moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

السبت، 7 فبراير 2009

المولات، البولنج، البلياردو و صياعة المراهقين

عندما كنت في الاول المتوسط قضينا الصيفية في امريكا وكانت تعيش هناك عمتي. ابن عمتي الكبير كان في سني وكنت اخرج معه ومع اصحابه. لم يكونوا يعيروني الكثير من الاهتمام فأنا "غلبان من السعودية" بالنسبة لهم. الى ان حصل شئ غير هذه النظرة. حيث اني بعد ان انتهيت من شرب العصير ونحن نخرج من المطعم، رميت بالكوب الورقي الملئ بالثلج على جذع شجرة. فتناثر الثلج بشكل درامي. عندها نظر الي الجميع بنظره مختلفة, فاصبحت بالنسبة لهم الصايع "الكوول". وذلك لأنه لا يتجر أحد في امريكا ان يفعل ذلك بسبب القانون.
 
لماذا المراهقين في بلدنا صايعين؟ دعني اولا اخبرك بتعريفي للصياعة (وارجو ان تقبله على الاقل خلال الرسالة) الصايع هو الفاضي الذي ليس له عمل او مسؤليات. و بسبب هذه الفضاوة والكسل فهو غالبا مخالف للانظمه وغير مهتم بها. اما سوء الخلق فهو موضوع اخر لاعلاقة لها بالصياعة (على الاقل في هذا التعريف).
 
لو فكرت في الاسباب والتفسيرات البديهية لصياعة المراهقين في بلدنا (هذا لو اتفقت اصلا على صياعة المراهقين عندنا) قد تستنتج عدة اسباب. منها مثلا وجود الخادمات والسائقين بشكل واسع في المملكة والخليج، وان هذا يجعل المراهقين فاضيين وليس عليهم اي واجبات (المساعدة في تنظيف البيت، العناية بالاخوة الصغار، جلب المقاضي,...). كذلك الاعتماد التام على العمالة من جنوب شرق اسيا في كل المهن و الوظائف العمالية. ولذا فلا حاجة للمراهقين ان يعملوا في المحلات (بائعين,كاشير, عامل, محطة بنزين....). عندها، وبسبب هذه الفضاوة، و بسبب عدم وجود اي مسؤلية خلال حوالي 10 ساعات من كل يوم (بعد خصم ساعات النوم و المدرسة) يتحول المراهق لصايع. يعاكس البنات, يفحط, يضايق الناس و العمال.......وهكذا.
 
لكن، دعني اقدم سببين قد لا يكونا بدهيين لكن اعتقد ان لهم اثر كبير في خصوصية صياعة مراهق البلد. وذلك لان لهم خصوصية موجودة فقط عندنا (الى حد ما):
 
1. "لو سمحت ياابو الشباب, عوائل" تقال هذه الكلمه من الحارس الامني على باب كل مول, مطعم, ملاهي او اي محل. او تجد انها معلقة على لوحة. هل تعرف ماذا يسمع المراهق عندما تقال له هذه الجملة؟ يسمع التالي: "انت خطر. ولو دخلت لن نستطيع السيطره عليك. هرموناتك وعنفوانك سيتسببان في مشاكل انت نفسك لن تسطيع السيطرة عليها. لذا ستبقا في الخارج. لانك لو دخلت ستلتهم الاخضر و اليابس. وستؤذي البنات و العوائل". "للعائلات فقط" هي سجن عكسي. فهي لا تسمح للمراهق بالدخول في المجتمع. يبقى في الخارج ليصدق هذه الاسطورة التي تقال عنه. و ليتحول شئ فشئيا لحيوان اهوج في قفص عكسي. او...صايع.
 
2. البولينج والبلياردو: في بلدنا هاتين اللعبتين هما النشاط الترفيهي الاول للمراهقين في عطلة نهاية الاسبوع. بالاخص المراهقين في المراهقة المبكرة. وذلك لان ذهابه لاي مكان اخر ممنوع. اما في باقي كوكب الارض فالاولى (اي البولنج) هي رياضة الرجال الذين وصل حجم كرشهم وسنهم للمرحلة التي تكون فيها دحرجة كرة بعد اخذ 3 خطوات مشي هي اقصى رياضة. اما البلياردو فهي تاريخيا مرتع العصابات. تمارس في غرف مظلمه فيها دخان كثيف (طبعا هذا ليس تعميم يعني ان كل من يمارس هذه الرياضة هو رجل عصابات). تواجد مراهقينا في هذه الاماكن يجعلهم يحتكون بمحيط غير مناسب لهم. محيط ملئ بشرب البيرة (وان كانت غير كحولية) و التدخين والقهقهات العالية و الكلمات "المش ولابد". كما ان احتكاك ابن ال13 سنه بابن ال23 وال33 سنه في اماكن الترفية غير ملائم. لذا ولكل هذه الاسباب هم يرضعون الصياعة. او على الاقل يفتتنون بها. ويتوسعون في نشاطهم مقتادين بهؤلاء الناس فيتبعوهم بعد game البولنج للقهوة. ثم لشوارع المعاكسات الشهيرة. و هكذا.
 
يجب ان نفكر جديا في مبدأ "للعائلات فقط". فهو سجن مدمر لفئة صغار الشباب وينبذهم في المجتمع.
 
بلدنا هي البلد الوحيدة التي هدف الحارس الامني في المول هو ليس منع السرقات وحماية المشأة بل منع المراهقين من ان يقولوا للبنات "اموت في الحلو الابيض يا ابيض".

البديل؟ تبديل لوحه "للعائلات فقط" بلوحة تقول "مُرحّب بالشباب". والتي سيقرأها الشباب كالاتي: "اتفضل. لكن قسما بالله لو تحرشت ببنت و قلت لها (عبرنا يا اسمر وبلاش ثقل) راح نعلقلك من اذانيك على باب المول. و نعلق ابوك جنبك".