moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

السبت، 14 مارس 2009

لماذا اتحداك انك ستعرف الفرق بين الطفل الغني و الفقير

عندي لك تحدى! اتحداك أنني استطيع أن آتي بعشرين ولد في الرابع الابتدائي. عشرة منهم فقراء و عشرة اغنياء. ثم البسهم جميعا نفس اللبس و اقص شعرهم بنفس الطريقة. بعد ذلك سأدخلهم على غرفة واحداً واحداً ليتحاوروا مع شخص ما في مواضيع عامة لمدة دقيقتين. أما أنت فستراقب من خلف زجاج تراهم و لايرونك منه.
 
اتحداك, انك فقط من مراقبتك لهذه الحوارات القصيرة ستستطيع ان تحدد (و بدقة لن تقل عن80% ) من هم العشرة الفقراء و من هم الاغنياء. ستحددهم وأنت لا تعرف اى شئ عنهم. ولا حتى اسمهم. فقط من مراقبتك للحوار البسيط.
 
صدقني ستفلح في ذلك. لكن السؤال هو كيف؟ فيما يلي سأحاول اقناعك انك قادر. وفي نفس الوقت ستتعرف على حقيقة محزنة جدًا. لكنها مفيدة.
 
من ضمن العشرين هناك محمد الغني و محمد الفقير. محمد الفقير ابوه مراسل في شركة راتبه 3 آلاف ريال. مبلغ يجعل محمد واخوته الخمسة يعيشون حياة بسيطة جداً. جداً جداً. بعد خروج محمد و ابوه من صلاة العصر اذا بأبو محمد يجري نحو رجل. محمد أرتبك، وجرى وراء ابوه. "يا شيخ ناصر! ياشيخ ناصر" اخذ يصيح بهذا أبو محمد حتى وصل للرجل. ثم سلم على الرجل بحرارة. واخذ يبجله و يمدحه ومحمد يقف بين ابوه و الرجل ناظرا للأعلى و يراقب. فتح أبو محمد باب السيارة للشيخ ناصر ثم اغلقه خلفه. وضرب له تعظيم سلام وهو منحني. طبعا الشيخ ناصر هو احد القلائل من الناس "شبه" المهمين او "شبه" الاغنياء الذين يعرفهم ابو محمد. فهو يحرص أن يسلم عليهم كلما يراهم لعله احتاج احدهم لسلفة قدرها 500 ريال أو نحوه.
 
طبعاً أثناء هذا الفيلم كان محمد الصغير يراقب بل و يتشرب. كوّن فكره عن قيمة والده. الطفل ذو العشر سنوات ابوه هو كل شئ بالنسبة له. فعندما يرى مثله الاعلى يتصرف بهذا الذل يصل لاستنتاج ان هذه هي قيمته وقيمه ابوه. ناهيك عن أن ناصر هذا وكل شخص تقريبا يقابله مع أبوه لا يعير أي اهتمام لمحمد. بل يتعامل مع محمد وكانه غير موجود. أقصى تفاعل يحصل عليه محمد أن يحصل على مسحة الراس من يد ناصر. مسحة الايتام و الفقراء.
 
اما محمد الغني. فيعود والده من العمل في الخامسة ليسأله محمد "بابا. فاكر ايش وعدتني؟" فيرد ابوه "ايش يا حمودي حبيبي؟" "بابا! كيف نسيت؟" "لا ياحبيبي مانسيت بأمزح معاك، اليوم راح نشتري شريط xbox جديد. صح؟ياللا روح لأجنوس وقول لها تلبسك عشان نخرج". وهم يركبون السيارة بعد الخروج من صلاة المغرب متجهين نحو محل العاب طوكيو اقترب رجل يقول "هلا بابو محمد". كان صديق والده. محمد يراقب المشهد. نظر الرجل في محمد و قال "ماشالله هادا محمد ياأبو محمد؟" " ايوه ياسيدي هادا الاستاذ محمد" " اهلاً اهلاً بمحمد افندي كيف حالك حبيبي" فيرد محمد " الحمد الله" يكمل الرجل "أنا بابا كان صاحبي في الجامعة. وجدك عبد الغفورأبو ماماتك كنا ساكنين في العمارة حقته من زماااااااان" .ثم يستمر الحوار بين هذا الرجل الغريب و محمد "وفين ماخذ بابا و رايح يامحمد باشا" "رايحين نشتري شريط xbox " "اف اف! xbox والله باباتك مره مدلعك" " لا مو مدلعني ولا شي. لي شهر بأقوله أبغى الشريط و هو يقول بعدين بعدين" فأطلق الرجل و أبو محمد ضحكات عالية وقال ابو محمد لمحمد ممازحا " كده يا محمد فضحتنا" فرد الرجل "لا لا يا محمد لو بابا ما سوالك شي قولي انا اخليه يعمله على طول". انتهي الموقف.
 
الآن, الم تقتنع بعد انك وبسهوله ستستطيع أن تميز ابناء الفقراء من الاغنياء.
 
الحقيقة المرة هي أن الفقراء ماليا يتحول فقرهم المالي هذا لفقر في كل شئ. والحقيقة الأمر منها انه في تقييم الناس يعمم الفقر المالي ويصبح مقياس المقامات. يحدث هذا وكانه هناك مشكلة في اسناد حديث الرسول صلى الله عليه و سلم (ليس الغنى عن كثرة العَرَض وإنما الغنى غنى النفس). الحقيقة المرة هي في الربط بين فقر المال و فقر النفس.
 
عندما ستراقب محمد ابن الغني (والتسعة اغنياء الاخرين) من خلف الزجاج سينعكس لك وبكل وضوح اثار الغنى النفسي و العزة التي ولدتها اموال ابوه. في القصة، محمد وهو في سن عشر سنوات دخل في حوار كامل مع صديق ابوه ذو الاربعين عاما. خلال الحوار سمع كلمات مثل "الاستاذ محمد" "محمد افندي" "محمد باشا". ثم ختم محمد بما اتضح انه نكته قهقه عليها الكبار. هذا تعزيز و "غنى" نفسي رهيب. محمد يمر تقريبا بمواقف كهذه كل اسبوع. لذا كان هذا الحوار مع الشخص الغريب (و الذي كنت تراقبه من خلف الزجاج) موقف عادي لمحمد. هو وباقي العشرة تعاملو فيه براحة و ثقة.
 
عندما ستراقب محمد ابن الفقير(والتسعة فقراء الاخرين) من خلف الزجاج سينعكس لك وبكل وضوح اثار الفقر النفسي و الذلة التي ولدها غياب اموال ابوه. في القصة محمد وهو في سن عشر سنوات عامله ناصر وكانه لاشئ. في النهاية مسح على راسه وكان محمد تيس أو خروف و ليس انسان. ولعله مسح يده في ثوبه بعدها خوفا من القمل. لذا كان هذا الحوار مع الشخص الغريب و الذي كنت تراقبه موقف غريب لمحمد وباقي العشرة تعاملو فيه بإنكسار و تردد. فهي أول مرة او من المرات القلائل التي يعاملهم أحد بتقدير.
 
لم ستنجح فقط بنسبة 80% ولم لن تحقق 100%؟ لان من العشرين هناك ولدين. هم اولادلأبآء فقراء ماديا لكن مليونيريه عندما يقاسوا بمقايس غنى النفس. وتشرب اولادهم هذا الغنى و انعكس عليهم. مثال على هذا تجده في أولاد بعض أئِِمةالمساجد الفقراء. تجدهم بالرغم من فقر ابوهم الامام اصحاب عزة كبيرة. على الاقل هذا ما لمسته انا.
 
وهناك ولدين آخرين هم أولاد اغنياء مالياً لكنهم رجال كما نقول بالحجازي (مرمطونات). يعشون في ذل صاحب المال الاساسي وحتى يكسبو رضاه (مرمطوا) اولادهم معهم وتشرب اولادهم هذا الفقر و انعكس عليهم.
 
زعلان؟ تحس بعصبية؟ تريد أن "تقطع الفقر و سنينه"؟ سبقك بها سيدنا علي كرم الله وجهه عندما توعد بقتله. تريد أن تلعن التكبر و ازدراء الفقراء؟ هناك وعد ان من يحملهم لن يدخل الجنة. يمكن ان تكون لديك ردة فعل فيها نصح و انتقاد. لكن يمكنك ايضا ان تحلل المعلومة لتستفيد منها.

الجمعة، 13 مارس 2009

كيف تكتشف الموهبة؟


تخيل لو أن لابنك أو بنتك أو أخوك أو أختك الصغار موهوبة. موهبة تفتح له العالم و يغيره بها. أمر رائع صح؟
 
وأنا في الأول المتوسط دخل علينا الاستاذ برهان مدرس الرياضة و قال "مين فيكم يا شباب بيعرف يعوم متل السمكة؟" فكنت من ضمن من رفعوا أيديهم. وفي يوم الاربعاء ذهبنا بباص المدرسة لمكان اسمه "مسبح خزام الدولي" و اكتشفت هناك أن هذه هي بطولة المنطقة الغربية للسباحة. و لأن اسمي يبدأ بحرف الياء كنت في آخر تصفية. جاء دوري، بدأ السباق وعندما وصلت للنهاية اكتشفت أني فزت بالتصفية! كاد يجن الاستاذ برهان من الفرح. ثم دخلت نصف النهائي بعدها بساعة و تأهلت منه للنهائي. 
 
ثم كان النهائي. في الحارة 4 بطل الخليج صاحب الرقم القياسي الخليجي لفئتنا السنية. لم أرى في حياتي ولد عمره 13 سنه ومفتول العضلات من قبل. في الحارات 3 و 5 منافسيه اللدودين وزملاءه في المنتخب. انهيت السباق في المركز الثالث. بل وقد حطمت الرقم المحلي و الخليجي السابق. بطل المملكة في الحارة 4 فاز بالسباق بفارق ربع ثانية عني و عن محقق المركز الثاني.
  
اتصل احد المدربين بوالدي راغباً أن انضم للنادي الكبير الذي يدرب فيه. لكن هذا لم يحدث فقد تخوف والداي من تاثر دراستي. و الاهم من البيئة و المحيط الموجود في الاندية.
 
"بلا موهبة بلا كلام فاضي! اهم شئ الولد او البنت يدرسوا و يصلوا. بعدين الشغل و والزواج و الخلفة" محزن لو اختزلنا الطموح في هذه الخمسة محاور. فآخر اثنين يستطيع فعلها أي قط و قطة في الشارع أو في مقلب زبالة. و الثلاثة الاوائل يقوم بها الملايين (بل البلايين)كل يوم.
 
الموهبة وسيلة و ليست غاية. الموهبة تذكرة تفتح الافاق. احيانا يكون استغلال الموهبة بشكل مباشر فتتحول لمصدر الرزق و النجاح (كما قادت بيل غيتس موهبته في البرمجة لانشاء مايكروسوفت) و احيانا يكون استغلالها بشكل غير مباشر فتصبح بسبب موهبتك مفتاحًا لخير ونجاح اخر اكثر اهمية (صعق الناس عندما قال اندريه اجاسي ان التنس بالنسبة له لم يكن اكثر من محطة اوصلته لجمعيته الخيرية)
 
فيما يلي سأستعرض معك أمور استنتجتها قد ترفع من نسبة ان يكون هذا الصغير الذي يهمك امره موهوب ناجح:
 
1. احرص ان يجرب كل شئ. فعلى ورقة اكتب اسم الطفل ثم اخرج منه فروعا واكتب على كل منها الاساسيات التالية: العلوم، الاداب، الرياضة، الفنون، وكل الفروع الاساسية الاخرى.
 
2. اخرج من كل فرع فروعا اخرى تحمل التخصصات. فاخرج من العلوم رياضيات، احياء، فلك، جيلوجيا،....... ومن الاداب: تلاوة و حفظ القرآن، شعر، الكتابة، التاريخ،........ و من الرياضة: الالعاب الجماعية (كرة، سلة،...) العاب المضرب (تنس، ريشة،...)، العاب النزال (سلاح الشيش، كارتيه،...) و العاب القوى. من الفنون: التمثيل الغناء الرسم العزف النحت، .... وهكذا.
 
3. قم بفلترة هذه الاختيارات. واستثني منها ما يعد الدخول فيه صعب إما لحاجز مادي (فركوب الخيل هواية مكلفة لو كان دخلك محدود) او حاجز جغرافي (فهوكي الجليد مثلا خارج الاحتمال لو تعيش في المملكة). او حاجز ديني  (كهواية رقص التانجو لابنتك مع ولد في مدرسة مدام شانتيل للفنون الراقية).
 
4. ضع برنامجًا يضمن أن يتعرف ابنك او بنتك على اكبر عدد ممكن (ان لم يكن كل) الاختيارات المتبقية. راقب حماسه ومقدرته الفطرية في كل هذه الانشطة. قارنه بأقرانه و ابحث عن تميزه ونبوغة. سجله في حلقة تحفيظ. سجلها في حصص تايكواندو. اشركه في برنامج رسم صيفي. اقنعها ان تسجل في فريق التمثيل في المدرسة. وهكذا، اجعل سنوات الطفولة مختبر تجربة لكل شئ ممكن.
 
5. لا تقيم الاختيارات وتحكم عليها. فلو شد ابنك الطبخ فلا تعارض. ولو شد او برعت ابنتك في سلاح الشيش او النجارة فلا تمانع. لا تكن ضيق الافق معتقدا أن هذا يؤثر على الرجولة أو الانوثة. التربية الجنسية شئ والهوايات شئ.
 
الاهم من هذا كله أن لا تضيع الفرص الذهبية. و هي ان يكون ابنك محظوظا جدا ليكون موجودا في الوقت المناسب في المكان المناسب لفرصة لا تحدث إلا مرة في المليون. كأن يكون ملاصق لبيتكم ملعب سكواش و المدرب رجل ظريف. يسمح لابنك أن ياتي و يلعب مجانًا في أي وقت كل يوم. وابنك احب اللعبة. عندها سيحصل ابنك على فرصة ذهبية. فكم ولد من ملايين الاولاد يستطيع ان يتدرب ل3,000 ساعة من السكواش بين عمر ال  6 و 16 سنه؟ قليل جدا. وهنا احتمال أن يصبح ولدك بطل عالمي في اللعبة مرتفع. 
 
أو أن تكون جارتكم  في البناية تتكلم 5 لغات وابنتكم مفتونة بها وتسالها دائما عن معاني الكلمات بالايطالي و اليوناني و الفرنسي. ولأن الجارة تحب التدريس فكانت بنتك تدرس عندها اللغات 4 ايام في الاسبوع. تخيل ابنتك متخرجة من الثانوية ليس فقط بشهادة و لكن تتحدث بخمس لغات غير اللغة العربية. تخيل ابنتك موظفة كبيرة في وزارة الخارجية. ياسيدي..... وزيرة خارجية.
 
انتظر التعليقات بفارغ الصبر. لكن اتمنى ان لا تنحصر في تقييم الهوايات من ناحية الملائمة و الحكم الشرعى. فتفصل لنا ان هذا "حرام" وذلك "عيب". بهذا تكون انت في وادي و الرسالة في وادي. لا تنسى النقطة رقم 3 فهي تعطيك الحق ان تخرج كل ما لايعجبك.