moved to a new blog. click on the link

اهلا بك. من باب التطوير انتقلت لمدونة جديدة. كل ما تحتاجه الان ضغطة اخيرة على هذا الرابط. واسف على التاخير.

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

سفرة رمضان

لا تخف, لن نتعرض لموضوع كثرة الاكل و الاسراف. لكني ساسألك سؤال:

ما وجه الشبه بين المأكولات الرمضانية التالية: فول, تميز, شريك, شربة حب, سمبوسة بانواعها, لقمه القاضي, قطايف, مطبق, شكشوكه, تمرة, البقلاوات, قهوة عربي، سوبيا؟

فكر. ما وجه الشبه بين هذه المأكولات التي تتشكل من بعضها، او من كلها، سفرتنا الرمضانية؟

الشبه هو انها كلها لونها بني.

اللون البني في عالم المأكولات هو اقل الالوان تعبيرا عن النضارة و الفائدة. لو انك قمت بقلي اي شئ فسيصبح لونه بني. و لو انك جففت اي شئ فيصبح لونه بني. اى انك لو اخرجت الفائدة من الاكل يصبح لونه بني. و البني هو لون البقول و الحبوب التي تبقى مخزنة لاشهر.

المشكلة هي ليست ان اكل رمضان بني. بل هي ان اكل رمضان ضعيف في فائدته الغذائية. كما انه لا يقدم و جبات متكاملة غذائيا.

لماذا؟ لاننا ناكل كما كان ياكل اجدادنا ونعيد تحضير الاكلات كما بدات منذ قديم الزمان. ففول اليوم هو فول افغانستان الذي استوردنا فكرته من عشرات السنين. هو هو, كما كان يؤكل في كهوف كابل و تورا بورا. و مقلياتنا هي هي تلك التي جائتنا من اقاليم بخارى منذ عشرات السنين. ولازلنا نحضرها كماجائتنا من مهاجري اقليم قرقشان للحرمين. و ينطبق الحال على كل الباقي من الاكل.

نحن لا نطور. فهذه الاكلات حُضّرت بهذا الشكل وقتها لانه لم تكن هناك ثلاجات او سوبرماركتات او مونيلكس. كانت الخضار و المكونات الطازجة نادرة. وكما انه لم يكن هناك وعي صحي لتكامل الغذاء و طرق التحضير.

الهامبرجر تحول من اكل فقراء في مدينة هامبورج يستغل فيه بقايا اللحم و الخبز لما هو عليه اليوم. و البيتزا تحولت من نتاج مسابقه الملكة مارجريت (بيتزا مارجريتا!!) لابتكار اكله للفقراء ببقايا الاكل لما هي عليه اليوم. وحتي لا ننظر بعيدا، فهناك ايضا الاكل اللبناني و تطوره. كل هذه المطابخ تطورت وواكبت امكانيات العصر. اصبحت هذه الاكلات gourmet food.

لقد تخلف اكلنا من ان يتطور ويواكب العصر. وان يكون اكل فيه ابداع و تاثر بالحاضر و الوعي.

دلالة التخلف او التاخر لاكل رمضان انه كله يباع في السوق بريال. الله يباركلنا في الريال لكن في شي هادي الايام بريال؟

هل هذا يعني اني لا احب اكل رمضان. طبعا احبه. ما اتحدث عنه هو التطور المكمل و المحّسن للماضي و الاصل.