moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

الله يرحمك يا اسامه... والله يرحمنا معاك

المدونات او الblogs ينشأها اصحابها ليفضفضوا و يكتبو عن احاسيسهم وانفسهم. اليوم ساحقق هذا الشرط في هذه الرسالة.
 
في الساعة 6:01 صباحا من ثاني ايام هذا العام الهجري الجديد كنت قد صحيت للتو من النوم. دق الجوال عندها ليخبرني اني استلمت رسالة نصية. عادة لا اراجع المسجات فور وصولها فهي غالبا اما دبنهامز يخبرني بتخفيضاته او شركة اسمها ازدهار تعلن عن دورة تجميل الخط.
 
لكن هذه المرة فتحت الرسالة مباشرة. هي من صديقي عصام وفيها " توفي اخونا اسامة فجر هذا اليوم. نسال الله ان يتغمده برحمته" اسامة صديق عزيز عرفته من الشركة التي كنت اعمل بها في السابق.
 
ياسلام على اسامة. اسامة كان sharp لا تفوته فائته بسهوله. لا في العمل ولا الحياة. كل من يعرفه سيقول عنه هذا. حضرمي اصيل. خبير في امور الصحة و كباقي الحضارم متبحر في العسل و الحبة السوداء وباقي علوم الغذاء. ذكي و مخه نضيف. ولعلها من المفارقات ان يكون مخه هذا هو الذي كتبه الله سببا لوفاته. حيث انه مات بنزيف بالدماغ.
 
في بداية العام الماضي وبعد عودته مع اسرته من مشوار تسوق و تمشية احس بصداع. تواكبت بعدها الاحداث لنفجع به وعنده نزيف في الدماغ ادخله طاولة العمليات. نجحت العملية و خرج اسامة. زرناه في بيت والده فكاننا لم نقابله و لكن قابلنا شخصا يشبهه. يالله الطف بنا. ذهبت حدة الملاحظة التي كان يتحدى بها الصقور واصبح بالكاد يتابع و يفهم من يكلمه. ذهب ذلك الصوت الاذاعي القوي و الذي كان يرج و يهز غرف الاجتماعات وسمعنا بدلا منه صوت خفيف مبحوح و رفيع. ذهب ذلك الشموخ ولم نرى سوى جسد خاوي ضعيف فيه شخص اضعف.
 
منظر لن انساه طوال حياتي. في نهاية الزيارة ونحن نودعه اخذ يتوسل الينا وهو يبكي و يجهش "ادعولي يا اخواني, الله يخليكم ادعولي يا اخواني" ونحن نقول له "طيب طيب يا اسامة" ثم يكرر السؤال بإلحاح اكبر. كانه غريق يغرق في مرضه ويريدنا ان ننتشله. ونحن في قارب لكن لا نقوى على شئ. كانه شحات يشحت منا الدعوة بدلا من الريال. اسامة الشامخ الواثق يزله و يمرمطه المرض بهذا الشكل. لكنه لم يجزع, فلم يعترض او يسخط. فقط يامل ان نساعده بدعوة صادقة.
 
تحسن اسامة بشكل كبير. لدرجة انه عاد للعمل واستعاد كثيرا من عافيته.بل ان قبل اسابيع جائتني مكالة دار فيها الحوار الاتي:
 
الاخ ياسر بكر؟
نعم؟
كيف الحال؟ معاك فؤاد من جريدة الحياة. عندنا لك عرض. اشتراك لمدة سنتين في جريدة الحياة مقابل عشرة ريالات. ايش رايك؟
10 ريال؟ معقول؟ الموضوع غريب بصراحة؟
ابدا؟ليش غريب؟ بمجرد ما تعطينا وصف البيت و رقم بطاقة الائتمان حنبدا بالتوصيل من بكرة.

 
ونحن في هذا النقاش ضحك وقال لي "اشبك ياياسر. انا اسامة. كيف تصدق انه في اشتراك جرايد سنتين ب10 ريال؟" ضحكنا كثيرا في تلك المكالمه و تعرفنا على احوال بعضنا. ولله اعلم كان للمكالمة هدف اخر بالاضافة على السلام. فلأنه شخص شامخ وصاحب عزة نفس, كان الاتصال والضحك طريقته في قول شكرا على الزيارة و الدعاء. ولعله ايضا اراد ان يؤكد لمن رأه بتلك الحالة انه قد استعاد عافيته.
 
امرين غريبين في تلك المكالمه: الاول انه اختار جريدة اسمها "الحياة" و الثاني انه عندما قال "فؤاد" ذكر اسم عائلة لزميل اخر لنا مات قبل 4 سنوات.
 
رجع له النزيف. و لم ينجو منه هذه المرة. دفناه بعد ان صلينا عليه الظهر. و خلال الاسبوع الماضي كانت كل التعليقات بيننا حول الدعاء له. وكذلك اخذ العبرة. فان ماحصل لاسامة الشاب الصحيح عبرة لنا ودعوة لنفوق ونصحوا من مغريات الدنيا. فهاهو ذهب لربه وقامت قيامته.
 
احيانا (واتحدث هنا عن نفسي قبل غيري) ننظر للحدث وكانه حصل فقط لنعتبر به. اي ان موت الشاب هو ليعتبر الثلاثين او اربعين شاب من حوله فقط. نرى سيارته تجر للحراج لتباع وملابسة تعطى للجمعيات الخيرية وعائلته وقد تأقلمت مع مرور الوقت. فنحصل على درس عملي في كيف ان هذه الدنيا الجناح بعوضة "ماحدش ماخد منها حاجة" الا اجر عمله.
 
لكن انا اليوم اجد نفسي وقد قلبت الموضوع. فوضعته هو, اسامة, في المحور بدلا منا. لعله هو افضل حالا بموته شابا وليس انا الحي. نعم, فلعله ذهب لربه قبل ان تلوثه الاموال الفتن والمناصب. او لعلنا داخلين على زمن فتن فقبض الله خاصته حتى لا يقعوا او يخوضو فيها وبقيت انا. ونسال الله انه في الصراع مع المرض خلال 1429 قد طهره المرض وطاولة العمليات من ذنوبه. اما نحن ففي 1429 فالله يستر علينا هل المحصلة بالسالب ام الموجب.
 
نعم. قلبي يتقطع على اولاده الايتام. لكن نعلم قطعا و نؤمن انه لا يفكر فيهم الان. لايشغله سوى اسئلة "من ربك؟" "من نبيك" "مادينك". ثم مقعده في الاخرة. ولسنا ارحم بأولاده من الله.
 
الله يرحمك ويغفر لك يا اسامة. والله يرحمنا معاك.

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

ماهي مشكلة الكورة و الدوري في بلدنا؟

"مشكلتنا كلها في التحكيم. ما شفت مباراة الاهلي و الشباب؟" "اكبر مشكلة رؤساء الاندية و طرق ادارتهم" "جسم اللاعب السعودي او العربي هو المصيبة" "لجان اتحاد كرة القدم" "محمد نووووووور!" "عكاظ، الرياضية و باقي الجرائد"

 

ماهي مشكلة الكورة و الدوري في بلدنا؟ (ولا اقصد هنا المنتخب. المنتخب مشكلته سهلة. كلما تهمل المنتخب على حساب الدوري يتحسن المنتخب. قاعدة غريبه لكن مثبتة).

 

احب كثيرا تعبير في اللغة الانجليزية و هو (the elephant in the room) يقال عندما تتجاهل المشكلة الواضحه و ينظر للفرعيات. كأن تدخل مجموعة لغرفة فيها "شي غلط" فيجتهدوا ويذكرو اسباب مثل "لون الستائر" "نوع الفرش" "وسع الباب" مع ان في ركن الغرفة فيل كبير! فيتجاهله الكل، و يحاولو ان يجدوا مبررات اخرى للشئ الغلط في الغرفة.

 

ماهو فيل الكرة في بلدنا؟ انه المال. مشكلة الكرة ان هذا القطاع ليس فيه مال. يعيش على صدقات الاثرياء ودعم الدولة من خلال رعاية الشباب. فميزانية اغلب فرق الدوري اقل من سعر لاعب في بشكتاش التركي او لشبونة البرتغالي. لكن بدل من ان يشار لهذا الفيل (اي المال) الذي يلعب بخرطومه هادئا في الركن، يشغل الناس نفسهم بامور لاعلاقة لها بالموضوع كالتحكيم و الرؤساء و حبيبي محمد نور. والذي يعيش معه مجانين الاتحاد امثالي اغرب علاقة حب و كره. في تسعين دقيقة لا نغضب او نفرح من احد بقدره. ادعوا لنا بالشفاء يا مشجعي باقي الفرق.

 

"لكن المال ليس كل شئ، اليوم متصدر الدوري الالماني فريق درجة رابعة ميزانيته ٤ مليون يورو. و ثاني العالم و بطل امريكا الجنوبية فريق اكوادوري ميزانيته ٦ مليون دولار"


طبعا المال هو كل شئ. ووجود استثناءات لا تنفي القاعدة. هل هي صدفة ان اقوى مسابقات اوروبا (المانيا، ايطاليا، انجلترا، اسبانيا و فرنسا) هي نفسها اقوى اقتصادات في اوروبا.

 

"قاعدتك مضروبه، لم إذن الدوري الامريكي ضعيف مع ان اقتصادهم قوي؟ في حين ان هولندا مثلا لها دوري اقوى وهي اقتصاد متوسط؟ وللارجنتين منتخب عظيم و هي اقتصاد صغير؟"


في امريكا يلعبون ويهتمون برياضات اخرى. اما الارجنتين فالرسالة عن الدوري و ليست عن المنتخبات. و اما هولندا فهي استثناء اخر. وذلك لان كلويفرت، خوليت، ريكارد، دافيدز، سيدورف، وينتر، هاسلبانك، بابل و غيرهم من الاساطير الهولندية هم من دولة في امريكا الجنوبية كانت تستعمرها هولندا. اسمها اليوم سورينام. دولة عدد سكانها من قلتهم يمكن حشرهم في حي من احياء  الرياض. من حظ هولندا ان هذا العرق من البشر في سورينام له موهبة كرة عجيبة اشبه بتلك التي في حواري ريو ديجانيرو و ضفاف الامازون.

 

انه المال، كما اشار له الاسطوره الحسن اليامي الاسبوع الماضي وهو يضطر ان يشحت على الهواء من اجل فريقه نجران. فعندما فاز الاتحاد والهلال على الوطني و نجران بالسبعة لم يكن فوز ١١ رجل على ١١ رجل. بل فوز ملايين الريالات على القروش.

 

هو المال. فكر في الموضوع. في السعودية تستطيع ان تحصل على غرفة فندق او طبق دجاج ينافس (او على الاقل يقارن) بتلك التي في اوروبا. لكن دورينا لا يقارن بالدوري الاوروبي. نحن تقريبا نلعب لعبة اخرى من شدة الاختلاف. عندما اتنقل عند المشاهدة بين مباراة محليه واخرى اوروبية في نفس الوقت يأتيني صداع نصفي. 

 

السبب هو ان الجانب الاقتصادي غائب في الكرة. تخيل لو ان الفنادق تمتلكها و تديرها وزارة السياحة و المطاعم وزارة التجارة. تخيل مستوى الجونيور سويت او التشيزبرغر وقتها. ليس فقط عندنا بل في اي بلد في العالم. فلو اردت مخدة اضافية مثلا تقدم طلب مع صورة شمسية قبل تاريخ وصولك للفندق ب٢١ يوم. مبالغة؟ لا اعتقد.

 

انتهت الرسالة و تحليل الظاهرة. و استأذن مهوسين الكرة قليلا لأخذ رأيهم فيما هو الحل للموضوع.

 

تعرض الاندية للبيع و تخصخص فورا. وتقدم رعاية الشباب مواصفات لمن يرغب في الشراء. من لا يجد زبون يبقى على حاله حتى يأتيه زبون او تقم رعاية الشباب بعمل تخفيضات. مالذي سيحدث؟ شركة او جهه (ارامكو مثلا) تشتري نادي (النهضة مثلا) لان هذا يحقق لارامكو العديد من الاهداف الاقتصادية (كالدخل و الربح) الاستراتيجية (كتوسيع دائرة الاستثمار) و الاجتماعية (كخدمة المجتمع من خلال التكاتف مع رعاية الشباب و المساهمة في نهضة المنطقة الشرقية). تعين ارامكو مدير للنادي ولعله مدير مرموق في اداره المرافق في ارامكو او اداري رياضي بريطاني. وتوفر له ميزانية "متواضعة جدا" بالنسبة لاستثمارات ارامكو قدرها ٣٠٠مليون ريال فقط! . صعبة على ارامكو؟ هل سيكون اصعب من ادارة و بناء مدن و جامعات؟ هذا ما يفعلوة الان.


وهكذا، اذا لم تعجبك ارامكو فأعد المثال باستخدام جهات اخرى (بنك الراجحي، الامير الوليد، اتحاد وكالات السيارات اليابانية،.......)

 

عند الاحتراف في أي مجال (رياضة او تجاره او صناعة)، اذا اهمل الجانب الاقتصادي مقابل الجودة يتدمر و ينهار هذا المجال. فلو جاء مدير مصنع شامبو وقدم للسوق افضل شامبو. لكن المصنع من خسارة ماديه لخسارة كل سنه. عندها يعتبر مدير فاشل. نفس الشئ لو فاز نادي بكل البطولات لكن في الميزانية عجز.

الأحد، 21 ديسمبر 2008

لماذا اغلب الاغاني الاسلامية هي عن محبة الرسول صلى الله عليه و سلم؟

افتح قناة المحور صباح الجمعة او في رمضان مثلا. او حتى غيرها من القنوات التي تعرض اغاني ولها فترات او مواسم دينية. الم تلاحظ ان الاغلبية الكاسحة من الاناشيد او الاغاني الاسلامية موضوعها الرسول صلى الله عليه و سلم و محبته. لماذا؟
 
هذا الامر يتجلى تحديدا في الاغاني الاسلامية التي تحقق شهرة (ايهاب توفيق، محمد المازم، عبد الرحمن محمد، حمادة هلال....). و لكنه لا يتجلى بنفس الدرجة في الاناشيد الاسلامية التي يهتم بها و يتابعها شريحة ضيقة من الملتزمين دينيا (ابو خاطر, الشيخ العفاسي,....). فهؤلاء ينوعوا أكثر في مواضيعهم (بين الله سبحانه و تعالى وتوحيده والعبادات والاخلاق المختلفة والصحابة)
 
"هادا شغل مصارية. هم يحبون هذه الاشياء" لو هذا رأيك فحدد لو سمحت. اذا تقصد ب"شغل مصارية" محبة الرسول صلى الله عليه و سلم فيابخت المصريين و ياخسارتك. اما لو قصدت ب "شغل مصاريه" ان المصريين يتغنون بكل شئ (حتى العنب) فهذا بالضبط يدعم نقتطي. وهي لماذا إذن في الغناء الديني التركيز هو حول الرسول صلى الله عليه و سلم و محبته ولم يغطي مختلف نواحي الدين؟
 
هل السبب ان الرسول صلى الله عليه و سلم كانت حوله قضية الساعة (قضية الرسومات و الدنمارك)؟ اذن لم لا يحدث هذا مع القضايا الاخرى في العالم الاسلامي التي تصبح قضية الساعة؟
 
هل السبب هو ان اقصر الطرق لمحبة الله هو محبة الرسول صلى الله عليه و سلم؟ فتهدف هذه الاغاني لزرع محبة الرسول في قلب المسلم حتى يزداد قربة من الله و شرعه؟ إن هذا التفسير يفترض أن هناك تخطيط و اهداف خلف هذه الاغاني وهذا غير صحيح. ان هذه الاغاني هي جهود شخصية مباركة ومشكورة لكن مفتتة. ليست ضمن استراتيجيه نهضة اسلامية. هذه الاغاني تخرج من خاطرة تأتي المؤلف او المنتج او المغني. إما لتعاطفه مع الدين ( ازدياد تدينه في رمضان، مشاهدة حلقة من على خطى الحبيب لعمرو خالد مؤثرة، زيارة المدينة والحرم المكي) او لموقف استفزه (الرسومات). فيتصل بمن حوله و يقول "ايش رايك نعمل حاجه عن الرسول صلى الله عليه و سلم تكسر الدنيا؟"
 
"يامصطفى يا امام العالمين، الا حبيب الله، محمد نبينا، صلوا على خير الانام، السلام عليك يا طه يا حبيبي، نسيم هبت علينا". لماذا؟ لماذا اغلب الاغاني الاسلامية هي عن محبة الرسول صلى الله عليه و سلم؟ الحل هو في كلمة"حب".
 
اذاسألتك "هل تصلي؟" فلا يمكن ان تتخيل اني اقصد غير الفروض الخمسة و ركعاتها ال١٧. لا يمكن ان تتخيل اني اقصد الصلاة بمعنى الدعاء مثلا. او الصلاة كما في الافلام المدبلجة "سأصلي لك يا هيروشي" ثم يتربع البطل في جلسة محاطة بالشموع و يتامل. وكذلك الحال لو سألتك عن اي افعال دينية اخرى (حج، صيام، زكاة،...).
 
لكن لو سألت احدا "هل تحب الرسول؟" فكلمة حب هنا لن يعاملها على انها فعل كباقي الافعال الدينية و لكن سينظرلها من مفهوم الحب العام. اي الحب البرئ (كحب الام، او الاولاد، او حتى حب الشكولاته او حب النادي الاهلي). وكذلك الحب، كما لعله زرع في الاذهان من افلام سعاد حسني، Farrah Fawcett, منى زكي و Jessica Alba (لاحظ مراعاتي لكل الاذواق و الاجيال).
 
ما دليلي على هذا الادعاء الوقح. وارجوا ان اوضح (قبل ان يفور دمك العربي ) اني لا اشبه بين حب الرسول و حب ممثلات. لا تتخيل امور. استمر في القراءه.
 
لو سألت اغلب الناس عن اي فعل ديني مثل "هل تصلي جماعه في المسجد؟" "هل تتصدق؟" "هل تدعو؟" "هل تستغفر؟"..... فستكون الاجابات متنوعية بين "نعم"، "الحمد الله"،" احاول بقد المستطاع"،" ليس كما اتمنى لكن ادعيلي"، "لا ولله انا مقصر" وهكذا. الا اجابة السؤال عن حب الرسول. جربها. اسأل عشرة. كلهم سيقولون لك اجابة واحدة. و هي كلمه "طبعا!!". تقال "طبعا!!" بمنتهى الثقة وبدون تفكير او تردد. هذا دليل ان مفهوم حب الرسول هو من المنطلق العاطفي و ليس الفعل و الاعتقاد. والا لتلكأ الاغلبية كما تلكأ سيدنا عمر وطلب مهلة للتفكير عندما سأله الرسول صلى الله عليه و سلم.
 
لماذا اغلب الاغاني الاسلامية هي عن محبة الرسول صلى الله عليه و سلم؟ لانها تغني عن الحب العاطفي. وهو غير ملموس و لا يفترض اي افعال او اقوال من المغني او المؤلف او المنتج.
 
لو غنى مغني عن صلاة الجماعة مثلا. ثم كان نادرا ما يصلي في المساجد. سيوصف بالمنافق. لذا فغناء المغني عن اي فعل ديني يعتبر توريطة. لانه هنا يجب ان يلتزم بهذا الفعل امام الجمهور. اما محبة الرسول صلى الله عليه و سلم. و لأن الرأي العام لا يربطها بأفعال فيستطيع ان يتغنى بها اي احد. لأنه حتى لو شوهد بعدها في اسوء الصور لن ينفي هذا عنه محبة الرسول. لان الرأي العام يختصرها على انها محبة عاطفية في القلب.
 
لذا، يستطيع اي احد ان يقول انه يحب الرسول صلى الله عليه و سلم، سواء كان ملتزم بأفعال الدين او لا، سواء كان متبع للسنه او لا. فبالتالي يمكن الغناء عن ذلك ايضا.
 
انتهت الرسالة.
 
اتطلع للتعليقات. و اتمني انها لا تكون بأراء فقهية في احكام المعازف. او هجوم على المغنيين. او دفاع عنهم من منطلق ان هذه هي المحبة الحقيقية للرسول. او الرد من خلفية اعتقاد (او عداء) لفكر سلفي او شيعي او صوفي. او من خلفية ان جنسيات معينه هي مع او ضد هذه الامور, او هجوم وتهجم بان هذا الغناء يدل على حب زائف و غير شرعي. لتترك الهجوم و النصح لباقي الانترنت.
 
اتمنى (وكل شخص حر فيما يكتب طبعا) ان تكون التعليقات في اطار تحليل الظاهرة. لا تستغل موقعي لتفضفض او تنصح او تتهجم فيه. ارجوك. الم تطفش من هذه الامور؟ علق كما تشاء. لكن ستكون موضوعيا لو علقت مجيبا على السؤال او الرسالة؟

الجمعة، 12 ديسمبر 2008

لماذا تشيليز لا يقدم معسل و للعائلات فقط ليلة الخميس؟

"الاولى سهلة. مايقدر يقدم معسل لأن الخواجا حيخرب بيت الوكيل لو غير حرف في المنيو. هادا فرانشايز مو لعب. ما يقدر اي فرع في العالم يضيف اشياء للقائمة من رأسه"

 
لعل هذا الكلام صحيح. مع ان المعسل قد لا يعد تغيير على القائمة خصوصا لو قدم في حديقة المطعم وبشكل منفصل. ويستطيع الوكيل ان يقنع الشركة الام بانه من المهم تقديم المعسل لانه من دعائم الترفيه الاجتماعي. 
 
على فكرة. تم افتتاح فرع لسلسة مطاعم عالمية في جدة قبل شهرين. بل و يتخصص في الاكل الصحي. لا تتخيل مفاجئتي عندما وجدته يقدم ارجيلة! اكيد معسل low fat. واذا لم تخونني الذاكرة ف TGI Fridays في بيروت رايته يقدم معسل. بصراحة لست متاكد.
 
انسى تشيليز. أنا استخدمته لأنك غالبا تعرفه من تواجده الواسع في الخليج، الشام و مصر كما أعتقد. استبدله في عقلك الباطن بأي مطعم مشهور وعليه اقبال و زحام شديد طوال السنة (اقول مطعم و ليس مقهى).
 
"ياياسر الموضوع له علاقة بمبادئ صاحب المطعم الدينية و الاجتماعية. لذا ترفض بعض المطاعم تقديم المعسل لأنه حرام او عيب. ولا يستقبلون الشباب عند الزحام حتى تاخذ العوائل راحتها". طبعا من لا يريد تقديم معسل لاعتبارات دينية او صحية لن يقدمه. لكن هذا تفسير غير دقيق (او نصف دقيق) لان ملاك بعض المطاعم التي لا و لن تقدم المعسل يمتلكون مقاهي يقدمون فيها معسل. فهذا ينفي هذه النظرية. اما رغبتهم ان لا تنزعج العوائل فهو تفسير مرفوض ايضا. لانه لو كان صحيحا فلم يسمحون للعوائل ان ينزعجوا باقي الاسبوع؟ لو كان هذا التفسير صحيح لكانت هذه المطاعم للعوائل فقط طوال الوقت و كل الايام. المعاكسة و ازعاج العوائل لا يختلف باختلاف الزحام او أيام الاسبوع.
  
اذن لماذا؟ لماذا المطاعم ذات الشعبية الرهيبة والزحام الشديد لا تقدم معسل وتصبح للعائلات فقط في الweekend و الاعياد(هذه ظاهرة خاصة بمطاعم المملكة)؟
 
في كل تجارة هناك وحدة قياس. وحدة قياس يستطيع المدير او المالك ان يقدر من خلالها كيف ستكون "الغلة" في نهاية اليوم قبل احتسابها من الصندوق. حاجة سريعة على الماشي تعطيه فكرة بدون دوشة او انتظار جرد نهاية اليوم. في السوبرماركت هي مثلا عدد الكاشيرات التي تعمل. في الملاهي هي طول الطابور على الالعاب. في عيادة الاطفال هي درجة الازعاج من بكاء الاطفال. و في المدرسة هي عدد الطلاب او الرؤس في المبنى (كان في فصلي ابن اخ صاحب المدرسة. كنا نستفزه بان عمة لو ذهب ليشتري سيارة مثلا وقال له البائع "هذه السيارة ب100الف ريال" فسيقول له "ما افهم بالريال، كم طالب، او رأس، تكلف السيارة؟" فيخبرة البائع ان ثمن السيارة 8 طلاب و نصف. ولوسأله احد بكم التلفزيون الجديد يقول نصف طالب. كم كنا قاسين و قليلين ادب ايام المدرسة.)
 
ما وحدة القياس هذه في عالم المطاعم؟ هي عدد الطاولات التي تم و يتم خدمتها. ليس عدد الزبائن، ليس عدد الاطباق، بل عدد الطاولات. لهذا الفواتير تصدر للطاولة و ليس للافراد. و لهذا الجرسون تحدد منطقة خدمته بعدد الطاولات و ليس الزبائن.
 
لذا مسؤلية مدير او مالك المطعم الذي عليه اقبال رهيب وزحام شديد يشغل كل الطاولات هي ان يتاكد من امرين:
 
1. ان يشغل كل طاولة باكبر عدد ممكن من الناس: طاولات المطاعم اغلبها تتسع ل4 او 6 اشخاص. لكن الافراد او الشباب من مرتادي المطاعم يكون معدل حجم مجموعاتهم شخص او 2 او 3. اما العوائل فمعدلهم 4 او 5 او 6. لذا، لو كان قسم العوائل full وهناك المزيد من العوائل في الخارج فسيحول مدير المطعم الذكي قسم الافراد لعوائل. بهذا يحقق دخل اعلى. لانه لو كان في قسم الافراد 20 طاولة مثلا فستجد فيها 40 زبون افراد او شباب. لكن اكثر من 80 لو كانوا عوائل. كما ان العوائل يذهبون للمطاعم للاحتفال مرة او مرتين في الشهر فيطلبون مقبلات و حلى. الافراد يذهبون لانهم جائعون. و لانهم ياكلون من المطاعم دائما فيكونوا اكثر تحفظ في الطلبات. يربح بهذا المطعم اكثر عندما يحول قسم الشباب لعوائل.
 
2. ان يحصل من كل فرد على اقصى دخل او مبلغ: مهما كان سعر المعسل مرتفع فلا يصل لسعر وجبة. واغلب الناس يذهبون لمكان اما لشرب المعسل او تناول الطعام. قلة من يطلبون معسل مع الاكل لان هذا يتطلب وقت و مال كثير. لذا عندما لا يقدم المعسل هو يضمن ان الفاتورة من كل طاولة ستكون ممتلئة باللحم و السمك و ليس معسل عنب و red bull
 
باختصار. شعبية المطعم و شعبية اكله بين الناس هي اهم محدد لتقرير ادارة المطعم حيال تقديم المعسل و تحويل قسم الافراد لعوائل عند الزحام.
 
لهذه الرسالة استنتاجين بناء على التفسير المقترح:
 
-لو وجدت مطعم (ليس مقهى او cafe) يقدم معسل فاعلم بانه لا يستطيع ان يملئ المطعم بالزبائن بجودة اكله فقط. و احتمالية ان اكله ضعيف مرتفعة.
 
-لو وجدت مطعم لا يقدم معسل. وهذا المطعم لا يعد جديدا (له اكثر من سنتين او ثلاث) فاحتمالية ان اكله جيد مرتفعة.
 
هل يعني هذا ان المطاعم التي تقدم معسل اكلها مضروب؟ لا، ليس بالضرورة. لكن تأكد من انه لو لم يقدم معسل لوجدته يهش الذباب. لأنه لا يستطيع او لم يستطع جذب الناس معتمدا فقط على الاكل و جودته.

الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

لماذا انصحك ان تستثمر في هذه الدولة العربية؟

تفكر في مشاريع؟ مشاريع لعلك ستحتاج لان تعمل فيها و تتعاون على مستوى دولي؟ كأن تستورد بضائع وتبيعها كتاجر؟ او العكس. تريد عمل منتج او عمل خدمة وتقديمها لخارج البلد؟او ان يكون مشروعك on-line يمكنك ان تقدمه من اي مكان لاي مكان؟
  
لعلك تريد فقط ان تقوم بمشاريع في دول اخرى و خلاص. فتفكر دائما في ان تفتح محل في دبي او القاهرة لانك تحبها. عذر يدفعك للزيارة كل شهرين. او تفكري في ان تقيمي مشغل نسائي في اليمن او ليبيا لتساعدي الفقراء خارج بلدك.
 
تعليق متاكد انه سيكتب فساكتبه انا "ليش يعني تبغى الناس يستثمروا برة البلد؟" انا لا اريد ذلك. انا اوجه هذه الرسالة لمن يفكر اصلا في الموضوع. و يريد ان يستثمر او ان يقوم بعمل شئ خارج البلد في دولة عربية و لا يعرف اين يذهب.
 
اذا افلحت في ان تصل لبلد قبيل فورانها و ركبت موجه النهضة فيها فان عوائدك ستكون ضخمة جدا. استفاد كثيرا من تنبأ بثورة الصين الصناعية و الهند التقنية في اواسط التسعينيات. كان الامريكان و شركاتهم اول من فعل ذلك. و اليوم الكل في اوروبا يراهن على بولندا. ومثال محلي هو السياحة في ماليزيا.
 
اذن، ماهي الدولة العربية التي اتوقع انه سيكون لها شأن. ومن وضع له بصمة فيها اليوم فقد يحصل على مردود ممتاز خلال السنوات ال٥-٧ القادمة؟ لكن قبل ذلك دعني اخبر عن دول قد تتبادر لذهنك:
 
الامارات (دبي): كل سنة و انت طيب. قطار الامارات قد فات من زمان. اليوم الامارات "للكبار فقط" ولو كان عندك مبلغ تريد ان تستثمره هناك فافضل ما تفعله به هو ان تصرفه في اجازة هناك.
 
قطر: "اسرع اقتصاد نموا في العالم" او على الاقل هذا ما تقوله الدعاية في CNN. مشكلة قطر الحجم الصغير. تاجر ادوية اعرفه كان يريد توسيع اعماله. فاقترح عليه احدنا قطر فقال "قطر فيها 49 صيدلية. ماتجيب حق التذكرة!". حي الصفا في جدة يمكن ان فيه 49 صيدلية نهدي (اللهم لا حسد). حتى لو اخترتها كمقر فقط فليست فكرة جيدة. لانه لو سيكون كل الموظفين و عملائك يحملون الجنسية الهندية فافتح في الهند. اوفر و افضل.
 
مصر: "بلد المية مليون" كما يقول اللمبي (و الادق 80مليون و شوية). مشكلة مصر، او مصيبة مصر الحبيبة، ان الفقر ينهش في ام الدنيا. عز و فخر مصر عبر العقود الماضية كانت الطبقة الوسطي من المصريين. هذه الطبقة وقود مصر و سرها وبركتها. اليوم تتفتت هذه الطبقة و اصبحت مصر اكثر و اكثر متشكلة من فقراء و اغنياء. وهي فئتين لا تفيد المجتمع احيانا و يعدون عالة عليه (ياخذون اكثر مما يعطو).
 
لبنان و سوريا: لولا المشاكل السياسية لكان هناك كلام اخر. لا يمكن الاستثمار بدون امان.
 
السودان: هل تعلم ان السودان هي اخصب ارض في العالم؟ احد التجار يحلف انه يربح من السودان مالا يربحه تاجر المخدرات.فيها زراعة، تجارة، تعليم، طب وكل المجالات الاخرى. لكن لها نفس مشكلة سوريا و لبنان. طالما هناك مشاكل فلن يكون هناك استقرار يقدم لك بيئة استثمارية آمنة.
 
اذن ماهي الدولة العربية التي اذا استثمرت فيها اليوم قد تحقق عوائد ممتازة غدا. الحقيقة هي ان الصورة قاتمة. لكن هناك دولة واحدة ينبثق منها نور استثماري. الاردن.
 
انا لا اعرف الكثير عن الاردن. مر عليّ اصدقاء و زملاء اردنين. و تقريبا كل مدرس لغة عربية مر عليّ كان اردني. عدا ذلك فلم ازر الاردن قط او كان لي بها علاقة.
 
اذن لماذا الاردن؟ السبب الرئيسي هو عدم وجود اختيارات اخرى مما سبق. تستطيع ان تقول افضل السيئين. لكن للاردن مستقبل اكثر اشراقا من غيرها للاسباب التالية:
 
1. استقرار سياسي رهيب: على مدى ال٨٠ سنه الماضية حكم الاردن ٣ اشخاص. الملك عبدالله الحالي. قبله ابوه و قبله جده. و الثلاثة استمرار لنفس الفكر. و هو فكر يوصف بالمتوازن. يضع مصلحة الدولة و الشعب فوق كل شئ.
 
2. انفتاح: ان الثلاثة ملوك كانوا منفتحين على العالم. علاقتهم بدول العالم جيدة. اتقانهم للغات و الكاريزما التي يظهرونها مع العالم في الاعلام تجعلهم محل الاعجاب و التعاطف. حتى الملكات والاميرات يضفن لهذه الكاريزما الكثير و يجعلن الاردن اقرب للعالم. سواء الملكة نور زوجة الملك حسين الراحل او الملكة رانيا زوجة الملك عبدالله الحالي (قناتها علىyoutube مثيرة للاهتمام. بصراحة وجدت الفيديوهات مسلية و مفيدة http://www.youtube.com/QueenRania ). و هناك الاميرة هيا زوجة الشيخ محمد بن راشد وبطلة الفروسية العالمية و رئيسة اتحاد الرياضة.
 
3. الاردن متفوقه في التعليم: اهم سبب. التعليم وحده هو افضل ما ينبئك عن مستقبل اي بلد. اليابان و كوريا اكبر الادلة على هذه النظرية.
 
4. الاردنين يمتلكون الكثير من المغتربين: يتميز مغتربين الاردن بثلاث مزايا لا تجتمع بهذه الدرجة في مغتربي الدول العربية الاخرى:
أ. نسبة كبيرة يعملون في مجالات تقنية وتشغيلية عاليه. وكذلك في مجالات تجارية وقطاعات خدمية. وليسوا عمالة غير مهارية.
ب.نسبة كبيرة يشغلون مناصب كبيرة و حساسة في شركات عربية مميزة. بالذات في التسويق و تقنية المعلومات.
ج. مغترب الاردن مستمر بالتواصل والاتصال مع الاردن. اغلبهم من اهدافهم الاساسية بناء و تملك بيت في الاردن. وكلهم يفضل الاستثمار ان توفر له المال في الاردن.
 
5. تقارب ثقافي و اجتماعي كبير جدا بيننا في السعودية و بين الاردن. هناك البداوة و الانفه العربية التي يتشاركون معنا فيها (بعيوبها و مزاياها).وبالرغم من خروج مسوقين و باعة عمالقة من الاردن الا انهم اقل اهل الشام شهرة ب"اللسان الحلو" وهذا امر جيد اذا كنت (sorry في الكلمة) ساذج. يحميك من الوقوع في المطبات و يجعل العمل على المكشوف.
 
كيف ستكون نهضة الاردن هذه؟ لا اتوقعها صناعية كالصين. ولا عقارية كالامارات. لكن لعلها ستكون خدمية كالهند في قطاعات الاتصالات, التقنية, الانترنت ومختلف الخدمات. والمتابع سيجد ان بوادرها قوية (ارامكس، اتحاد الاتصالات، مكتوب، bayt.com موقع التوظيف.....)
 
تذكر هذه الرساله بعد 5 سنوات من اليوم اما لتشكرني على هذه النصيحة التي بحثت فيها و اخترت ان تعمل بها. او لتتفلسف على من تعرف قائلا لهم انك كنت تتوقع طفرة الاردن قبل حدوثها.
 
بالنسبة لك. هل تتفق؟ و ماهي الدولة العربية التي تتوقع لها مستقبل باهر(انشاء الله كلهم طبعا)؟ انت حر ان تعلق بما تشاء لكن لو استطعت ان تضع التعليقات العنصرية جانبا فافعل. الموضوع استثماري و ليس اكثر.

السبت، 29 نوفمبر 2008

رسائل ستغير حياتك. الجزء الثالث: اكسب الرضا من...

في رسالة سابقة قلت لك إني سأعرض لك نصائح ستغير حياتك. و كانت الاولى مع العدو outlook و كيف انه و الايميل عموما يتسببان لك بضياع وقتك. و انهم يغتصبون يومك و يدمروا خططك.
 
وكانت الثانية عن الوقت. و كيف يمكنك زيادة الساعات و الفاعلية في يومك من خلال مفتاح النوم. فكمية النوم، توقيته و جودته تفتح لك آفاق جديدة في حياتك.
 
ثم ذكرت لك بعض النصائح بخصوص الموضوعين.
 
اما اليوم، فساقدم لك الرسالة الثالثة التي ستغير حياتك. هي خاصة بالموظف اكثر من غيره. لكن بتحوير بسيط يمكنك ان تستفيد منها حتى لو لم تكن تعمل.
 
قد تكون هذه النصيحة هي القطعة المفقودة من ال puzzle. فانت تعمل، تجتهد، تنتج و تتميز في عملك لكن "مكانك سر". بل و لعلك تمتلك واسطة مش بطالة. لكن مع هذا فلعلك تحت تهديد و ضغط مزعج. ينغص عليك حياتك و يجعلك في تعاسة و كأبة.
 
اريدك الان ان تتوقف عن البكاء و ان تمسح دموعك بعد ان جعلتك تصعب عليك نفسك. لانه مقارنة بالنصائح السابقة هذه اسهلهم .لن تحتاج منك سوى ان تغير المنظور او perspective الخاص بك.
 
هذه النصيحة هي ان تحصل على رضا عمك. و لا اعني هنا اخوا الوالد! بل اعني رئيسك
 
"انا يا باشا لست مثلك. انا مالي عم، انا عندي رئيس في العمل زي زيه، هو موظف و انا موظف، كلنا بنشتغل عند ملاك الشركة او الحكومة"
 
اذا كنت اجبت بهذه الاجابة او مثلها فقد تكون مخطئ بنسبة ٩٩،٩٪. و ذلك لانه هناك احتمال ٩٩،٩٪ انه لا توجد شركة تمكنك من ان يكون هذا وضعك.
 
حتى تعتبر نفسك انت و عمك (آسف، قصدي انت و رئيسك) سواسية من هذه الناحية، يجب ان يكون المكان الذي تعمل به يدار بنظام في غاية التطور. نظام فيه قوة و مصداقية من ناحية ادارة الموارد البشرية بشكل متناهي. نظام ينظر في العمل الذي تقدمة بشكل كامل شامل و يقيمة تقييم في منتهى الدقة. هذا التقييم يكون بعيد تماما عن العواطف و الاحاسيس. و من هنا تأتي صعوبة ان لا يكون لك عم. لان ٩٩،٩٪ من الشركات و الجهات لا تمتلك نظام كهذا. ولا حتى قريبا منه. فهي عندما تريد تقيمك تلجاء لرأي رئسيك فيك بشكل كبير. لكن رايه عاطفي (او رضاه عنك). و يدخل الرضا من هذا المدخل في المعادلة.
 
ليس بالضرورة ان يكون عمك هو رئيسك المباشر. في بعض الشركات (غالبا المؤسسات المتوسطة) يكون المدير العام هو عم الكل. فبالرغم من ان ال Organizational chart يقول ان مديرك هو مدير عام المبيعات مثلا. لكن تعاملك مع المدير العام هو بشكل دائم و مباشر. في هذه الحالة المدير العام هو عمك و عمه.
 
ماذا يريد منك عمك؟
 
هل يريد منك ان تبذل جهد كبير؟ مؤكد ان اي رئيس يستأنس ان يرى موظفين ادارته منهمكين في العمل و غارقين فيه. فهي علامة تعطيه شئ من الطمأنينة ان يرى موظفه مجتهدا امامه. بل و لعل هذا ما تسمعه منه فهو دائما يقول عبارات مثل "ابغاك تشد حيلك" و
"lets give this project 110% of effort "
و غيرها من جمل التشجيع. لكن ليس جهدك اهم ما يريده منك رئسيك. لانه من الممكن ان تقوم بجهد كبير لكنه لا يساهم في تحقيق اهم اهداف المؤسسة. عندها قد يتحول كل جهدك لاصفار على الشمال. و تلغيه جملة نكران مثل "كل اللي انت عملته كان على الفاضي"
 
هل يريد منك ان تكون ذكيا و "مفتح"؟ الذكاء ينبئ المدير و المنشأة ان لك مستقبل باهر. لكن الرئيس قد يخاف من مرؤسه الذكي. فهو يشكل خطر على عرشه. حتى لو كان المدير يمتلك ثقة عاليه بالنفس فان الذكاء و اظهارك الدائم له قد يجعله يفقد الثقة فيك. لان الذكاء يرتبط كثيرا بالدهاء و الخداع عند صاحبه.
 
ماذا يريد منك عمك؟ عمك يريد منك شئ رئيسي. غالبا لن يقوله او يعترف به. بل و لعله لا يعرفه. عمك يريدك ان تريحه.
 
العمل مشاكل. احيانا طارئة صغيرة و احيانا استراتيجية كبيرة. في النهاية كلها مشاكل (problems, issues, challenges,..) لن يريح عمك و يجعلك تحصل على رضاه شئ اكثر من سعيك لحل مشاكلة.
 
عمك:يا سعيد. المالية يقولوا ان تقريرنا ناقص. بالله حللي هذا الموضوع الله يخليك. انا طفشت و ماني فاضي لهم.
انت: ابشر يا ابو نورة، خلاص انسى الموضوع.
 
ان سماع رئيسك لهذه الكلمات (لو كان يثق فيك) يسعد قلبه اكثر من سماعه لهيفاء وهبي وهي تقول له "شو مهضوم انت يا ابو نورة". ولو اكملت القصة بانك بالفعل حللت الموضوع و اخبرته مثلا بعد يومين "حلينا موضوع التقرير مع المالية، اليوم العصر يجيك موافقتهم عليه" فانت هنا قد ابدعت. هو غالبا حتى لا يريد ان يعرف كيف حللت الموضوع. انشالله لو انك حللت الموضوع بوضع سم في اكل مدير المالية. المهم انك حللت له مشكله.
 
اما لو كنت من النوع الذي يقول "اعفيني يا ابو نورة هادولي الماليه. جننوني انا كمان. ما يعجبهم شئ. ما تشوفهم انت احسن؟" و عندما يجبرك ابو نورة ان تمسك بالموضوع، تاتيه بدلا من ان تكون حللت الموضوع بانك اخبرته عن مشكلتين جديدتين. اصبحت الان ثلاثة مشاكل. و عقل ابو نورة الاواعي ربطها بصورة حضرتك.
 
قد يكون اكثر ما يفيدك هو ان تكون حلال للمشاكل التي تزعج مديرك بدلا من المثير لها.
 
لعلك الان تقول "بس انا رئيسي شخص غريب. هو ليس من البشر. لا يعجبه العجب. ارضائه مستحيل وهو عقبة في طريق كل اهدافي و طموحاتي المشروعة، عملت كل شئ حتى غلبت" اذا كنت بالفعل استنزفت كل ما يمكن فعلة (وهناك الكثير الذي يمكن فعله على فكرة) فعندها فكر بان تنتقل من تحته لقسم او مكان اخر. كما انه يمكنك ان تستخدم ما تبقى من السم الذي وضعته في اكل مدير المالية.
 
ملاحظة اخيرة: هذه النصيحة تفيدك بالخصوص لو كنت سيدة. فقد لاحظت ان النساء يفتقدون لهذه المهارة بشكل كبير(سواء كان لها رئيس او رئيسة، عم او عمة). بعضهن يخفن من التهمة بالدلع و اخضاع القول لو كان لها رئيس رجل. او انهن حساسين من ناحية ان الرجل ينظر للسيدة في العمل على انها ضعيفة. فيتحولن لوحش مزعج ليس عملي او ايجابي للكل بمافيهم مدير الادارة. و بعضهن يتفرغن للغيرة (لامؤاخذة شغل النسوان) لو كان لها رئيسة. خصوصا لو كان العمل ليس اكل عيش و لكن لاثبات الذات و التسلية في المقام الاول.
 
عموما. والكلام للرجال و النساء. الموضوع ليس نفاق او استغلال او لعب خبيث. وليس بيع مبادئ و اخلاق. احيانا نحب الدراما و تكبير الامور. الموضوع ببساطة هو ان تحدد هموم مديرك الادارية الرئيسية ثم ان تجعل هدفك ان تزيحها له. و مبروك ال bounce او الترقية مقدما. January ومافيه من تقييم اداء على الابواب.

الأحد، 23 نوفمبر 2008

لماذا ليس لدي تفائل كبير نحو المبتعثين

قبل الخوض في الرسالة دعني اوضح لك أنه لدي مشاعر غيرة و غبطة شديدة نحو المبتعثين. فرصة نادرة قررت تفويتها. بالرغم من أني أحب القراءة و تطوير الذات و أنا و زوجتي نحب السفر. ولكني وجدت البلد في السنوات الثلاث الماضية تعيش طفرة وظيفية و استثمارية رهيبة تشبه تلك التي كانت في السبعينات و لم ندركها. إن انتعاش سوق الوظائف و الأسواق كلها بشكل عام كان رهيب. لذا أردت أن أكون موجوداً في البلد أثناء حدوث هذه الطفرة. ولم أكن متاكداً إذا كان هذا الانتعاش سيستمر طويلاً وسينتظر عو دتي. بل لعله انتهى (نتمنى عكس ذلك طبعا).
 
ندمان أني فرطت في الابتعاث؟ أبدا. غيران؟ جداً.
 
بعد هذه المقدمة التي ليس لها علاقة بالموضوع لندخل فيه. الأفراد الذين ذهبوا للابتعاث سيستفيدوا كثيراً جداً على المستوى الشخصي. يا بختهم على العلم و توسيع المدارك الذي يمكنهم أن يحصلوا عليه. بالاضافة للسفر و فوائده العظيمة. 
 
الكثير يراهنون على أن المبتعثين هؤلاء سيقودون نهضة البلاد.
 
للأسف, لا اتفق إلى حد ما مع هذا التحليل الأخير و لا أعتقد أن البلد ستستفيد كثيراً من هذا الاستثمار. على الأقل لن تستفيد الفائدة التي تتوقعها عندما تبتعث  ما وصل الآن الى 40 ألف شاب و شابة لأحسن جامعات العالم. اذا اردت ان اكون صادق معك فاستطيع ان اقول انني اتوقع ان الفائدة ستكون تكاد لا تذكر. الأسباب:
 
1. Déjà vu: ليست أول مرة يكون هناك طفرة ابتعاث. حصلت في السبعينات و الثمانينيات. رجع ابائنا و أعمامنا بشهادات أشكال وألوان. كان مردودهم على البلد ضعيف ولا يتمشى و نسبتهم. نحب اباأنا و أعمامنا. لكنهم لم يفعلوا الكثير خلال الثلاثين سنة الماضية. بعضهم لم يستطع التكيف مع المجتمع و يطبق فيه ما تعلم فتقوقع على نفسة. و بعضهم عمل delete حتى يتعايش. و التعامل معه لا ينبئك أبدا أنه عاش في امريكا 11 سنه. حتى الانجليزي نسيه.
  
2. الارقام لا تبشر بخير: احصائية اخبرني بها من اثق فيه قبل أشهر بسيطة هي أن من دفعة الابتعاث الأولى التي رحلت قبل أربع سنوات و التي فيها ما لا يقل عن 3 الآف طالب ماجستير لم يتخرج منها سوى 40 بني آدم. يعني 1%! حتى لو كان الرقم النهائي 400. تظل نسبة مرعبة. البقية اما طردوا وعادو او أنهم لازالو يدرسون الانجليزي.
  
3. من الذي ذهب؟و لماذا ذهب؟: فبجانب خيرة ابناء البلد في طلب العلم وأكثرهم تميزاً، كان هناك نسبة كبيرة ممن ذهب بدوافع الهروب من واقع وظيفي لم يستطع أن يتميز فيه وواقع اجتماعي لم يستطع أن ياخذ راحته فيه. لا تنسى أن أي شخص يستطيع أن يقدم على البعثة. ما يحدث عندها ان الأكثر قابلية للرحيل هوالأقل توفقاً و تميزاً في الوظائف. لأنه ليس لديه ما يخسره لو غاب عن سوق  الوظائف 4 سنوات. الشركات لا تفرط بسهولة في الكوادر المميزة. تغريه أن يغض النظر عن البعثة بعرض ترقيات و زيادات. أما من هو غير ذلك لو أخبرهم أنه يريد الابتعاث فسيقولون له "مع السلامة و القلب داعيلك. خففت و وفرت". مشكلة هذا الهارب أنه عائد لهذا الواقع الذي هرب منه. هو لم يحل المشكلة بالضرورة. فقط أجل التعامل معها.
 
4. اما أهم الأسباب فهو أن اغلب مبتعثين لم يتحقق فيهم أهم شرط. هذا الشرط هو أن يكون هناك هدف تريد ان تحققه. جدير بالذكر هنا اني اعني مبتعثي الماجستير. الذين بعد تحقيق الBS لعلهم توظفوا لفترة قصيرة حتى جائتهم البعثة و طاروا.
  
 
أنتهت الرسالة ولنتحدث قليلا عن هذه النقطة الاخيرة. معرفة هدفك أو على الاقل البحث عنه.
 
احترم كثيرا اصدقائي و أقاربي الذين عندما يأتون في اجازه و اسئلهم عن خططهم يبتسمون و يرفعون ايديهم قائلين "ماأعرف. أنا دحين مروق و أبغى استمتع. زوجتي برضه بتدرس و ولدي في الروضة. كاليفورنيا تأخذ العقل بصراحة. مروقيييين على ا لآخر. لمن أرجع يحلها حلاّل". قد تحترم من يمتلك هذا القدر من الصدق ليعترف. ما يخيف هو ارتفاع نسبه من يجيب بهذا الجواب.
 
ويحزنني من يريد أن يضحك عليك (وعلى نفسه) بكلمتين ليظهر لك أنه يعرف ما يريد. تستطيع أن تكشفه في 3 أو 4 اسئلة بكل سهولة:
 
س1: ناوي يا صالح تكمل دكتوراه بعد الماستر انشالله في الهندسة الميكانيكية؟
ج1: لا. اناأفضل الشغل على المجال الاكاديمي
س2: لكن بلدنا زي ماأنت عارف مافيها حاجة ملحة لناس معاهم ماجستير في مجال صناعي. احنا بلد قوته في نواحي التجارة، الاقتصاد وقوة الاستهلاك. صناعتنا خفيفه. حتشتغل في مصنع مناديل أو  بسكويت قشطة مثلًا؟ هادي مجالات خفيفة ما تحتاج واحد معاه ماجستير من آخر الدنيا.
ج2: مو صح. عندنا صناعة بتروكيميائية متطورة جدا.
س3: صح. افهم من كده انك ناوي ما تعيش في الرياض اذا رجعت و تعيش في ينبع أو الجبيل؟ لكن انت رضي جدا في والدتك. هل ستاخذها معاك و تترك الرياض هي كمان؟
ج3: مين قال يا اخي انا رح اسيب الرياض. انشالله اشتغل فيها.
س4: فين مثلا؟
ج4: مثلا الجامعة. و ممكن كمان في.......
س5: دوبك قلت أنك ما تبغى مجال اكاديمي
ج5: ما خليتني أكمل. ممكن الجامعة وممكن اشتغل في غير مجال دراستي لأن الماجستير توسيع مدارك ممكن اشتغل مبيعات, شؤون موظفين,.....
 
وهكذا, يظهر لك بشكل واضح أن صالح ليست لديه خطه.
 
اذا كان عمرك فوق ال25 ولست منزعجا انك لا تعرف ماذا تريد فقد تكون لديك مشكلة كبيرة. و هذه المشكلة هي ليست انك لا تعرف ماذا تريد. بل ان لا يهمك و لا يزعجك انك لا تعرف. أنت كبير في السن على أن تعطل هذا الموضوع. ساعتك البيولوجية تقول تك تك تك
  
قد تكون مصيبة أن تعود بعد سنوات وقد دخلت ال30 . تريد في هذا السن العجوز أن تبدأ في أن تكتشف نفسك وتكتشف سوق العمل. وذلك لأن هذه السنوات الذهبية في حياتك. هي سنوات الحصاد.
 
نعم, إن الفترة بين 31 و 40 هي 9 سنوات يكون فيها الانسان ممتلك لمزيج مناسب من النضج و الطاقة. اشبه ب23-26 عند الرياضي. يفضل أن تدخلها جاهزاً. ليس و أنت لازلت متردد هل أنت موظف او اكاديمي أو entrepreneur

للتوضيح. فان هذه الرسالة ليست عن المبتعث (او الشخص) الذي لا يعرف ما يريد و لكنه مهموم و يفكر في الموضوع. هذه حالة صحية تعتبر اول مراحل معرفة الحل. اغلب العظماء في هذا العصر مرو بهذه المرحلة. الشرط ان يكون مع عدم المعرفة ارق و ليس لا مبالاه.
 
و هذه الرسالة بالطبع ليست ايضا لمن يعرف ما يفعل و ما يريد. أحد اصدقائي مهندس مدني. بعد أن عمل في مكتب العائلة سنتين ذهب للابتعاث. يحضر ماجستير في اداره المشاريع الانشائية الضخمة الآن هذه هي خطة المكتب التوسعية للسنوات القادمة. من مقر دراسته في اخر الدنيا يتابع مشاريع المكتب بقدر استطاعته. يدرس و كأن خلفه أحد بعصاة.
  
مرة أخرى, هل معنى هذا أنه يجب على كل من يدرس أن يعرف تماماً ماذا يريد بعد الدراسة؟ لا طبعاً. المشكلة في أمرين:
 
1. ارتفاع نسبة المبتعثين الذين لا يعرفون ماذا يريدون بعد الدراسة. اعتقد أنهم أغلبيه. وهذه مصيبة
 
2. عدم الانزعاج من انهم لا يعرفون ماذا يريدون بعد الدراسة. يتوقعون أنهم ستتخطفهم الفرص عند بوابة المغادرة في مطار الرياض أو جده. و اللامبالاة هذه مصيبة أكبر. حبيبي، لن تجد عند بوابة المطار بجانب الأحبة سوى  من يقول لك "تبي سيارة يالحبيب؟".

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

رسائل ستغير حياتك. الجزء الثاني: الوقت

في الرسالة السابقة قلت لك إني سأعرض لك نصائح ستغير حياتك. و كانت الاولى مع العدو outlook و كيف انه و الايميل عموما يتسببان لك بمصيبتين. الاولى انه يضيع وقتك. و الثانية هي انه يغتصب يومك و يدمر خططك. ثم ذكرت لك بعض النصائح بخصوص الموضوع.
 
اما اليوم، فساقدم لك الرسالة الثانية التي ستغير حياتك. هي تتعرض لموضوع الوقت. الكل يشتكي من ضيق الوقت و كثرة الانشغال. يقف هذا الامر في طريق رفع ادائنا في العمل لمن يسعى نحو الترقيات. ويقف في طريق بداية واستمرارية المشاريع و الاستثمارات لمن يسعى نحو تحسين الدخل.
 
كم مرة في اليوم تسمع جملة "مره مشغول انا هادي الايام. خليها على الله بس". و لعلك الشخص الذي يقولها طوال الوقت. رسالة اليوم ستزيد من وقتك. انا لا اخدعك، عدد الساعات في يومك ستزيد. ليس هذا فحسب بل ان فعاليتك في هذه الساعات ستزيد ايضا.
 
و لو كنت من القلة التي لا تشتكي من قله الوقت فلعلك تشتكي من عدم وجود المزاج لفعل اى شئ. فانت تمتك وقت فاضي بين المغرب و منتصف اليل مثلا. لكن لانك تكون منهك من العمل او الدراسة لا تقوى فيه على فعل شئ.
 
قليلة هي الامور التي فادتني في حياتي بقدر ما ساخبرك به بعد قليل.
 
تحديدا. ساعطيك اليوم المفتاح الذي سيحقق لك زيادة الوقت و فعاليتك فيه. هذا المفتاح هو النوم.
 
نحن مع النوم بين نارين:
 
الاولى انه يستهلك الكثير من وقتنا. فلو نمنا الساعات ال 8 المفروضة فهذا يعني ان النوم سيتهلك 33.3% من وقتنا.
و الثانية اذا لم ننم ما يكفي فلن نتمكن من العمل و ممارسة الحياة بالشكل المطلوب. سنكون نعسانين طوال الوقت. 
 

ان النصائح التي ساخبرك بها هي متشكلة من مصدرين اساسيين. الاول هو كتاب " the Monk who sold his Ferrari" و الثاني هو مجاورة الشيخ الاستاذ عبدالرحمن فقية في حج العام الماضي. فهو من اعلام البحث في مواضيع الصحة و الحياة.
  
اليك النصائح. اذا اقتنعت بها طبقها. و اذا لم تقتنع بها طبقها لمدة 20 يوم ثم قيم النتائج. أما إذا اعتقدت انها كلام فاضي فجربها لثلاثة ايام فقط:
 
1. انت لا تحتاج لاكثر من 6 ساعات نوم في اليوم. بل ان 5 او 4 قد تكفي. اسطورة الثماني ساعات نوم في اليوم تاتينا من عصور الملكية الاوروبية. حيث كان الملوك و الامراء ينامون هذا القدر ليضمنوا نضارتهم بعد السهر و الشرب. beauty sleep . طبيا الجدل كبير و غير محسوم لتحديد عدد ساعات النوم التي يحتاجها الانسان.
 
"بس انا اشعر بنشاط و حيوية لمن انام 8 ساعات. لو نمت 6 ساعات اشعر بكسل و خمول" هذه مسألة ترجع للتعود. سيحتاج الانسان لوقت حتى يتعود على هذا النظام. هل الصداع مثلا الذي ياتي لمن يحاول الاقلاع عن التدخين او اتباع رجيم او تخفيف القهوة يعني انهم اشياء جيدة؟ كذلك الكسل و التعب في بداية التعود على نظام نوم جديد.
 
2. اذا لن تتبع سوى نصيحة واحدة فاتبع هذه: اياك ثم اياك ثم اياك ان تستيقظ بعد طلوع الشمس. و لو كنت في بلد تشرق الشمس فيها مبكرا جدا في الصيف فحدد الساعة الخامسة كاقصى وقت تستيقظ فيه.
 
3. "طيب، الساعة 5:30 صباحا و انا مستيقظ. اعمل ايه؟" اعمل الي تبغاة. اي شئ تقوم به في هذا الوقت افضل من النوم. لان هذه الساعتين او الثلاث الاولى من اليوم هي ساعاته الذهبية. ستستغرب من طاقتك و صفاء ذهنك فيها. اشتغل، العب رياضه، اقرأ... افعل ما تريد.
  
لهذا الوقت بركة لا يمكن وصفها. تستطيع ان تشعر بالرزق و النشاط و جسمك يمتصه من شعاع الشمس الاول هذا. اقسم بالله اني احيانا افكر فيما يجب فعله في هذا اليوم فتنسرد امامي قائمه دقيقة من 20 حاجه. ثم ما ان تنقضي هذه الساعات الا وكلها منقضية. لا يبقى الا ما هو مرتبط بموعد.
 
هذا الصفاء الذهني و التركيز يعتبر شئ خيالي بالنسبة لي. لتعرف من انا، مؤخرا طلبت مني زوجتي ان اشتري ثلاثة اشياء من آيكيا بعد العصر. فارتبكت من هذه الثقه و المسؤلية الكبيرة التي اعطت لي. خفت واقترحت ان يتاجل الموضوع حتى تكون هي موجودة. فقالت لي انه يجب علي ان اتحمل المسؤلية و ان اعتمد على نفسي. ذهبت و عدت للبيت بالاغراض. اكتشفت عندها ان مقاس الشئ الاول خطأ، واني اخطأت تماما في الشئ الثاني، و نسيت ان اشتري الثالث. مالم الخبط فيه هو ان اكافئ نفسي على هذه الخيابة بشاورما آيكيا الشهيرة بريالين.
  
فائدة اخرى لهذه الساعات الذهبية: لا مقاطاعات و اتصالات. الكل نائم!
 
4. احيانا 4 ساعات نوم افضل من 8. في النوم quality comes before quantity.اذا اردت ان تعرف المزيد عن كيف يمكنك ان ترفع من جودة نومك فيمكنك ان  تغوغل الموضوع. انا ساخبرك بنصيحة و احدة وهي ان تكون الساعتين التي تسبق وقت نومك هي اهدأ ساعتين في يومك. تجنب فيها ان تقم باي نشاط يستخدم جهازك الهضمي او العضلي او التناسلي.

الاثنين، 10 نوفمبر 2008

رسائل ستغير حياتك. الجزء الاول : العدو

في الرسائل القادمة سأعرض لك نصائح ستغير حياتك المهنية. هذه ليست مبالغة. ستحدث لك قفزات في الانتاجية. سواء في حياتك المهنية او في أعمالك و أنشطتك التي تحلم بأن تقوم بها. لن تندم على قراءة هذه الرسائل. كل ما سأذكره لك أطبقه وأنا تجربة حية لفوائده. فقد قفزت كفائتي و فعاليتي وعملت خلال السنة الماضية في اسابيع ما أحلم بانجازه لسنوات. في بعض الفترات السابقة تكاسلت عن هذه الوصايا فأنهار أدائي. ثم عدت اليها بكل قوة مره أخرى. و مصادر هذه النصائح مختلفة. فهي متشكلة من أمور مختلفه قرأتها، قيلت لي، أو فكرت فيها و أستنتجتها.
 
لنبداء الأن مع الاولى. العدو. وأعني هنا انه العدو الذي يضعف من أدائك أكثر من غيره. يضيع لك ساعات وساعات. يشغلك، يشتتك، و يخرجك من جو الأمور التي يجب أن تفعلها لأمور أقل أهمية أو حتى غير مهمة.
 
لا، هو ليس حسان من قسم المشتريات الذي كل ما يراك يريد ان يحلل معك مباريات الاسبوع الماضي كلها. لا، وليس مديرك الذي كلما يراك أمرك أن تترك مافي يدك و طلبك في اجتماع. لا، ولا تناول الغذاء الثقيل الذي يحول الساعات من 1 الى 5 لساعات ضبابية أنت فيها ذهنيا موجود و غير موجود.
 
إنه عدو أشد فتكا من كل هؤلاء. هو ابن bill gates البار. outlook!
 
ماهو outlook؟ هو برنامج e-mail فيه ايضا مزايا أجندة و task manager. هدف هذا البرنامج في المقام الاول هو ان يقوم مقام عم عبدو المراسل ومنظمات البريد العالمية. فيمكن مستخدميه من تبادل الرسائل و الوثائق. و كما انه يستخدم لتنسيق المواعيد والاجتماعات و المهام.
 
لكن ليس هذا ما يفعله أغلب الناس بoutlook او الايميل عموما. غالبا انت تعيش على الoutlook في العمل.
 
اذا كنت موظفا فيومك هو قد يشبه الوصف الاتي:
 
تصل المكتب 8:20 فتصبح على الجميع و تحضر كوب القهوة. ثم تفتح الايميل وتجلس عليه تقراء و ترسل الى الساعة9. عندها يحين موعد الاجتماع اليومي المنتهي في 9:30. تعود للمكتب ثم ترى اذا جاء اي شئ على الايميل خلال ما أنت في الاجتماع. تتفاعل معه ثم تبدا العمل على تقرير مطلوب منك. وأنت تعمل على التقرير يصدر كل قليل صوت التنبيه الذي يدل على و صول رسالة. تراجعها سريعا وترد عليها ان تطلب الامر ذلك. ثم تعود للتقرير. يصل بك الامر لصلاة الظهر وساعة الغداء. تعود من الغداء فتراجع الايميل سريعا قبل اجتماع 2:30 الذي ينتهي باذان العصر. ثم بعد الصلاة تعود للمكتب لترسل بالايميل التقرير الذي حضرته و تراجع باقي الايميلات. ثم تختم اخر 30 الى 45 دقيقة في مراجعة ايميلاتك الخاصة, facebook , والمواقع الاخرى التي تحب. تخرج من المكتب 5:10
 
ممكن اسالك سؤال؟ متى اذن تشتغل شغلك الحقيقي؟ فمتابعة الايميل و حضور الاجتماعات ليس شغل. بل هو انشغال.
 
ان outlook و الايميل عموما يتسببان لك بمصيبتين كل واحده فيهم اكبر من الثانية:

الاولى انه يضيع وقتك. تعرف لماذا تصرف وقتا طويلا على الايميل. لا، ليس لانه مهم. كل شئ أصبح مهم هذه الايام. وهذا هو الوهم الذي يخدعك به هذا العدو الخبيث. إننا نستخدم الايميل كثيرا في العمل لان الانسان بفطرته يبحث دائما عن الأمور التي فيها جانب إجتماعي و تفاعلي مع الاخرين. شعبية ال coffee shop من دون كل المحلات مثلا مستمدة من جانبها الاجتماعي. شعبية facebook من دون كل المواقع مستمدة من جانبه الاجتماعي. و كذلك outlook فمن بين ابناء قبيلة ال MS Office هو المنتج الاجتماعي فيهم.
 
و الثانية هي انه يغتصب يومك و يخرب خططك. تدخل المكتب بخطة معينة لأمور تريد ان تفعلها فتجد بلاوي في الinbox. بتفاعلك معها تتشتت عن ماكنت تريد فعله و يخرب اليوم عليك.
 
اليك النصائح. اذا اقتنعت بها طبقها حرفيا. و اذا لم تقتنع بها طبقها حرفيا لمدة ثلاثة ايام ثم قيم النتائج. أما إذا اعتقدت انها كلام فاضي فجربها ليوم واحد فقط:
 
1. إذا لن تتبع سوى نصيحة واحدة فاتبع هذه; لا تلمس الايميل قبل منتصف الدوام. انشالله لو كنت تشتغل رئيس كوكب الارض و الكواكب المجاورة. إياك حتى ان تفتحه او تنظر اليه حتى تصير الساعة 11 او 12. عندها فقط إفتحه و اعمل عليه نصف ساعة ثم اتركه. إياك ان تلمسه مرة  اخرى الى قبل نهاية الدوام بساعة فقط. مهما كنت تعتقد ان وظيفتك حساسة و لا يمكن ان تغيب بهذا القدر عن الايميل فقد تكون مخدوع.

2. إذا كنت مفعل الخدمة التي تعطيك صوتا تنبيهيا كلما جائتك رسالة فعطلها.

3. لا تكتب في الايميل اكثر من سطرين لو كان الخط مقاس12. استخدم مبداء (كلمة و رد غطاها). اذا احتجت اكثر من سطرين فاكتب ما تريد في word or excel و ارفقه.

4. من أسواء الامور في الايميل عندما يتحول لمباراة تنس. الرسائل رايحة و جيه. اقطع هذا الامر المستنزف للوقت و المشتت بان ترسل رسائل تحتمل كل الاجابات وتوجه للفعل

" الاخ محمد
بعد التحية, ارجوا تزويدنا بأخر تقرير إنتاج لإدارتكم عن شهر 8. في حالة عدم جاهزيته فارجوا تزويدنا بالارقام المتوقعة بحسب أخر الاستطلاعات. وفي هذه الحالة نرجو تزويدنا بنسخة عن التقرير النهائي فور جاهزيته. اما اذا تعدى هذا التاريخ 20\10 نرجوا اعلامنا في ردكم بذلك حتى نؤخر تاريخ إصدار تقريرنا"
 
5. لا تستخدم الإيميل للنقاش و الجدال و الشرح. اذا إحتجت لفعل اى من هذه الامور فقم بذلك عبر الهاتف او الاجتماعات. و الافضل منهم هو الخطابات. إستخدم الايميل فقط لإستلام و تسليم الوثائق و الرسائل القصيرة كأخذ المواعيد و تأكيد الطلبات.

6. عموما، قاوم ان ترد على الايميل فور وصوله لك. تعمد ان تجدول ردودك بفترات زمنية منطقية (نصف يوم او يوم). فلو وصلك إيميل 8:30 لا ترد علية 8:45. إلتزم بان تتعامل معه في الوقت المحدد. عود من حولك على هذا الامر.

7. كفترة علاجية. توقف عن استخدام outlook و استخدم الweb based e mail. فهو أقل سهولة و جاذبية في التعامل مما سيكرهك في الايميل.

السبت، 8 نوفمبر 2008

لماذا لا ينبغي ان تخجل من نفسك لو شجعت أوباما؟

"توقف الآن عن القراءة لو كنت ممن يؤمنون يقيناً و ليس لديك شك في نظرية المؤامرة الكاملة. المؤامرة بان كل ما يحدث من الغرب بدون استثناء هدفه تدميرنا. لأنك لن تستفيد من القراءة سوى فوران دمك على سذاجتي و غفلتي. أما لو كنت مثلي تؤمن بنظرية المؤامرة ولكن لا تفسر بها كل شئ أو كنت لا تؤمن بها اصلا فاستمر في القراءة و اسف على المقاطعة"
 
الاسبوع الماضي فاز ابو حسين بالانتخابات الامريكية. كان تفاعل العالم مع هذه الانتخابات كبير. و التعاطف عالمياً كان مع باراك بشكل كاسح بحسب كل التقارير.
 
لعلك كنت من هؤلاء. و لعلك اليوم بعد انخفاض اليوفوريا و انتهاء الدراما تشعر بشئ من الاستغراب أن كيف اثرت فيك هذه الانتخابات بهذا الشكل. خصوصاً و أنه ليس لك علاقة بها. فلن تستفيد من اعفاء الضرائب و لا نظام التامين الطبي الذي ينادي به.
 
ربما الأمر تعدى الاستغراب من نفسك. بل و وصل لدرجة انك خجلان. تقول "من ٢٠٠١ و انا اشعر بالضيق الشديد تجاه امريكا بسبب السياسات الخارجية التي فيها ظلم رهيب. و اليوم، لمجرد انهم عرضو لنا شخصية جذابة صاحبة كاريزما نسيت كل شئ و تفاعلت مع الموضوع و كأن آوباما من بقية اهلي!!"
 
بل لعلك ندمان. ندمان لأنه قد يأتي لبلدك ضيق أو مشكلة لا سمح الله من وراء هذا الرجل. عندها ستنظر فيك زوجتك و انتم تختبؤن تحت الطاولة من ضرب الصواريخ و ستقول لك باستهزاء "هوه ده آوباما اللي حطيت صوره في الscreen saver يا فالح!"
 
إذا كنت ممن تفاعل و تعاطف مع أبو حسين الاسبوع الماضي و قد تراودك بعض أفكار الندم و الكسوف من النفس اليوم فلا تحزن. ساقدم لك مخرج قد يساعدك على تقبل نفسك. و الدفاع عنها امام الاخرين.
 
تحدث الكثيرين عن معنى فوز آوباما. كان هناك مقالة رائعة للشيخ عايض القرني في جريدة الشرق الاوسط عنوانها "الرجل الاسود في البيت الابيض". جسدت الكثير من الاحاسيس. وكيف انتصر الامريكان على اشد عنصرياتهم شدة. العنصرية ضد السود. وضعنا الاسبوع الماضي زعلنا (او الكره) لامريكا جانبا. ووقفنا لنشيد و نحسد العدل و الحرية التي وصلوا لها.
 
أما نحن العرب. فسينتهي شهر العسل مع اوباما سريعا. و مع أول فعل لا يعجبنا منه أما لشئ قاله لاسرائيل أو شئ لم يقله لفلسطين. أما لقرار اتخذه في العراق أو لم يتخذه في افغانستان. أول ما سيزعجنا اوباما سننهال عليه. و للأسف، سنفعل ذلك بجهل. فستسمع محلل أو خبير في احد القنوات يسبه و سيقول جملة منتنة مثل "ان هذا الكيني الاسود قد نسي نفسه و....".
 
انا كنت متعاطف جدا مع آوباما و الانتخابات عموما. مع ان اغلب القضايا التي تهمني يتفوق فيها ماكين:
 
١. كمسلم و عربي. اهم قضية بالنسبة لي هي فلسطين. و اوباما و الديمقراطين اكثر تعاطفا و دعما لاسرائل من ماكين. بل ان سارة بيلاند انجيلية تؤمن بنزول الاله المسيح في اخر الزمان و قتله لليهود و رفعه و نصره للصليب (تعالى الله علوا كبيرا).
٢. و انا كمسلم بشكل عام، اجد اوباما لبرالي يساري متحرر. وهو داعم كبير لقضايا خطيرة بالنسبة لي على اخلاقيات كوكب الارض ( gay marriage مثلا).
٣. ايضا، اوباما يريد خروج سريع من العراق قد يجعل هذه الدولة الحبيبة تتورط في حرب طائفية و انقسام. ويريد ان يشد الخناق على افغانستان و يضرب باكستان. في المقابل يريد يجلس على طاولة الحوار بدون شروط مع ايران.
٤. كسعودي، الديمقراطيين اقل حبا للبترول و اقل تعاطفا و تفهما للدول المنتجة له.
 
لكن هناك سبب واحد قهر كل هذه الاسباب و جعلني اتفاعل بشكل كبير مع اوباما. هذا السبب هو ما اقترح عليك تبنيه لتبرر تعاطفك مع اوباما. وهو ان الامل قد فاز او hope won. الامل بماذا؟ بالتغيير او Change.
 
لقد ذكرنا هذا الحدث بفوائد التحلي بقيم التفائل وحسن الظن و الخيرية الدائمة في امر المؤمن "عجبا لأمر المؤمن أن امره كله خير".
 
اذا لم يبعث فيك الأمل فوز ابن رجل مسلم بقيادة أعظم قوى العالم. لعله أذن و اقيم في اذنيه عند و لادته. اذا لم تبعث فيك الامل هذه الاشارة أن امريكا لازال فيها خير. وانهم بعد أن ضلوا الطريق في السنوات الثماني الماضية اختاروا رئيس اهم ما يعد به هو مد يد العون و التحاور لتقريب الوجهات. اذا لم يبعث فيك الامل كل هذا فانت قد تكون متشائم لدرجة غير مقبوله.
 
ارجوا أن تراقب اللغة. اقول الامل و التفائل و ليس التصديق و التسليم. التصديق لمجرد سماع بعض الخطب سذاجة لا تغتفر. المطلوب فقط ان يكون عندك امل.
 
إن ما يعنية تعاطفك مع اوباما (إذا كنت قد تعاطفت معه) إنك ايجابي. تقييم كل الحلول و تنظر للاحتمالات. في المقابل أنت كيّس فطن. و لا تقع ضحية لشغل الثلاث ورقات.
 
لماذا لا ينبغي أن تخجل من نفسك لو شجعت أوباما؟ لأنه مع هذا الرجل يأتي ما نتمناه كلنا. ياتي احتمال الامل بالتغير. Hope و change كانتا اهم كلمتين عند هذا الرجل. صدقها ٥٣٪ من الناخبين و ٩٠٪ من سكان الارض. سكان الارض لم يتعاطفوا مع امريكا و لكن مع الامل.
 
انتهت الرسالة.....
 
 
سياسة امريكا الخارجية لا يتحكم فيها لا رئيس و لا غيره. هي سياسة دولة. و بغض النظر عن من في البيت الابيض ستظل امريكا تفعل كل مافي وسعها لمتابعة سياستها الخارجية المحفورة في الصخر. من هذه السياسات مثلا حماية الوطن من أي تهديد لافرادة، ثرواتة أو اساسياته، دعم مطلق لإسرائيل، مساعدة الدول في العالم التي تسعى للديمقراطية أو تستنجد بها للاغاثة. كل ما يفعله الرئيس هو أن السياسة تتأثر بشخصيته. فلو كان أرعن ستجد فيها تسرع. و لو كان متردد ستجد فيها خوف.
 
و من ناحية أخرى، امريكا تحتاج لأن تقاد بالمميزين من ابنائها. خلال ال٢٨ سنة الماضية و أكثر، من ريغان لبوش، اختارت امريكا رئيسها باستخدام عامل واحد: وهو أن يختارو المرشح الذي يشبههم و يرتاحون له. يسمونها من يمكنهم ان يشربو معه البيرة و يتحدثون في كل شئ من امور الحياة البسيطة. اي انه يجب ان يكون شخص عادي و بسيط.
 
ابو حسين ليس عادي. ابوه كيني، و رباه زوج أمه الاندونوسي في اندونيسيا، ثم عاش في هاواي و هي أبعد الولايات هوية عن امريكا. اوباما ذكي جدا. اكادمياً يعد استثنائي. هو أخر شخص يتخيله الامريكي العادي يجلس بجانبه و يشرب معه البيرة. بل هو لا يحب البيرة أصلا. فهو "أليط" على شرب هذا المشروب الشعبي. دودة كتب. يناقش امور فلسفية و راقية.
 
آمريكا سيارة فورميلا ١ و من يقودها يجب ان يكون قادر على ذلك.
 
"يا مجنون!! افهم من كلامك أنك تريد مصلحة امريكا و نحن ندعي عليها طوال الوقت" أنا لاريد مصلحة امريكا لكن حالنا كعرب أو مسلمين متأخر. لو انهارت امريكا اليوم نحن غير جاهزين لقيادة العالم. ولن يبقى العالم بدون قيادة. لذا لعله من الأفضل ان تستمر امريكا لما بقي فيها من عدل بسيط وإن زاد ظلمهم, و خلق قليل و إن زاد انحلالهم, و دين ضعيف و إن زاد الحادهم. هم قد يكونوا أفضل من باقي العالم بالمقارنة. فأوروبا في سبات عميق. غارقة في إلحاد و فصل كامل للدين عن الحياة. و الصين تظهر تجبر كبير و ظلم لاخواننا عشرات ملايين المسلمين الصينين في أقاليم الشرق . و كذلك ما يفعلوه في النساك التبتين.
 
الرسول صلى الله علية و سلم بنى جسور سواء كان مع النجاشي أو مقابلة و فد نجران المسيحي أو المعاهدات مع يهود المدينة. بعضها احترم و بعضها نقض. و كما تفاعل الصحابة حول الرسول صلى الله عليه و سلم عندما جاءهم خبر عاجل من خلال الوحي بأن الروم قد غلبت. و أنه بعد هزيمتهم ببضع سنوات سيعودو ليغلبوا. اليوم لا نمتلك مصاد بمصداقية سيدنا جبريل في توصيل الاخبار (مع فارق التشبيه) لكن هذا لا يمنع ان نتطلع و نحلل.

الاثنين، 3 نوفمبر 2008

لماذا تعصب على اولادك عندما يخطؤن؟

لماذا تعصب على أولادك عندما يخطؤن؟ و لمن ليس لها أولاد، لماذا كان (أو لعله لازال) ابويك يعصبون عليك عندما تخطئ؟
 
قد تقول " أنا أو أي شخص اخر اعصب عندما يحدث شئ يستفزني ويستدعي التعصيب. سواء بدر هذا الشئ من أولادي أو من أي أحد آخر"
 
قد تعصب من الناس في المواقف التي يكون فيها ضرر عليك أو على محيطك. مثلا, سائق ليموزين يسقط عليك أو على من حولك.أو بائع يتطاول على زوجتك أو سيدة في مقام والدتك. أهلاوي أو إتحادي يستفزك بعد الفوز.
 
أما مع أولادك فالوضع مختلف. أنت قد تعصب على أولادك على أي شئ خطأ يفعلوه. سواء ضرك ام لا. أنت قد تعصب حتى عندما يحدث منهم شئ لا يؤثر فيك أو يمسك بشكل مباشر. و السؤال هو لماذا؟
 
لو أن و لد صغير عمره ٥ سنوات كان يأكل فشار و اسقط الكيس على الأرض، و كنت تشاهد الموقف، هل ستعصب؟ غالبا لا (إلا إذا كنت عامل النظافة في المكان). قد تحزن على الولد أو على النعمة المهدرة، لكن لن تعصب على هذا الخطأ. طيب، لو كان هذا الولد ولدك؟ نعم ستعصب. سواء قلت له "يوووه" صغيرة أو صرخت في وجهه "يا غبي!" مع صفعة على الظهر، كل هذا يعني إنك عصبت.
 
لعلك فهمت قصدي الآن. و انني اعني التعصيب في مواقف يخطئ فيها ابنك او بنتك ولا تؤثر فيك او تضرك شخصيا. ففي قصة الفشار أنت لن تشتري له بدلا منه واحد جديد و هو اصلا لم يطلب. و لن تنظفه انت أو أنه قد نظفه بالفعل. لكنك مع ذلك تعصب.
 
قد تقول "لكن هذا منطقي، لأنني انزعجت من منطلق اهماله. ان أي شئ خطأ يفعله ابني يؤثر علي. لأنه ابني انا. و ما يخطئ في فعله يقع علي من اثاره"
 
في الجملة السابقة هناك كلمة سامة. كلمة فيها حل سؤال الرسالة. هذه الكلمة هي "أنا". أنا هي رمز الغرور, و رمز الكبرالحارم من الجنه, و رمز الملكية وحب التملك اللذان اهلكا فرعون و قارون. "أنا" هي الكلمه التي قامت الحروب لأجلها.
 
"أنا" تعني في عقلك اللاواعي "أنا, وفلوسي, وجاهي, وسيارتي،.....و اولادي" فعندما يخطئ ابني، هو لا يسئ لنفسه فحسب، بل يسئ  لي انا. و هنا يحدث التعصيب. لأن ابنك يهز كيانك و "الآنا" الخاصة بك.
 
وصلت الآن لمنتصف كتاب a new earth. الكتاب الذي قلب الدنيا و ترتجف Oprah و يحجرج صوتها كل ما تذكره من قدر ما أثر فيها. موضوع الكتاب في جمله هو أن تعرف أن أكبر اعدائك هو your Ego أو غرورك. و أنه من يقف في طريق استفاقتك لتعرف و تصل لاهداف حياتك.
 
دعني اذكر لك (بترجمتي الركيكه) فقرة من الكتاب
 
"لو تحولت الدوافع الخفية عند الآباء، التي تعمل بشكل لاواعي للتاثير على الابناء، لو تحولت لأفكار و أقوال مسموعة, فلعلها ستتضمن بعض الافكار التاليه " اريدك يا ابني أن تحقق مالم احققه أنا, أريدك أن تكون مهمًاٍ في أعين العالم, حتى أصبح أنا ايضاً مهم في أعين العالم. لا تخذلني. لقد ضحيت كثيرا لأجلك. عدم رضاي عنك مقصده ان تشعر بالسوء و عدم الراحة حتى تفعل في الاخير ما أريد. وكما تعرف فأنا أدرى بمصلحتك منك.أنا أحبك. و سأستمر أحبك إذا بقيت تعمل ما أعرف أنا أنه الافضل لك" عندما تنطق بهذه الاحاسيس سرعان ما تستوعب سخافتها. و الغرور و الكبر المختفي فيها".
 
اذن لماذا تعصب على اولادك عندما يخطئون؟ لأنهم عندما يخطئون أي أخطاء فهم يهزون your Ego أو غرورك الذي جعلك تعتقدأن اولادك ملكك ومن ضمن تركيبك. فأنت في عقلك اللاواعي لست "أنت" لوحدك. "أنت" تتكون من: أنت، فلوسك, جاهك, سيارتك،.....و اولادك. "أنا ولدي يسقط منه كيس الفشار! ليش! أنه ولدي أنا، لذا فهو ليس غبي أو عبيط. فلماذا لا ينتبه بدلاً من أن يجعلني أشعر بالفشل أو يحرجني أمام الناس" خذ نظرية كيس الفشار هذه و طبقها على نطاق اوسع (دراسته, عمله, زواجه).
 
مبدئ هو أن أولادي ليسو ملكي. فالعبد ملك سيده. و انا و اولادي عبيد يملكنا نفس الرب (او السيد). بل، نحن في تنافس لنكسب ود ربنا كما يتنافس اي عبيد للفوز بجناب سيدهم (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). وأن أولادي ليسوا أنا. فهم شئ وأنا شئ.
 
اعطانا الله الاولاد لنرعاهم, نحميهم و لنقدم لهم بعض النصائح و التوجيه (او ما يعرف بالتربية) أثناء الطفولة و المراهقة المبكرة. مقابل ذلك نحصل على قطعه من الجنة. من يشك في أن الاولاد جنة الارض فليشم فروة رأس اطفاله اليوم. فبين رائحة العرق من كثرة اللعب و الحلاوة التي فركها بيده في شعره فهناك رائحة الجنه. أحد يعصب من الجنة يا مجنون! (لا تنطبق هذه التجربه على من كبر ابنائه. فلن يشم غير الجل و السجاير)
 
دعني أعطيك نصيحة عملية تساعدك على التخلص أو تخفيف عصبيتك على اولادك. و هي نصيحة الكتاب في التخلص من the Ego او الغرور و "الانا" بشكل عام. هذه النصيحة هي the awakening او الاستيقاظ. ابتداء من الآن, في كل مرة تعصب فيها على ولدك استشعر ان ال Ego او الغرور هو من أدى لذلك. وانك عصبت بسبب خوفك على الانا الخاصة بك و التي ربطتها باولادك. 
 
هذا كل ماعليك فعله في البداية. إن الاستيقاظ او الوعي هو أهم عوامل التغير. و مع الوقت سينخفض تاثير غرورك و آنانيتك على ردود افعالك لأنك استيقظت و كشفته.
 
نصيحة لمن لديه ابوين تنطبق عليهم هذه الرسالة. الحذر ثم الحذر ان تواجههم بهذا الكلام. ستتسبب بحرب نووية أنت الخسران فيها. الكلام الذي تقرأه هذا بقدر ماهو صحيح هو كلام وقح. فيه اتهام ان ابويك انانيين. لكن في المقابل، في كل مرة يتعاملون معك فيها و ترى أن الEgo  الخاص بهم يتحدث في مواضع مثل "أبغاك ترفع راسي في الوظيفة الجديدة" "تربيتك لاحفادي ممتازة"لا تفضحيني مع اهل زوجك" "يعطيك العافية, بيضت بوجهي و طلعت الاول". في كل مرة يظهر لك الego أو الانا الخاصة بهم اشعر بالشفقة و الرحمة نحوهم. فهم قد ربطوا قيمتهم بك. ولعل هذا يجب أن يسعدك لأن فيه تقديراً لك و تكريماً لشأنك. أما أنت (الشخص الذين ربطوا قيمتهم به ويأملون فيه كثيراً) فقد تحيا حياتك و لايحتاج أي منهم أي شئ منك طوال عمرهم. وحتى يوم القيامة لو جاءك أحدهم يطلب منك حسنه تنقصه ليدخل الجنه فلن تعطيه. و ذلك حسب الحديث الثابت المشهور.
 
لكن حتى تكون شفقتك على أبويك شفقة عملية إربطها بالدعاء لهم. فبالاضافة للفائدة لهم سيحطم هذا التواضع لله الذي تمارسه the Ego inside you
اذا لم تزودنا بالايميل الخاص بك فافعل ذلك الان. فهناك رسائل و عروض فقط لمن يزودونا بمعلوماتهم. فقط سجل الاسم و الايميل في المنطقة المخصصة هنا على اليسار.