10,000 ريال. لم؟ لنفس السبب. حتى يستخرجه من يستطيع دفع ذلك المبلغ. وعندما باعو لكل من يمكنه دفع 10,000 وانخفض الطلب نزلوا لسعر 7,500 وبعدها 3,000 وهكذا حتى وصلنا اليوم للأ سعارالتي تسمع بها لمن دخله 400 ريال في الشهر بأن يحمل جوال.
 
تشريح السوق لزبون يموت عطشا, واخر عطشان جدا, ثم من هو عطشان الى حد ما, و من هو لا يمانع بشرب الماء, واخير غير عطشان, هو سبب هذه التخفيضات.