moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الأربعاء، 13 مايو 2009

كيف تنفذ مشروعك باقل من ربع راس المال المطلوب

لعلك مع الازمة الاقتصادية بدأت تشعر بأثرها عليك إما بشكل مباشر أو غير مباشر. أو انك غير متأثر بها, او لا تفهمها لكنك متخوف من أن تقوم بخطوات كبيرة تحتاج لتمويل كبير. كالمشروع مثلاً الذي لعلك تفكر فيه من فترة, و تتمنى ان تبدأه. لذا, تؤجل البدء و تضعه على الرف. او حتى تنساه.
 
اذا كان هذا حالك او حال احد تعرفه و يهمك أمره فأليك وسيلة تجعلك تبدأ المشروع مستخدما جزء يسير من رأس المال المطلوب لبدايته بالطريقة التقليدية.
 
احد اصدقائي بدأ مشروع خياطة ثياب بشكل غير تقليدي. حيث انه ليس له محل أو دكان. و لكنه يصل لك اينما تكون فيأخذ مقاساتك و طلباتك. ثم يعود ليسلمك الثياب عندما تجهز.
 
كلنا نعرف الطريقة التقليدية لعمل مشروع خياط مميز. اليك عناصر مشروع خياط تقليدي مع افتراض للتكلفه:
 
ايجارات (المعرض في شارع رئيسي +المشغل) 130,000
ديكور و معدات 70,000
مواد و بضاعة 50,000
تسويق 10,000
موظفين (2للمشغل+1للمعرض+1مشرف او محاسب) 100,000
تكاليف تشغيل و فواتير 30,000
 
لو ضربنا الاجمالي ب 20% من باب الاحتياط ستكتشف ان مشروع خياط سيحتاج منك رأس مال مبدئي لا يقل عن 460,000 ريال. وأغلب هذا المبلغ تأسيسي. اي انك ستصرف اغلبه قبل يوم الافتتاح.
 
اذن كيف تنفذ مشروعك بأقل من ربع رأس المال المطلوب؟ هذا يتحقق عندما تحلل المشروع الى مكوناته الاساسية (مثلا فمشروع ورشة سيارات يتكون من: ورشة مجهزة, ميكانيكين, مواد استهلاكية و قطع غيار, خدمة العملاء). بعد تحليل المشروع, تسأل نفسك السؤال التالى "ماهي مكونات مشروعي التي استطيع ان اعتمد على الغير بدلا من ان افعلها انا واجعلها ضمن مشروعي؟". مثل ال coffee shops. فأغلبها بدلاً من خبز الحلويات و المعجنات يعتمدون على الغير و يشترونها جاهزة. في ذلك تخفيف رهيب لدوشة و مصاريف التشغيل. ويعطيهم القدرة على التركيز فيما فيه اهم الارباح: القهوة.
 
عودة لمشروع زميلي. انا لا اعرف كيف يديره على الاطلاق. لكن لو كنت مكانه لبدأت بتحليل المشروع الى: مشغل, خدمة عملاء من اخذ مقاسات و طلبات ثم تسليم الثياب, و اخيرا تسويق و بيع. ثم أعقد اتفاق مع مشغل خياطة. حيث اني اقوم بالخياطة عنده لزبائني بم يشبه سعر الجمله. فلو كان الثوب يباع من خلال المعرض للزبون العادي ب200 ريال فانا احصل عليه ب150 وهو سعر يسعد الطرفين. في هذه الحالة اليك الان عناصر المشروع الاساسية مع افتراض للتكلفه:
 
سيارة ظريفة كتلك التي يوصل بها casper & Gambini طلباته ب12,000 دفعات السنة الاولى
موظف واحد لاستقبال المكالمات على جوالة ثم زيارة الزبائن لاخذ المقاسات و الطلبات و تسليمها 30,000
تكاليف تشغيل (غالبا فواتير جوال و بنزين) 10,000
تسويق (على الانترنت و توزيع مطويات) و ملصقات على السيارة 40,000
 
لو ضربنا الاجمالي ب20% من باب الاحتياط ستكتشف ان المشروع بهذا الشكل سيحتاج منك رأس مال مبدئي حوالي 110,000ريال. لكن اغلب هذا المبلغ تشغيلي. اي انه يصرف شهرياً خلال العام.
 
تجد أن البند الوحيد الذي ستصرف فيه اكثر في الطريقة الثانية هو التسويق. و هذا طبيعي, حيث ان المعرض او المحل في السيناريو التقليدي يقوم بكل التسويق الذي قد تحتاجه. فهو عليه لوحه كبيرة مضاءة و يمر بجوارها الآلآف كل يوم. أما في هذه الطريقة المقترحة فيجب عليك ان "تذهب" و تعرض نفسك على زبائنك المحتملين. لكن هذا موضوع اخر لعلنا نتحدث عنه في رسالة جديدة.
 
عندا تتبع هذه القاعدة: اي أن تحلل المشروع الى مكوناته الاساسية ثم تعتمد على الغير فيما لا تجد فيه ربحك الحقيقي أو أن الدوشة الناتجة منه كبيرة. و تبقي معك الباقي. عندما تفعل ذلك, ستجد ان احتمالات المشاريع التي يمكن بدايتها لا حصر لها.
 
الكثير من البنات او السيدات اليوم يقمن بمشاريع بيع كوكيز و كعك. لا يدرن عملهم من خلال معرض ولكن من المطبخ في البيت. وهذا يتبع الفكر الذي في الرسالة. ويستثمرون جيداً في التسويق من خلال المعارض, البازارات و الانترنت. ما أجدهم يفشلون فيه هو ضعف هذا التسويق و عدم استمراريته. وكذلك سوء التسعير. كما أني لو كنت مكانهم لفكرت بعدم الخبز في البيت. بل اتفق مع مخبز فيه خباز موهوب. و اتفق معه على وصفات معينة و اسعار خاصة. كلما جاتني طلبية طلبتها منه. ثم اضع فوق سعر الكعك مايغطي التكاليف و ما يحقق الربح لي.
  
أي أني أربح من مجرد الخدمة. الخدمة التي لا يستطيع أن يتفنن فيها خباز أو ميكانيكي أو خياط بالكاد يتحدث العربية. ذوقة "ضارب". يعمل كعكة جزر و زبيب لحفل أطفال. او يقوم باضافة بوليستر لامع على جيوب ثوب العيد لك.
 
ارجع لمثال الورشة في البداية. ماذا لو طبقت هذا المبدأ؟ اي ان تتفق مع ورشة سيارات. ثم تقوم بتسويق نفسك على انك شركة صيانة سيارات ترسل ميكانيكي لبيت او مقر عمل الزبون. يلقي نظرة على السيارة و يسمع شكواك. ثم يأخذ السيارة للورشة و يعيدها لك بعد اصلاحها. فكرة مجنونه؟ لن يثق الناس في الميكانيكي و سيعتقدون انه لص سيسرق السيارة؟لن تنجح لان الزبون يحب ان يرى الورشة و يحكم عليها بنفسه؟ ربما كل هذه المخاوف في محلها. و ربما يمكن التغلب عليها من خلال اثبات المصداقية واستخدام الصور و الضمانات.
 
لعل هذه الطريقة في العمل تثير لك خوفين رئيسيين:
 
1. "ماذا لو سرق من اعتمد عليه (الخياط او الخباز او الميكانيكي الذي تعاقدت معه) اسراري و زبائني؟" كل المخاوف من هذا النوع هي في الحقيقة من القرن الماضي و لامكان لها في عالم الاعمال اليوم. ليس هناك انجح من ال Open Business models . كما ان اهم سر للمهنة سيظل محبوسا معك: التسويق و خدمة العملاء.
 
2. "الربح اعلى بكثير في الطريقة التقليدية. في الحل المقترح ياكل فيه من ارباحي الخياط او الخباز او الميكانيكي الذي تعاقدت معه"صحيح لكن ماالمشكلة في ذلك؟ احدى اهم نصائح خبراء استراتيجيات الاعمال هي ان لا تفكر "كيف تربح" بل "كيف تحقق مصدر دخل". الاسهم و رجال العقار في الثلاثين سنة الماضية اثروا على الفكر الاستثماري في البلد. تحول كل شئ الى "خبطات" سريعة و مجنونه.في حين افضل ريال هو ذلك الذي ياتي ببطء و هللة تلو الاخرى.