moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

ماهي مشكلة الكورة و الدوري في بلدنا؟

"مشكلتنا كلها في التحكيم. ما شفت مباراة الاهلي و الشباب؟" "اكبر مشكلة رؤساء الاندية و طرق ادارتهم" "جسم اللاعب السعودي او العربي هو المصيبة" "لجان اتحاد كرة القدم" "محمد نووووووور!" "عكاظ، الرياضية و باقي الجرائد"

 

ماهي مشكلة الكورة و الدوري في بلدنا؟ (ولا اقصد هنا المنتخب. المنتخب مشكلته سهلة. كلما تهمل المنتخب على حساب الدوري يتحسن المنتخب. قاعدة غريبه لكن مثبتة).

 

احب كثيرا تعبير في اللغة الانجليزية و هو (the elephant in the room) يقال عندما تتجاهل المشكلة الواضحه و ينظر للفرعيات. كأن تدخل مجموعة لغرفة فيها "شي غلط" فيجتهدوا ويذكرو اسباب مثل "لون الستائر" "نوع الفرش" "وسع الباب" مع ان في ركن الغرفة فيل كبير! فيتجاهله الكل، و يحاولو ان يجدوا مبررات اخرى للشئ الغلط في الغرفة.

 

ماهو فيل الكرة في بلدنا؟ انه المال. مشكلة الكرة ان هذا القطاع ليس فيه مال. يعيش على صدقات الاثرياء ودعم الدولة من خلال رعاية الشباب. فميزانية اغلب فرق الدوري اقل من سعر لاعب في بشكتاش التركي او لشبونة البرتغالي. لكن بدل من ان يشار لهذا الفيل (اي المال) الذي يلعب بخرطومه هادئا في الركن، يشغل الناس نفسهم بامور لاعلاقة لها بالموضوع كالتحكيم و الرؤساء و حبيبي محمد نور. والذي يعيش معه مجانين الاتحاد امثالي اغرب علاقة حب و كره. في تسعين دقيقة لا نغضب او نفرح من احد بقدره. ادعوا لنا بالشفاء يا مشجعي باقي الفرق.

 

"لكن المال ليس كل شئ، اليوم متصدر الدوري الالماني فريق درجة رابعة ميزانيته ٤ مليون يورو. و ثاني العالم و بطل امريكا الجنوبية فريق اكوادوري ميزانيته ٦ مليون دولار"


طبعا المال هو كل شئ. ووجود استثناءات لا تنفي القاعدة. هل هي صدفة ان اقوى مسابقات اوروبا (المانيا، ايطاليا، انجلترا، اسبانيا و فرنسا) هي نفسها اقوى اقتصادات في اوروبا.

 

"قاعدتك مضروبه، لم إذن الدوري الامريكي ضعيف مع ان اقتصادهم قوي؟ في حين ان هولندا مثلا لها دوري اقوى وهي اقتصاد متوسط؟ وللارجنتين منتخب عظيم و هي اقتصاد صغير؟"


في امريكا يلعبون ويهتمون برياضات اخرى. اما الارجنتين فالرسالة عن الدوري و ليست عن المنتخبات. و اما هولندا فهي استثناء اخر. وذلك لان كلويفرت، خوليت، ريكارد، دافيدز، سيدورف، وينتر، هاسلبانك، بابل و غيرهم من الاساطير الهولندية هم من دولة في امريكا الجنوبية كانت تستعمرها هولندا. اسمها اليوم سورينام. دولة عدد سكانها من قلتهم يمكن حشرهم في حي من احياء  الرياض. من حظ هولندا ان هذا العرق من البشر في سورينام له موهبة كرة عجيبة اشبه بتلك التي في حواري ريو ديجانيرو و ضفاف الامازون.

 

انه المال، كما اشار له الاسطوره الحسن اليامي الاسبوع الماضي وهو يضطر ان يشحت على الهواء من اجل فريقه نجران. فعندما فاز الاتحاد والهلال على الوطني و نجران بالسبعة لم يكن فوز ١١ رجل على ١١ رجل. بل فوز ملايين الريالات على القروش.

 

هو المال. فكر في الموضوع. في السعودية تستطيع ان تحصل على غرفة فندق او طبق دجاج ينافس (او على الاقل يقارن) بتلك التي في اوروبا. لكن دورينا لا يقارن بالدوري الاوروبي. نحن تقريبا نلعب لعبة اخرى من شدة الاختلاف. عندما اتنقل عند المشاهدة بين مباراة محليه واخرى اوروبية في نفس الوقت يأتيني صداع نصفي. 

 

السبب هو ان الجانب الاقتصادي غائب في الكرة. تخيل لو ان الفنادق تمتلكها و تديرها وزارة السياحة و المطاعم وزارة التجارة. تخيل مستوى الجونيور سويت او التشيزبرغر وقتها. ليس فقط عندنا بل في اي بلد في العالم. فلو اردت مخدة اضافية مثلا تقدم طلب مع صورة شمسية قبل تاريخ وصولك للفندق ب٢١ يوم. مبالغة؟ لا اعتقد.

 

انتهت الرسالة و تحليل الظاهرة. و استأذن مهوسين الكرة قليلا لأخذ رأيهم فيما هو الحل للموضوع.

 

تعرض الاندية للبيع و تخصخص فورا. وتقدم رعاية الشباب مواصفات لمن يرغب في الشراء. من لا يجد زبون يبقى على حاله حتى يأتيه زبون او تقم رعاية الشباب بعمل تخفيضات. مالذي سيحدث؟ شركة او جهه (ارامكو مثلا) تشتري نادي (النهضة مثلا) لان هذا يحقق لارامكو العديد من الاهداف الاقتصادية (كالدخل و الربح) الاستراتيجية (كتوسيع دائرة الاستثمار) و الاجتماعية (كخدمة المجتمع من خلال التكاتف مع رعاية الشباب و المساهمة في نهضة المنطقة الشرقية). تعين ارامكو مدير للنادي ولعله مدير مرموق في اداره المرافق في ارامكو او اداري رياضي بريطاني. وتوفر له ميزانية "متواضعة جدا" بالنسبة لاستثمارات ارامكو قدرها ٣٠٠مليون ريال فقط! . صعبة على ارامكو؟ هل سيكون اصعب من ادارة و بناء مدن و جامعات؟ هذا ما يفعلوة الان.


وهكذا، اذا لم تعجبك ارامكو فأعد المثال باستخدام جهات اخرى (بنك الراجحي، الامير الوليد، اتحاد وكالات السيارات اليابانية،.......)

 

عند الاحتراف في أي مجال (رياضة او تجاره او صناعة)، اذا اهمل الجانب الاقتصادي مقابل الجودة يتدمر و ينهار هذا المجال. فلو جاء مدير مصنع شامبو وقدم للسوق افضل شامبو. لكن المصنع من خسارة ماديه لخسارة كل سنه. عندها يعتبر مدير فاشل. نفس الشئ لو فاز نادي بكل البطولات لكن في الميزانية عجز.

الأحد، 21 ديسمبر 2008

لماذا اغلب الاغاني الاسلامية هي عن محبة الرسول صلى الله عليه و سلم؟

افتح قناة المحور صباح الجمعة او في رمضان مثلا. او حتى غيرها من القنوات التي تعرض اغاني ولها فترات او مواسم دينية. الم تلاحظ ان الاغلبية الكاسحة من الاناشيد او الاغاني الاسلامية موضوعها الرسول صلى الله عليه و سلم و محبته. لماذا؟
 
هذا الامر يتجلى تحديدا في الاغاني الاسلامية التي تحقق شهرة (ايهاب توفيق، محمد المازم، عبد الرحمن محمد، حمادة هلال....). و لكنه لا يتجلى بنفس الدرجة في الاناشيد الاسلامية التي يهتم بها و يتابعها شريحة ضيقة من الملتزمين دينيا (ابو خاطر, الشيخ العفاسي,....). فهؤلاء ينوعوا أكثر في مواضيعهم (بين الله سبحانه و تعالى وتوحيده والعبادات والاخلاق المختلفة والصحابة)
 
"هادا شغل مصارية. هم يحبون هذه الاشياء" لو هذا رأيك فحدد لو سمحت. اذا تقصد ب"شغل مصارية" محبة الرسول صلى الله عليه و سلم فيابخت المصريين و ياخسارتك. اما لو قصدت ب "شغل مصاريه" ان المصريين يتغنون بكل شئ (حتى العنب) فهذا بالضبط يدعم نقتطي. وهي لماذا إذن في الغناء الديني التركيز هو حول الرسول صلى الله عليه و سلم و محبته ولم يغطي مختلف نواحي الدين؟
 
هل السبب ان الرسول صلى الله عليه و سلم كانت حوله قضية الساعة (قضية الرسومات و الدنمارك)؟ اذن لم لا يحدث هذا مع القضايا الاخرى في العالم الاسلامي التي تصبح قضية الساعة؟
 
هل السبب هو ان اقصر الطرق لمحبة الله هو محبة الرسول صلى الله عليه و سلم؟ فتهدف هذه الاغاني لزرع محبة الرسول في قلب المسلم حتى يزداد قربة من الله و شرعه؟ إن هذا التفسير يفترض أن هناك تخطيط و اهداف خلف هذه الاغاني وهذا غير صحيح. ان هذه الاغاني هي جهود شخصية مباركة ومشكورة لكن مفتتة. ليست ضمن استراتيجيه نهضة اسلامية. هذه الاغاني تخرج من خاطرة تأتي المؤلف او المنتج او المغني. إما لتعاطفه مع الدين ( ازدياد تدينه في رمضان، مشاهدة حلقة من على خطى الحبيب لعمرو خالد مؤثرة، زيارة المدينة والحرم المكي) او لموقف استفزه (الرسومات). فيتصل بمن حوله و يقول "ايش رايك نعمل حاجه عن الرسول صلى الله عليه و سلم تكسر الدنيا؟"
 
"يامصطفى يا امام العالمين، الا حبيب الله، محمد نبينا، صلوا على خير الانام، السلام عليك يا طه يا حبيبي، نسيم هبت علينا". لماذا؟ لماذا اغلب الاغاني الاسلامية هي عن محبة الرسول صلى الله عليه و سلم؟ الحل هو في كلمة"حب".
 
اذاسألتك "هل تصلي؟" فلا يمكن ان تتخيل اني اقصد غير الفروض الخمسة و ركعاتها ال١٧. لا يمكن ان تتخيل اني اقصد الصلاة بمعنى الدعاء مثلا. او الصلاة كما في الافلام المدبلجة "سأصلي لك يا هيروشي" ثم يتربع البطل في جلسة محاطة بالشموع و يتامل. وكذلك الحال لو سألتك عن اي افعال دينية اخرى (حج، صيام، زكاة،...).
 
لكن لو سألت احدا "هل تحب الرسول؟" فكلمة حب هنا لن يعاملها على انها فعل كباقي الافعال الدينية و لكن سينظرلها من مفهوم الحب العام. اي الحب البرئ (كحب الام، او الاولاد، او حتى حب الشكولاته او حب النادي الاهلي). وكذلك الحب، كما لعله زرع في الاذهان من افلام سعاد حسني، Farrah Fawcett, منى زكي و Jessica Alba (لاحظ مراعاتي لكل الاذواق و الاجيال).
 
ما دليلي على هذا الادعاء الوقح. وارجوا ان اوضح (قبل ان يفور دمك العربي ) اني لا اشبه بين حب الرسول و حب ممثلات. لا تتخيل امور. استمر في القراءه.
 
لو سألت اغلب الناس عن اي فعل ديني مثل "هل تصلي جماعه في المسجد؟" "هل تتصدق؟" "هل تدعو؟" "هل تستغفر؟"..... فستكون الاجابات متنوعية بين "نعم"، "الحمد الله"،" احاول بقد المستطاع"،" ليس كما اتمنى لكن ادعيلي"، "لا ولله انا مقصر" وهكذا. الا اجابة السؤال عن حب الرسول. جربها. اسأل عشرة. كلهم سيقولون لك اجابة واحدة. و هي كلمه "طبعا!!". تقال "طبعا!!" بمنتهى الثقة وبدون تفكير او تردد. هذا دليل ان مفهوم حب الرسول هو من المنطلق العاطفي و ليس الفعل و الاعتقاد. والا لتلكأ الاغلبية كما تلكأ سيدنا عمر وطلب مهلة للتفكير عندما سأله الرسول صلى الله عليه و سلم.
 
لماذا اغلب الاغاني الاسلامية هي عن محبة الرسول صلى الله عليه و سلم؟ لانها تغني عن الحب العاطفي. وهو غير ملموس و لا يفترض اي افعال او اقوال من المغني او المؤلف او المنتج.
 
لو غنى مغني عن صلاة الجماعة مثلا. ثم كان نادرا ما يصلي في المساجد. سيوصف بالمنافق. لذا فغناء المغني عن اي فعل ديني يعتبر توريطة. لانه هنا يجب ان يلتزم بهذا الفعل امام الجمهور. اما محبة الرسول صلى الله عليه و سلم. و لأن الرأي العام لا يربطها بأفعال فيستطيع ان يتغنى بها اي احد. لأنه حتى لو شوهد بعدها في اسوء الصور لن ينفي هذا عنه محبة الرسول. لان الرأي العام يختصرها على انها محبة عاطفية في القلب.
 
لذا، يستطيع اي احد ان يقول انه يحب الرسول صلى الله عليه و سلم، سواء كان ملتزم بأفعال الدين او لا، سواء كان متبع للسنه او لا. فبالتالي يمكن الغناء عن ذلك ايضا.
 
انتهت الرسالة.
 
اتطلع للتعليقات. و اتمني انها لا تكون بأراء فقهية في احكام المعازف. او هجوم على المغنيين. او دفاع عنهم من منطلق ان هذه هي المحبة الحقيقية للرسول. او الرد من خلفية اعتقاد (او عداء) لفكر سلفي او شيعي او صوفي. او من خلفية ان جنسيات معينه هي مع او ضد هذه الامور, او هجوم وتهجم بان هذا الغناء يدل على حب زائف و غير شرعي. لتترك الهجوم و النصح لباقي الانترنت.
 
اتمنى (وكل شخص حر فيما يكتب طبعا) ان تكون التعليقات في اطار تحليل الظاهرة. لا تستغل موقعي لتفضفض او تنصح او تتهجم فيه. ارجوك. الم تطفش من هذه الامور؟ علق كما تشاء. لكن ستكون موضوعيا لو علقت مجيبا على السؤال او الرسالة؟