moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الجمعة، 14 أغسطس 2009

عمرو خالد, الفيمتو, التراويح والتمر

كل جمعة نجتمع للغذاء في بيت جدتي حفظها الله. عادة أكون من أول الواصلين. فيتسنى لي الدردشة معها قليلا قبل هجوم الباقين. كل جمعة تكرر لي نفس الجملة "اليوم كانت خطبة الحرم من اروع مايكون" ثم تكمل "ماني فاكرة ايش قال الشيخ او ايش كان موضوعها لكنها كانت ماشاء الله ممتازة". فما بين ظروف جدتي من كبر، و رتابة اسلوب خطباء المساجد، لا اعتقد انها وحدها.

هل شهر رمضان بالنسبة لنا في العام كماهي الخطبة بالنسبة لجدتي والاغلب من الناس في يوم الجمعة ؟ أي أن رمضان هو حماس و انسجام ثم انقطاع وفقدان اتصال.

يجب أن نخضع رمضان قبل أن ينورنا (أو أن يداهمنا) للتحليل. هل رمضان بالنسبة لنا هو مهرجان فلكرولي روحاني؟ فيه تراويح و تمر، قرآن و قمر الدين، سهر وسحور. ثم يأتي واحد شوال وخلاص.... ينتهي المهرجان.

على فكرة. هناك شبه كبير بين رمضان (أو مظاهرة اليوم) و المهرجانات. فهو اليوم كأنه the circus is back in town .فالسيرك يتم في خيمة و رمضان ملئ بالخيم. له مشروباته ومأكولاته الخاصة وكذلك السيرك بالفشار وحلوى القطن والفول السوداني. وعروض الاسود و المهرجين والباليه تستبدل بالمسلسلات التاريخية و الكومدية و الدرامية. وكما أن السيرك يصحبه عادة بازار فيه ألعاب و هدايا. كذلك رمضان ببازاراته و اسواقه الخيرية.
لنقم بعمل تشبيه آخر. الجوال مثلاً. فهذا الجهاز ليكون مفيداً يحتاج لأمرين: الشحن والاستخدام بمعرفة (أي العمل بعلم). لو افتقد لأي منهم أصبح قطعة خردة تصلح ثقالة ورق أو ركازة باب. كذلك المسلم يحتاج لأمرين: يحتاج لأن يشحذ همته ويحصل على الطاقة الروحانية من العبادة والاتصال بالله (الشحن). وكما أنه يحتاج العمل في أبواب البر و العلم و الاحسان و الاصلاح (الاستخدام). ولو افتقد المسلم لأي منهم أصبح مهدد بالتحول لغثاء.

انا أظلم نفسي و أظلم رمضان معي عندما أحاول الاستفادة منه أحياناً. إليك أمثلة:

1. شهر القرآن: بدون شك أن رمضان شهر ارتبط بالقرآن و تلاوته. أشهر ما يستشهد به هو أن السلف كانو يغلقون كتب العلم و يوقفون حلق الذكر حتى يتفرغوا لقراءة القرآن. المصيبة أنني استشهد بنصف هذه القصة الأخير و انسى النصف الأول. استشهد بالنصف المذكور فيه أنهم كانوا يقرؤا القرآن في شهر رمضان. لكني أترك النصف الأهم من القصة. هو أن الجماعة كانوا في عمل وعلم كبيرين 11 شهر!!!

حالي في هذه القصة كما هو حال من يعاني السمنة المفرطة. فيسمع أن خبير اللياقة الفلاني كان يراقب سعراته الحرارية و يحاول المشي بقدر الامكان. متبعاً لهذا الشق الثاني من النصيحة، قرر أن يمشي مسافة 200 متر من مكدونالدز لباسكن روبنز بدلًا من الذهاب بالسيارة. فهو أخذ بالجزء الذي أحب من القصة و ترك الجزء الذي فيه أن خبير اللياقة هذا كان يتغذى بلفة خس و يحلي بخمسة زبيبات.

لي ظروف وللسلف ظروف. محاولة الاستعباط وحشر نفسي معهم ليس ما سيحقق أكبر فائدة من رمضان. who am i kidding. بالنسبة لهم كان رمضان شهر حصاد و إغلاق حسابات. بالنسبة لي فرمضان هو شهر الزرع و بداية صفحة جديدة.

لذا لن أقع فريسة السباق المحموم لتكديس ختمات التلاوة. لأنها في السنوات الخمسة عشر الأخيرة قد اثبتت فشلها في اكتسابي لعادة التلاوة و العلم و الذكر. بل سأوازن بين الختمات وبين قراءة كتب العلوم الشرعية. سأقتدي بالسلف بما كانو يفعلون في 12 شهر وليس في شهر واحد.

2. البرامج الدينية: عمرو خالد يظل the king. و مصطفى حسني يمتلك أسلوباً يجعلني كالصلصال بين يديه. كلهم حفظهم الله نجوم في السماء. لكن، ما يقدمونه لنا هو (شحن) في اغلبه و في أساسه. نعم يحاولون التنويع في الأسلوب و المواضيع لكن تظل هذه البرامج هي برامج تشجيع و شحذ همم. عمرو خالد هو داعية. ولكنه داعية ذكي جداً. فهو يخفي رسالته الدعوية في غلاف قصصي شيق. مرة يحكي في السيرة، ومرة قصص القرآن، ومرة الأنبياء، و الصحابة. كل ذلك حتى لا نمل. لكن هدف كل حلقة تقريبا ًمن كل سلسلة هو (صلوا، تحجبوا، اتقوا، اعملوا). نعم، يدخل في الاجتماعيات أحياناً بسلاسل كالجنة في بيوتنا و صّناع الحياة. لكن في الأساس هو داعية هدفه شحذ همم الناس حتي يصلوا، يتحجبوا، يتقوا و يعملوا. عمرو خالد طبيب ذكي. يغلف الدواء بطبقة حلوى.

علي ان أكون حذراً لأن لا يتحول عمرو خالد لكأس عصير فيمتو (مشروب رمضاني شهير في المملكة). وأن لا تتحول التراويح لأحدى فعاليات مهرجان "رمضان غير". علي أن اتنبه لفخ أن تصير العبادة عادة.

لسنوات وأمي تذهب لدرس دين أسبوعي عند احدى داعيات جدة المشهورات. وفي بداية كل موسم تحرص امي و رفيقاتها من "المخضرمات" على تصدر المجلس. الى أن فجرت هذه الداعية المفاجأة لهم قبل فترة عندما قالت لهم:"انتو الى متى ح تفضلو تحضروا هادي الدروس؟ هو هو الكلام. ابدأو اشتغلو ياأخوات". استمرار سماعي لدروس شحذ الهمم و الدعوة بدون اتخاذ أي خطوات ايجابية يجعلني عرضة لأقع في فخ التبلد. تصبح معجزات الأنبياء و بطولات الصحابة و قصص السلف بدون وقع. فقد سمعتها مئة مرة.

لذا لن أضيع هذا الشحن. سأتابع عمرو خالد ولن أفوت مصطفى حسني. وسأستأنس بقصص الشيخ عايض وسأتفكر في عبر الشيخ وجدي غنيم المضحكة المبكية. سأعود للرسالة و اقرأ. لكني لن اكتفي بهذا الشحن. بل سأوازن بينه و بين المادة العلمية الاساسية. سأتعمد متابعة برامج التفكر البعيدة عن التشجيع و الشحن. كبرامج الشيخ سلمان العودة مثلًا.

"ياياسر لم المخاطرة بالتغير؟ رمضان شهر لا يتحمل النظريات و الفلسفة؟". لأن الانسان عندما يجرب طريقة ثم يفشل فيها عليه أن لا يكرر نفس الطريقة.
ماهو الفشل؟ الفشل هو عدم تبدل الحال بعد رمضان الى أحسن. هذا هو المقياس. فلو كان حالك بعد رمضان الماضي هو افضل مما كنت قبله فأستمر. أنت على الطريق الصحيح. أما لو أنك عدت في مابعد رمضان لما كنت عليه قبله فعليك التفكير جيداً فيما ستغير في رمضان هذا القادم بعد أيام.

بالنسبة لي هذا ال approachهو الفيصل الذي يحدد هل رمضان كان مفصلياً في مشوار حياتك و حولته لغرفة ولادة لنفس جديدة. ،أم مهرجان فلكرولي.
 
لا تنسى ان تسجل عنوانك البريدي. فهناك رسائل و عروض فقط لمن يزودونا بمعلوماتهم. فقط سجل الاسم و الايميل في المنطقة المخصصة فوق على اليسار. ويمكنك الغاء الاشتراك بكل سهولة ان لم يناسبك الامر.

الأحد، 9 أغسطس 2009

لماذا اطفال و مراهقي هذا الجيل لا يعرفون شئ؟

اعتذر على العنوان القاسي. لكن الا تتفق معي انه أصبح من النادر أن تقابل طفل أو ولد و تحس أنه واسع الادراك؟ المعلومات العامة و الثقافه لدى هذا الجيل تختفي و تخف بسرعة. آفاق الاهتمامات تنحصر في مسائل أبسط و الافق اصبح أضيق. فإذا سألته عن أي شئ في غير الموضعين أو الثلاثة التي يحب ترتسم على وجهه "تبليمة" لا تقدر بثمن. و بعد ثانيتين او ثلاث من السؤال يقول لك: "هه!"
 
"لكن اطفال هذا الجيل أذكى بكثير ممن قبلهم، انظر كيف يلتهمون التكنولوجيا التهامًا" معرفة طرق لتعدية firewallأو سرعة الطباعة ليست ذكاء. وبالرغم من ان الذكاء بالنسبة للبشرية يظل صندوق أسود. لكن تقييم مقدار معرفة المعلومات العامة و الثقافه لدى الاجيال هو المقياس العام المتوفر.
 
تريد أن تختبر الموضوع؟ اسأل ابناء هذا الجيل عن اسماء رؤساء دول عربيه (مصر، ليبيا، عمان،اليمن...) رؤساء (ماشاء الله) لهم فترة طويلة في الحكم. ستكتشف أن نسبة من سيخطئ أو لا يعرف كبيرة. أنا و أولاد فصلي قبل خمسة عشر سنة كان لا يمكن تقريبا لأحد منا أن لا يعرف معلومة كهذه. اختر ماشئت من الاختبارات: تاريخ, الحياة البرية, جغرافيا, كبار الصحابة, السياسة. ستكتشف انه "أبيض يا ورد" جرب حتى مواضيع مثل: موديلات السيارات و اسمائها, حتى جميلات السينما او الرياضة. ستجده غالبا "ابيض يا ورد".
 
على فكرة، هل أنت فاهم تمامًا ما اعنيه؟ أنا لا اقصد الذكاء و الدراسة. أنا اقصد المعرفة.
 
فالمعلومات العامة عند أبي واغلب الآباء هي أوسع مما اعرف أنا و أغلب من في سنّي. و سيتكرر نفس الشئ معنا و مع جيل ابناءنا. احتمال معرفه والدك و ابناء جيله لمن هو 
يوليوس قيصر او عاصمة بوليفيا او اسم رواية ل تشارلز ديكنز* اعلى بكثير من احتمالية معرفتك أنت او احد ابناء جيلك بذلك. و هي نسبة أعلى بكثير من تلك التي سيحققها ابناء جيل الأطفال الحالي عندما يكبرون.
 
"بم تفيد هذه المعلومات العامة إلاإذا كنت تنوي الاشتراك بمن سيربح المليون؟". طبعا تفيد. و هي مؤشر قوي لدراية و علم الشخص.
 
اذن لم هذا هو الحال (هذا لو كنت اقتنعت)؟ لم أصبح من النادر أن تقابل طفل أو ولد و تحس أنه لماح وواسع الادراك؟ 
أحد الأسباب قد يكون في تخصص الاطفال والمراهقين فيما يحبون فقط.
 
أنا في سنوات المتوسطة (12-15 سنه) كان أهم شئ في بالنسبة لي متابعة ومشاهدة كرة القدم. ولأني عشت هذه الفترة في بداية التسعينيات الميلادية فقد كانت المادة الرياضية المتوفرة محدودة. فإجمالي ما كان متوفر لي بجانب المباريات المنقولة على الهواء مرة او مرتين في الاسبوع كانت عبارة عن ملخص الدوري الايطالي الأسبوعي كل ليلة سبت. و الانجليزي كل ظهر خميس. وملخص كرة السلة الامريكية كل ظهر جمعة. بالاضافة للصفحات الرياضية في صحيفة والدي و الأخبار الرياضية في نشرة التاسعة. أي أن مراقبة كل شاردة وواردة كانت تستهلك مني ما معدله أقل من ساعة في اليوم. لذا كان لابد من ملئ الفراغ. فدخلت هنا امور اخرى على خط الاهتمام. فاصبحت اتابع كل الرياضات. واتجول في الجريدة احياناً بما يتعدى صفحات الرياضة, و اشاهد مختلف برامج التلفزيون. والافلام و المسلسلات الاجنبية و العربية. و برامج مسابقات. وكنت العب video games وأعمل في الاجازات. بل ومن الملل احيانا كنت اقرأ. فيتوسع الادراك.
 
اليوم, من هو بعمر 14 سنة وهو مثلي يعشق الكرة فلن يجد وقتاً لأي اهتمام آخر. فاليوم هو يتابع اكثر من 30 قناة رياضية متخصصة. و أيام السبت و الأحد و منذ عودته من المدرسة في الظهر و حتى الواحدة صباحاً يتابع أهم مباريات الدوريات الاوربية الكبرى. نفس الشئ يتحقق مساء كل ثلاثاء و اربعاء وخميس بدوري الأبطال و الكؤوس. اضف لذلك الدوري المحلي و البرامج المتخصصة. بالاضافة للمباريات المسجلة.
 
الأهم من ذلك الانترنت. الانترنت يساعد الشخص في أن يختص في اهتمامه و يضيق الافق عليها. يمكن لهذا المراهق ان يتفرغ فقط لمتابعة كرة القدم. بل الدوري الايطالي. بل فريق ميلان. بل يمكنه أن يتخصص في اهتمامه و يضيق الأفق على لاعب.
 
لذا فهو ولمدة قد تصل لسنتين او ثلاثة لا يدخل عقله من المحتويات الثقافية او الترفيهية سوى شئ واحد. يتخصص فيه بشكل كبير لدرجة يمكن ان تعتبرة خبيرا فيهاو "متخصص". فيضيق الافق في سن صغيرة و لايتوسع الادراك. فلا يعرف ابسط قوانين كرة اليد، ولا الافلام و المسلسلات، ولا تمر عليه معلومات برامج المسابقات. و طبعا لا يقراء.
 
عليك ان تحاول منع ضيق الافق هذا. و اسمح لي ان اقدم لك بعض ما يمكن فعله:
  1. قم بتوسعة مدارك اولادك والاطفال من حولك. لو اخذنا موضوع الهواية مثلا: إذا كان يلعب كوره احرص على ان يجرب التنس، السله، السباحة، الجري. و اذا كانت تحب الكمبيوتر احرص على ان تجرب الرسم، القراءة، الرياضة، التمثيل،..... إذا لزم الأمر ان تجبرهم (على التجربة و ليس استمرار الممارسة) فأفعل. و يمكنك تحقيق ذلك باستخدام العصا و الجزره (او الترغيب و الترهيب).

  2. كلما يسألك سؤال حاول أن تجعله يجد الاجابة بنفسه. فاذا سال "ماما فين بوليفيا؟" فلا تعطيه الاجابة و لكن اطلبي منه ان يبحث عن الجواب في القاموس. او في Google او wikipedia

*الاجابات: قائد روماني هو السبب في تحويل روما من جمهورية الى امبراطورية, مدينة لاباز, اهم الاعمال هي أوليفر تويست، أنشودة عيد الميلاد، حكاية مدينتين، ديفد كوبرفيلد، آمال كبرى