كل جمعة نجتمع للغذاء في بيت جدتي حفظها الله. عادة أكون من أول الواصلين. فيتسنى لي الدردشة معها قليلا قبل هجوم الباقين. كل جمعة تكرر لي نفس الجملة "اليوم كانت خطبة الحرم من اروع مايكون" ثم تكمل "ماني فاكرة ايش قال الشيخ او ايش كان موضوعها لكنها كانت ماشاء الله ممتازة". فما بين ظروف جدتي من كبر، و رتابة اسلوب خطباء المساجد، لا اعتقد انها وحدها.
الجمعة، 14 أغسطس 2009
عمرو خالد, الفيمتو, التراويح والتمر
الأحد، 9 أغسطس 2009
لماذا اطفال و مراهقي هذا الجيل لا يعرفون شئ؟
*الاجابات: قائد روماني هو السبب في تحويل روما من جمهورية الى امبراطورية, مدينة لاباز, اهم الاعمال هي أوليفر تويست، أنشودة عيد الميلاد، حكاية مدينتين، ديفد كوبرفيلد، آمال كبرى
"لكن اطفال هذا الجيل أذكى بكثير ممن قبلهم، انظر كيف يلتهمون التكنولوجيا التهامًا" معرفة طرق لتعدية firewallأو سرعة الطباعة ليست ذكاء. وبالرغم من ان الذكاء بالنسبة للبشرية يظل صندوق أسود. لكن تقييم مقدار معرفة المعلومات العامة و الثقافه لدى الاجيال هو المقياس العام المتوفر.
تريد أن تختبر الموضوع؟ اسأل ابناء هذا الجيل عن اسماء رؤساء دول عربيه (مصر، ليبيا، عمان،اليمن...) رؤساء (ماشاء الله) لهم فترة طويلة في الحكم. ستكتشف أن نسبة من سيخطئ أو لا يعرف كبيرة. أنا و أولاد فصلي قبل خمسة عشر سنة كان لا يمكن تقريبا لأحد منا أن لا يعرف معلومة كهذه. اختر ماشئت من الاختبارات: تاريخ, الحياة البرية, جغرافيا, كبار الصحابة, السياسة. ستكتشف انه "أبيض يا ورد" جرب حتى مواضيع مثل: موديلات السيارات و اسمائها, حتى جميلات السينما او الرياضة. ستجده غالبا "ابيض يا ورد".
على فكرة، هل أنت فاهم تمامًا ما اعنيه؟ أنا لا اقصد الذكاء و الدراسة. أنا اقصد المعرفة.
فالمعلومات العامة عند أبي واغلب الآباء هي أوسع مما اعرف أنا و أغلب من في سنّي. و سيتكرر نفس الشئ معنا و مع جيل ابناءنا. احتمال معرفه والدك و ابناء جيله لمن هو يوليوس قيصر او عاصمة بوليفيا او اسم رواية ل تشارلز ديكنز* اعلى بكثير من احتمالية معرفتك أنت او احد ابناء جيلك بذلك. و هي نسبة أعلى بكثير من تلك التي سيحققها ابناء جيل الأطفال الحالي عندما يكبرون.
"بم تفيد هذه المعلومات العامة إلاإذا كنت تنوي الاشتراك بمن سيربح المليون؟". طبعا تفيد. و هي مؤشر قوي لدراية و علم الشخص.
اذن لم هذا هو الحال (هذا لو كنت اقتنعت)؟ لم أصبح من النادر أن تقابل طفل أو ولد و تحس أنه لماح وواسع الادراك؟ أحد الأسباب قد يكون في تخصص الاطفال والمراهقين فيما يحبون فقط.
أنا في سنوات المتوسطة (12-15 سنه) كان أهم شئ في بالنسبة لي متابعة ومشاهدة كرة القدم. ولأني عشت هذه الفترة في بداية التسعينيات الميلادية فقد كانت المادة الرياضية المتوفرة محدودة. فإجمالي ما كان متوفر لي بجانب المباريات المنقولة على الهواء مرة او مرتين في الاسبوع كانت عبارة عن ملخص الدوري الايطالي الأسبوعي كل ليلة سبت. و الانجليزي كل ظهر خميس. وملخص كرة السلة الامريكية كل ظهر جمعة. بالاضافة للصفحات الرياضية في صحيفة والدي و الأخبار الرياضية في نشرة التاسعة. أي أن مراقبة كل شاردة وواردة كانت تستهلك مني ما معدله أقل من ساعة في اليوم. لذا كان لابد من ملئ الفراغ. فدخلت هنا امور اخرى على خط الاهتمام. فاصبحت اتابع كل الرياضات. واتجول في الجريدة احياناً بما يتعدى صفحات الرياضة, و اشاهد مختلف برامج التلفزيون. والافلام و المسلسلات الاجنبية و العربية. و برامج مسابقات. وكنت العب video games وأعمل في الاجازات. بل ومن الملل احيانا كنت اقرأ. فيتوسع الادراك.
اليوم, من هو بعمر 14 سنة وهو مثلي يعشق الكرة فلن يجد وقتاً لأي اهتمام آخر. فاليوم هو يتابع اكثر من 30 قناة رياضية متخصصة. و أيام السبت و الأحد و منذ عودته من المدرسة في الظهر و حتى الواحدة صباحاً يتابع أهم مباريات الدوريات الاوربية الكبرى. نفس الشئ يتحقق مساء كل ثلاثاء و اربعاء وخميس بدوري الأبطال و الكؤوس. اضف لذلك الدوري المحلي و البرامج المتخصصة. بالاضافة للمباريات المسجلة.
الأهم من ذلك الانترنت. الانترنت يساعد الشخص في أن يختص في اهتمامه و يضيق الافق عليها. يمكن لهذا المراهق ان يتفرغ فقط لمتابعة كرة القدم. بل الدوري الايطالي. بل فريق ميلان. بل يمكنه أن يتخصص في اهتمامه و يضيق الأفق على لاعب.
لذا فهو ولمدة قد تصل لسنتين او ثلاثة لا يدخل عقله من المحتويات الثقافية او الترفيهية سوى شئ واحد. يتخصص فيه بشكل كبير لدرجة يمكن ان تعتبرة خبيرا فيهاو "متخصص". فيضيق الافق في سن صغيرة و لايتوسع الادراك. فلا يعرف ابسط قوانين كرة اليد، ولا الافلام و المسلسلات، ولا تمر عليه معلومات برامج المسابقات. و طبعا لا يقراء.