moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الجمعة، 20 فبراير 2009

انت على وشك ان تقع في مشكلة كبيرة

انت على وشك ان تقع في مشكلة كبيرة. كارثة في الحقيقة! هذه المشكلة (والتي اريد ان ورطك معي فيها) هي ان تترك الوضع من حولك على ماهو عليه. هل تعلم ان محيطك هو الاكثر حربا، مرضا، جوعا وجهلا. اعني بمحيطك هنا دولتك و باقي العالم الاسلامي. المشكله التي انت على وشك ان تقع فيها هي ان تترك هذا الفقر، الجوع، الدمار، المرض والجهل بدون ان تفعل شئ حياله. بدون ان تفعل المستطاع طبعاً. لكن قبل ان تفتح شاشة حاسبك في "الاهلي اون لاين" وتتبرع، او ان تصرف مبلغ وتوزعه، اقرأ هذه القصة.

 

هذه قصة من رأسي عن اخوين يعتبر كلا منهم من "الملينورية" والاثرياء. كما انهم اهل خير. الأول عبد الرحيم، هوتجسيد لسيرة الرسول صلى الله عليه و سلم من عدم رد السائل واعطاء الكل. اجمالي صدقاته في السنه حوالي 2 مليون ريال. يتكدس الشحاتين عند ابواب مكتبه،مسجد الحي و بيته طوال الوقت. يعرف رقم جواله عشرات الثقات الدالين على الخير و على المحتاجين.

 

اخوه، عبد الحكيم، مختلف تماماً. اجابته لأي سائل أو شحات هي دائماً "على الله" و"الله يعطينا ويعطيك" فهو قرر ان يتصدق بشكل مختلف تماماً.

 
عبد الحكيم درس مشاكل مدينته. فوجد أن غالبية المشاكل في تاتي من شباب وشابات هن نتاج بيوت مفككة. رباهم غالبا امهات فقيرات من دون آباء. كما ان هؤلاء الأرامل والمطلقات وزوجات المساجين ليس عندهم دخل. فتربى او (بالأصح لم يتربى) اولادهم في الشارع. طبعا، وكما تعلم، ولد تربية شوراع يعني صاعية. صياعة يعني مخدرات. مخدرات يعني فساد. فساد يعني سرقة وتخريب.......... وهكذا.

 

لهذا اقتنع عبد الحكيم ان الحل هو في العناية بهؤلآء الأمهات. فاخرج 6 مليون دفعة واحدة  (وهو ماكان سيتصدق به في الثلاث سنوات القادمة) وبنى مصنع غير ربحي لخياطة الأزياء المهنية (ملابس عامل النظافة ,الممرضة,الطباخ,مراييل الخادمات،...) عين ادارة نسائية من دول عربية وشرق آسيوية. اما العمالة في المصنع فهن............ نعم، 400 سيدة ثبت أنها أم عيال بدون دخل او زوج (او انه مقعد او مسجون). بعلاقاته وبسبب نبل مشروعه وجد شركات تشغيل و منشات يشترون الإنتاج كله.

 

بعد ثلاث سنوات وقف المصنع على رجليه من ناحية انه يغطي تكلفته. فأضاف مبلغ جديد وألحق بالمصنع معهد تعليم خياطة وحضانة ونادي لأطفال الموظفات. يصرف عليها من دخل المصنع. بعد خمس سنوات اعاد الفيلم وأسس مشروع جديد (مطبعة، مصنع مواد غذائية، وهكذا).

 

من الأفضل؟ عبد الرحيم ام عبد الحكيم؟ هل هم متساوين في الفضل لانهم دفعوا خلال الخمس سنوات ١٠ ملايين بنية الصدقة؟ صعب ان نحسب من سيحصل على أجر اكثر يوم القيامة. فهذا لا يمكن معرفته لأن حصول الأجر  يفترض صفاء النية ولا يعلمها الا الله.

 

اذا كنت مصر على أن تقييم الأفضل من خلال الدين والمقاييس الدينية فالإسلام دين عملي. وفي الإسلام دائما الخيار الأفضل هو الخيار 

الأنفع.

 
اذن، من الأنفع؟ لمعرفة الأنفع من خلال الخمس سنوات الماضية والتي دفع كلا منهما 10مليون صدقة لوجه الله تعالى اريدك ان تتخيل انك تراقب الموقف مما يشبه برنامج    google earth .ثم أريدك أن تتخيل هذه الصدقات والتبرعات انها عندما تخرج من جيوبهم يكون لونها أخضر فسفوري. وكلما انتقلت هذه الأموال بعد خروجها من يد ليد يخفت لونها الى أن يختفي الاشعاع وتختلط هذه الأموال بباقي المال في الإقتصاد.

 

لنبدأ، راقب معي هذه السته الآف ريال مثلا الخضراء "الملعلعة" وهي تخرج من جيب عبد الرحيم. اعطاها للأرملة أم حسن ذات السبعة الأولاد. اخبرها ان تيسر بها امورها للأشهر الثلاث أو الأربع القادمة. تخيل هذه 6000 ريال وهي لازالت مشعة في شنطة أم حسن. خلال الأشهر القادمة صرفت هذه الأموال لشراء الأكل، أساسيات ناقصة في البيت, اصلاح الثلاجة, كرت الجزيرة الرياضية (فأولاد أم حسن الوسطانين مجانين ميسي الارجنتيني) أما حسن فكان يأخذ من أمه كل أسبوع 50 ريال ويشتري بها حشيش. بعد ثلاث أشهرلا يكاد يرى أي لمعان أخضر فسفوري  لهذه السته الآف. وللأسف،  هذا حال أغلب العشرة الملايين. هناك لمعان فسفوري عبارة عن تغيير سيراميك حمام ومواضئ احد المساجد. وهناك أجهزة في وحدة غسل الكلى في عيادة. مصاحف في تانزانيا. وخلاص. فقد ضاعت العشرة مليون في زحمة مال عجلة الاقتصاد. واستمرت لتساهم أن يصبح الغني أغنى والفقير أفقر. هي كالماء في أرض صحراوية. يختفي سريعا.

 

لننتقل ب google earth ونبحث عن آثار نفع عبد الحكيم. سريعا ستجد مربع كبير يزعج الأعين من شدة لمعانه باللون الأخضر. أنه المصنع. و لعل المطبعة ايضا انتهت. ولو كنت تشاهد هذا المربع الأخضر يوم واحد من كل شهر ستجده وهو تخرج منه 400 نقطة خضراء. هن الموظفات يخرجن بالراتب. تعمل  zoom out   فتجد مدينه عبد الحكيم وهي فيها مربع أخضر مشع في وسط الصفحة و400 نقطة في شقق متفرقة للموظفات. ما أن تخفت هذه النقاط في يوم 30 في الشهر حتى تعود للبريق يوم 1.

 

"ياياسر مافي فرق، فعبد الحكيم كل ما فعله انه اعطى مبلغ مثل اخوه ل400 أم حسن. والمبلغ اكيد سيصرف بنفس الطريقة على المقاضي,اصلاح الثلاجة,كرت الجزيرة وحشيش لحسن"

 

لا ياحبيبي. هناك فرق كبييييير. عبد الرحيم اعطى صدقة لشحاته. عبد الحكيم اعطى راتب ل"مشرفة خط غزل الصوف". فرق التربية كبييييير بين شحاته وموظفة معتزة بنفسها. الاول اعطى مسكن. الثاني استاصل المرض.

 
هذه ليست رسالة عن المسؤلية الإجتماعية للشركات. كما قلت في البداية، هذه الرسالة حتى لاتقع في المشكلة الكبيرة التي ذكرتها في بداية الرسالة.