moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

السبت، 10 يناير 2009

لماذا قد يكون في التسويق حل لازمة فلسطين

في محاضرة في الغرفة التجارية، عرض مجموعة من الشباب من أصحاب إحدى وكالات الدعاية تفاصيل حملة دينية توعوية للشباب. أثناء شرحها و شرح أهدافها قال أحدهم انه لو كان البخاري و مسلم بيننا اليوم لاختارو ان يتخصصوا في مجال التسويق وذلك لمافيه من قدرة على التاثير و توصيل المعلومات. بالرغم من إيماني بقوة و أهمية التسويق لكني أستثقلت الجملة. فلم اتخيل البخاري تاركا علوم الحديث و التحقيق ويصمم حملة لشامبو herbal essence .


لكن اليوم اعدت النظر في رأيي هذا. لأنه عندنا ازمة تسويق و علاقات عامة PR and Marketing في القضية الفلسطينية. انا لا اتحدث عن الازمة من منطلق صراعات اديان. ولا من مجموعات التاثير و المصالح lobbying. ولكن من الدور الرائع التي تلعبه ماكنة التسويق و العلاقات العامة الاسرائيليه مقابل ما نقوم به نحن.

بدلا من الشرح دعني اقدم لك امثلة لبعض الحملات التي يمكن ان ننفذها و نتبناها:

1. حملة عالمية تلعب على وتر عدم معادات الاسلام للسامّية او اليهودية. هذه مهمة جدا، لان العالم يعتقد ان المسلمين هدفهم و جزء من ديانتهم هو تدمير اليهود. لذا ستكون رسالة هذه الحملة كالاتي "الاسلام لا يعادي اليهودية. فقتل اليهودي او اي انسان مهما كان بدون جرم اقترفه محرم في ديننا. منع اليهودي من مزاولة دينه او اجباره على الاسلام حرام. المسلم لا يأكل الا مما يذبحه المسلم او المسيحي او اليهودي. و المسلم لا يتزوج الا من مسلمة او المسيحية او اليهودية. ما يترجم لكم من ادعية يقولها المسلمون في دعاء القنوت مثل اللهم دمر اليهود, شل ايديهم, يتم اطفالهم, جمد الدم في عروقهم،......... المقصود به الانتقام من الظالم او الفضفضة و ليس التقرب و التعبد الديني. وهو وان اطلق فلا يقصد به الا الظالمين و المتعدين منهم وليس اليهودي الذي تشتري منه الخبز في اخر الشارع. نحن يدعي ويقول بعضنا هذا الكلام من شدة ما نحس من ظلم وقلة حيلة كمسلمين"

2. حملة عالمية تلعب على وتر ان اسرائيل اكبر دولة عنصرية في العالم. هذه مهمة جدا لان العالم اليوم يكره و يستحقر اي وجه من اوجه العنصرية. لذا ستكون رسالة هذه الحملة كالاتي " اسرائيل هي اكبر دولة عنصرية في العالم. فهاهي جنوب افريقيا و امريكا وقد شهدتا تطورا كبيرا في اشد عنصرياتهم وهي العنصرية ضد السود. بل اختاروا رؤساهم منهم. واسرائيل تعيدنا لعصور الظلام و عنصرية القهر بما تمارسه ضد العرب و المسلمين. وهاهي المانيا وقد دمرت جدار العنصرية و اسرائيل تبني واحدا يفصل بين الناس على اساس العرق"

3. حملة عالمية (فيها القليل من الخبث المشروع و اصطياد في المياه العكرة) تلعب على وتر ان اليهود بجشعهم و حبهم للمال هم سبب ازمة اقتصاد اليوم. هذه مهمة جدا لان امريكا اليوم لا يشغلها موضوع مثل هذا الانهيار. وهم كالمسعورين يبحثون عن من يوجهون له اصابع الاتهام. لذا ستكون رسالة هذه الحملة كالاتي " في حين ان اليهود يتمتعون بقصورهم و اموالهم و طائراتهم، يكافح الامريكي الشريف ليدفع فواتيره و يبقى في بيته. و في حين ان ستاربكس يلوح بتقليل فروعه و تسريح موظفيه، يضخ ملايين من ارباحه للاقتصاد و السلاح الاسرائيلي بدلا من مساعدة الازمة الاقتصادية. وهاهي شركات السيارات الكبرى تنازع الموت. و ينازع معها ملايين الامريكان العاملين بهذه الصناعة العظيمه. و ينازع معهم العرب و المسلمون الذين لا تجد مكان في امريكا فيه تكدس عرب كذلك الذي في مدينة ديترويت. يخدمون و يكافحون معكم في هذه المدينة العظيمة. في حين ان اليهود يتبرعون لبناء الاسواق و الملاعب في تل ابيب"

4. حملة عالمية (فيها خبث و اصطياد في المياه العكرة) تلعب على وتر رأي اليهود في المسيح عليه السلام و امه السيدة مريم.

5. حملة عالمية تلعب على وتر ان غزة اليوم و بسبب الحصار الذي يمنع الكهرباء و النفط فهم يبدعون. فقد اخترع مهندس فلسطيني في غزة سيارة ثورية تعمل بالبطارية.

"انت عبيط ولاّ بتستعبط!!!! انت فاكر انه لو قلت الكلام الخايب داه راح تقول لك دول العالم آسفين، خذوا فلسطين يا جماعة و فوقيها بوسة؟"


غالبا لا. انا اعرف ان الموضوع معقد. و لا ينبغي ان يتعامل الانسان بسذاجة. فهناك مؤثرات قوية قد تمنع من ان يظهر حق قضية فلسطين للعالم بهذه البساطة.

لكن سيكون امر محزن و محبط لو فقدنا الامل في انسانية البشر ودافعهم الفطري للحق و الخير. هل انت مستعد لتفعل ذلك وتتخلى عن هذا الامل و الايمان؟ انا شصيا لا.

في نفس الوقت. لاننا نرى ان القضية قضية سرقه واضحة وضوح الشمس و لا تحتاج لشرح. اصبحنا لا نتنافس مع اسرائيل في تقديم دفاع عن قضيتنا. لذا هم استغلوا هذا و قلبوا المفاهيم. لهذا يجب ان نعود لارض الملعب.

الأحد، 4 يناير 2009

لماذا ينبغي ان تكون هذه هي قضيتك الاولى؟

في لقطة لأحد الافلام عادل امام خرج بين الناس "ملط" بالملابس الداخلية. كلما يسأله احد "بتعمل ايه؟" يخبرهم انه يحتفل بمولد سيدي العريان. مع مرور الوقت تجمع حوله عشرات من العرايا يشاركوه الاحتفال. وهكذا, وبكل سخف و سذاجة, وبدون معرف او سؤال او تحقق, اختاروا هؤلاء ان تكون هذه هي قضيتهم. وتظاهروا و هتفوا من اجلها.
 
مؤكد انك لست كذلك. و لديك نظام تحدد من خلاله ترتيب القضايا التي تهمك و تشغل بالك؟ و قد تكون احدى الطرق التي تقيم بها القضايا هي بناء على ثلالثة عوامل:
 
1. من الظالم (او المدعى عليه في حالة انك لم تصدر حكمك بعد)؟
2. من المظلوم (او المدعي)؟
3. ماهو الظلم (او الوضع محل النزاع)؟
 
اذا قمت بهذا التحليل فسأستغرب ان وصلت لاستنتاج لا يضع في المركز الاول قضية فلسطين.
 
فالظالم اسرائيل.
 
والمظلوم اخوك و اختك.
 
اما الظلم فهو ما حدث و يحدث في فلسطين المباركة. مسرى الرسول وقبلة الصلاة لسنة و نصف عند بداية فرضها.
 
حتى تستمر هذه الرسائل تعرض الجوانب التحليلية غير المألوفة للامور، فكر معي في هذا الظلم الاقتصادي: لو فلسطين لازالت اليوم فلسطين، او على الاقل دولة صاحبة سيادة و عاصمتها القدس. فستكون انهت ٢٠٠٨ بملايين السياح القادمين للسياحة الدينية (لنقل ١٥ مليون سائح من ٥ مليون مسلم للاقصى، ٥ مليون مسيحي لكنيسة المهد، و ٥ مليون يهودي للحائط). لنفرض ان كلا منهم كان سيضخ ٥ الاف دولار في الاقتصاد الفلسطيني (فيزا للزيارة، فنادق، رحلات، مواصلات، اكل، مشتريات،.....). هذا بمفرده دخل قدره ٧٥ بليون في السنة.
 
ثم تخيل فندق، فندق اي كلام، ٣ نجوم وغرفه مطلة على شارع خلفي. لكنه في وسط القدس. تخيله و سعر الغرفة خارج المواسم ب ٢٠٠ يورو لليلة و يصل ل٣٣٠ يورو في المواسم (كرمضان للمسلمين و اعياد الميلاد في ديسمبر). تخيله full طوال السنة.
 
اخترت جزء من جزء من جزء من الظلم. كما انه اقلها اهمية لانه يقدر بثمن. حيث ان اهم الاضرار التي راح ضحيتها البشر و المقدسات لا تقدر بثمن.
 
الدعم بالدعاء و المال واجبات عليك. على الاقل عليك ان تقوم بها حتى تتجنب احتمال ان تدخل نفسك في ورطة انت في غنى عنها يوم القيامة. لذا اتمنى منك هذه الليلة ان تسجد سجدة "عمر اهلك ما سجدت زييها" وتدعو فيها بكل صدق ان يحفظ الله و يؤمن فزع اهل غزة.
 
اما ارتداء الشال وتعليقه على مرأة السياره او ادخاله في تصميم العباءة، او تحميل اغنية جوليا "وين المالايين" على الi-pod ، او إلصاق "القدس في قلوبنا" على السيارة، او تبديل صورك في الfacebook ل"Save Gaza" وغيرها و غيرها من المظاهر فهي ليست واجبات. بل هي شرف!
 
نعم، هي كالنيشان الذي لا يحق لك تعليقه الا بحقه. استخدام هذه المظاهر بدون حقها تطفل. بل قد يكون خداع.
 
ماهو حقها؟ ان تعرف "هوه في ايه بالضبط؟". يعني, ان تعرف اساسيات القضية. اساسيات مثل الاستعمار الانجليزي ووعد بلفور، الاحتلال الصهيوني و نكبة ٤٨، نكسة ٦٧، العاشر من رمضان (او ٦ اكتوبر) في ٧٣، من هي حماس، من هي فتح، انتفاضة الحجارة الاولى و الثانية، خطط و معاهدات السلام، قرارات مجلس الامن حيال القضية (اهمها قرار التقسيم). واخيرا، اختم بالمرور على مصائب الطرفين (مجازر الاسرايلين في دير ياسين، صبرا و شاتيلا و جنين) (فضائح العرب وضعف السياسة قبل وبعيد 48 والمشاركة في صبرا و شاتيلا).
 
مشاهدة الجزيرة و باقي القنوات العربية او مشاهدة الCNN وباقي القنوات العالمية هذه الايام ليست الطريقة لمعرفة قضية فلسطين. فبالنسبة لحماس و لاسرائيل الاعلام الان هو اداة معركة. لكن من المهم المشاهدة للاطلاع على "الاحداث" و ليس القضية. او ان تشاهد لتستجمع عواطفك حتى تدعو بتركيز. او لانه واجب الاخوة. والكل وارد و محمود.
 
"ياياسر لا يكون قلبك حجر. هذا ليس وقت تنظير و التسلية بقراءة التاريخ. في اطفال بتموت وانت تبغانا نعمل بحث!". نعم, لان الظلم وصل لما وصل له, وجب الان اكثر من اي وقت مضى ان تعرف اكثر.
 
اسهل طريقة لتفعل ذلك ( ان تعرف هوه في ايه بالضبط) هو ان تذهب لمكتبة و تشتري كتاب رائع اسمه "فلسطين، التاريخ المصور" للدكتور طارق السويدان. والكتب حول الموضوع كثيرة. يمكنك ان تبدا القراءة فيه من الجزء الذي يبدأ في القرن العشرين (١٩٢٠ الى اليوم). كذلك "غوغل" الموضوع لتحصل على وجة النظر الاخرى من القضية. وابحثه في http://wikipedia.org/ كما يمكنك ان تسأل ٣ ممن تثق فيهم عن موقفهم من القضية.
 
و بعد هذا ينبغي ان تحدد موقفك من القضية. و ماذا تريد. هل تريد السلام و ضمان حق العودة للضفة و القطاع؟ قرار ٤٨؟ او غير ذلك؟
 
لوسمحت. لا تستهزئ بالفلسطينين و توهمهم انك معهم وانت لا تعرف شئ عن الموضوع. فالمسألة جد و ليست لعب.
 
اوأكد لك انك لو تتبعت قضية فلسطين فلن تجدها فارغة ك"مولد سيدي العريان". لكن يلزمك ان تعرف تفاصيل اى قضية مهمة لك.